الخميس ٣١ يوليو ٢٠١٤ -
٠١:
٠٥ م +02:00 EET
باب الرجاء مفتوح مهما كانت الخطية
عرض/ سامية عياد
قد يشعر الإنسان الخاطىء بأنه لا فائدة ، وأن الخطية قد سيطرت عليه تماما ولا مخرج منها ومن ثم يبقى هو فى وضعه الخاطىء دون السعى الى التوبة والخلاص، وهذا هو أخطر سلاح يستخدمه الشيطان لزرع اليأس داخل الإنسان والاستسلام للخطية.
المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فى مقاله "تشجيع الخطاة" يحدثنا عن ضرورة تشجيع صغار النفوس مستندا على قول القديس بولس الرسول "شجعوا صغار النفوس ، اسندوا الضعفاء ، تأنوا على الجميع" ، الإنسان المملوء غيرة على خلاص النفس ، فإنه يفتح أمام الخطاة باب الرجاء ، مستخدما فى ذلك كل عطف وحنو وطول أناة ، لقد كان الأنبياء والتلاميذ يحتاجون الى تشجيع من الله دائما قال السيد المسيح لتلاميذه "ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر" ، ويقول الرب لبولس مشجعا "لا تخف ، بل تكلم ولا تسكت، لأنى أنا معك" ، وهكذا ، فإذا كان الأنبياء يحتاجون الى تشجيع ، فكم بالأولى الخطاة فى سقطاتهم.
لابد من تشجيع الخطاة على التوبة ، ولابد أن يعرف الخاطىء أن محبة الخطية سوف لا تستمر معه ، لأن نعمة الله سوف تعمل فيه وتنقذه من محبة الخطية وأن الله لن يترك الشيطان يحاربه طول الزمان بلا هوادة ، فلابد أن الله سيوقفه عند حده ، والى جوار تشجيع الخطاة لابد أيضا من التدرج معهم ، فليست الغيرة عليهم أن نفرض حياة الكمال على الناس، فقد حاول الكتبة والفريسيون أن يفعلوا ذلك ، فلامهم السيد المسيح له المجد لأنهم كانوا بهذا يغلقون ملكوت السموات قدام الناس ، فلا هم دخلوا ، ولا جعلوا الداخلين يدخلون .
ليست الغيرة هى لوم الناس على عدم السلوك فى المثاليات ، إنما الغيرة هى مساعدتهم على السلوك فيها ، هى إعطاء قوة للضعيف ورجاء لليائس وثقة لمن يظن حياة البر فوق مستواه ، نأخذ بيد الخاطىء خطوة خطوة ، ولا يأتى ذلك بالضغط أو بالأمر ، إنما بالنمو الطبيعى .
ونحن عندما نشجع الخطاة والتدرج معهم لا يعنى هذا التهاون أو التساهل فى الوصايا ، إنما يعنى تسهيل طريقة تنفيذ الوصايا أمام الخطاة حتى يعرفون طريق التوبة والخلاص ، ففى صلوات القداس نقول "سهل لنا طريق التقوى" ، فلابد أن تكون الغيرة على خلاص النفوس ممزوجة بالحكمة "رابح النفوس حكيم".