الأقباط متحدون - عيد الفطر وحديث آخر الشهر
أخر تحديث ٠٤:٤٠ | الاربعاء ٣٠ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٢٣ | العدد ٣٢٧٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عيد الفطر وحديث آخر الشهر

عيد الفطر وحديث آخر الشهر
عيد الفطر وحديث آخر الشهر

 بقلم : مينا ملاك عازر

من دواعي سروري أن اكتب لكم اليوم في لحظة يتزامن فيها احتفالنا بعيد الفطر باحتفالي معكم أعزائي القراء بحلول نهاية الشهر والتي اعتدنا فيه الاحتفال بحديثنا حديث آخر الشهر حيث نبتعد عن السياسة ومآسيها، ونريح بالنا من هموم الحياة، وما أجمل من أن نجمع الفرحة بالعيد براحة البال من كوارث السياسة والتقصير الأمني، نعم ذلك الاحتفال الخاص بنهاية كل شهر ينقطع أحياناً كثيرة، ولكنني آثرت أن أعيده للحياة مرة أخرى بعد انقطاع في الشهرين الماضيين لأحييه، ولتزامنه كما قلت مع احتفالات عيد الفطر المبارك .
 
كل سنة حضرتك طيب صديقي القارئ، بمناسبة عيد الفطر، وبمناسبة عيد الثورة، وبمناسبة أعياد ميلاد كل مواليد شهر سبعة الأحياء منهم والأموات، أراك اليوم رغم العيد تحمل بين جنبات قلبك شعورين، أحدهما إيجابي وهو فرحة العيد والآخر يبدو سلبي وهو حزنك على كل قطرة دم أريقت على أرض مصر ما دامت هذه القطرات اريقت في سبيل مصر، وبهذه الجملة الأخيرة استبعدت كل قطرات دماء الإخوان التي تلوث أرض الوطن للأسف، ومن ثم فلا أحزن عليها، صحيح يؤلمني أن هناك مصريين في مصر يحملون هذا الكره لمصر، وهو الذي أوصلهم إلى أن يضحوا بحياتهم ودماءهم في سبيل خرابها لكن لا تحزنني بقدر حزني على أولائك الذين راحوا شهداءاً لأجل الوطن.
 
سلبية شعور الحزن ليس في مضمونه مطلقاً ولكن في تأثيره الذي قد يدفعك إلى أن لا تفرح بالعيد، وإن فعلت هذا فأنت ستكون على حق، فمين يجيله فرح وقلبه حزين هكذا ولكن حزنك وابتعادك عن مظاهر الفرحة قد يعطي الفرحة والسعادة والنشوة لأولائك القتلة الإرهابيين سافكي الدماء إذ سيظنوا أنهم أفلحوا في تحجيم مظاهر فرحتك واغتيال بواعث الأمل في قلبك، وهذه هي غاية مناهم وآمالهم وأحلامهم.
 
ولكنني كلي ثقة في أنك ستمزج بين الفرحة والحزن، وهو المزيج الذي من الطبيعي استحالة أتمامه لكنك وأنت المصري الذي ينزل متجمهراً حول أماكن الانفجارات بعد حدوثها بثواني قليلة سيبقى هو الوحيد القادر على إتمام هذا الخليط العجيب حيث تتسامى الروح المصرية وتبقى صامدة أمام أولائك الغربان الناعقة في سماء الوطن الباعثون على التشاؤم واليأس ولكن بفرحتنا سنبقى محفزين على الأمل والتفاؤل.
 
ها أنا لم أزل متورطاً في السياسة حتى أذني والدليل الكلمات السابقة التي أتت على سيرتهم العفنة ولكن ماذا أفعل وهم ملكوا علينا كل جوانب الحياة بأفعالهم المشينة لكن لا عليك صديقي القارئ، المولود الجديد مشيع الفرحة في أهله يخرج من بين جدران رحم مظلم فطالما أنبع النور من بين جنبات مصباح يبدو مظلماً ومن بين الألم تنبلج الفرحة والفرحة قادمة لا محال، إن صدقت النوايا وأخلص الجميع في أعمالهم، وتفانى الكل في العمل على القضاء على أولائك الغير مصريين.
المختصر المفيد ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فُرِجت وكنت أظنها  لن تُفرجُ.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter