الأقباط متحدون - القصة لم تنته بعد!
أخر تحديث ١٣:١٨ | الاربعاء ٣٠ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٢٣ | العدد ٣٢٧٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

القصة لم تنته بعد!

صورة تعبرية
صورة تعبرية
بقلم  : سمير مرقس
القصة لم تنته بعد، لأن فصولها الفعلية لم تبدأ بعد.. فما كُتب من سطور ما هو إلا استهلال طويل.. استهلال تحرر كاتبوه من صنعة الكتابة، ذلك لأن سطوره كانت سطورا من لحم ودم. سطور تتكون من كلمات حية «بكر»،

لا تنتمى للنص القديم، وخارج أى سياق. ومن ثم لا يمكن إخضاعها لقواعد النقد النمطى/المدرسى، ولا يمكن أن نقرأها كما تعودنا أن نقرأ ما سبق هذه السطور من نصوص تاريخيا..
 
حيث دورنا كقراء ينتهى عند حد الإعجاب ومن ثم التسويق للنص، أو عدم الإعجاب ورفض النص...النص هذه المرة نحن أبطاله، فلا مجال للإعجاب أو التشويه، بل المطلوب التأمل والتجويد حتى تكتمل فصول القصة...التى تشير إرهاصاتها الأولى بأن عودة الروح هى النهاية السعيدة لهذه القصة مهما تعثرت الأحداث، وتراخى أبطال القصة.. خاصة مع توحد العام بالخاص...
 
(٢)ليس من حق أحد مهما تعاظم دوره فى هذه القصة أن يعلن نهايتها.. لأنه بهذا يصطف ـ دون وعى وربما تحت ضغط ما ـ مع أنصار النص القديم «بتابوهاته»، وجدرانه العالية التى بنتها السلطة بتجلياتها المختلفة: السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية، لكى تحول دول لقاء دعاة الدنيا الجديدة، وتعرقل أى شراكة بين المتشوقين لحياة مغايرة.. علما بأن هذه الجدران هى أول ما أسقطه «مبدعو» النص الجديد وهم بعد فى مرحلة الاستهلال.. حيث بنيت أمامهم جدران بديلة سرعان ما واجهها المبدعون الجدد بمواصلة كتابتهم الاستهلالية من خلال «الخربشة» الواعية على هذه الجدران ما يعنى أنهم ـ عمليا ـ خدشوا علياء هذه الجدران حتى لو بقيت قائمة..
 
(٣)لقد كان مضمون النص الاستهلالى على بساطته يقول: إنها «فعل الحركة»، حركة الناس الذين يشعرون بأن لديهم ما يريدون التعبير عنه، فانطلقوا بعد حالة من الجمود، والركود لعقود، كانت فيها الأحلام مؤجلة والملفات مٌرحلة والعلاقات ممنوعة.. يسطرون مطالبهم بحب وفرح.. إنها لحظة ميلاد جديد.. لا ينبغى احتكارها أو إنكارها أو احتجازها أو ابتسارها أو خنقها أو وأدها أو تركها تحتضر قسرا.. ذلك لأن هناك من دفع حياته ثمنا للحظة تغيير، وهناك من بشر بالتغيير وكان يتمنى أن يراه متحققا، وهناك من كان متوقفا عند حديث التغييرات التى جرت فى الماضى ولا يرى للتغيير مستقبلا، وهناك، وهناك، وهناك، ما أن وجدوا حراكا وزخما على أرض الواقع حتى انحازوا وانخرطوا وتشابكت الأرواح والأبدان فى حالة من التوحد ـ كل بحسب قدرته ـ يشاركون فى كتابة القصة الجديدة..
 
(٤)وبعد هل يستقيم أن يقول أحد بأن القصة انتهت.. أى قصة التى انتهت، ولم يزل الواقع يئن بسبب أبنية الظلم تنتفض لتستكمل ما انقطع من ممارسات ظالمة.. لقد ربطت اللحظة التغييرية بين المتشوقين إلى الحرية والعدالة والكرامة، ويجب أن يظلوا مترابطين فى مواجهة ما أطلقنا عليه «الجماعة» و«الشبكة».. قد تتبدل الأدوار ولكن الأكيد أن القصة مستمرة وأن القادم هو الأصعب، ومن ثم لا بد من التماسك والتواصل والتوحد بين كتاب هذه القصة، فإننى أثق أنهم كما كانوا على موعد لكتابة «فاتحتها».. فانهم على موعد لوضع نهاية، هى فى الواقع «مفتتح لزمن جديد».. قد يقول قائل: «للدرجة دى».. أقول: و«أكثر»...
 
نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع