بقلم : أمين إسكندر | الثلاثاء ٢٩ يوليو ٢٠١٤ -
١٠:
٠٦ م +02:00 EET
صورة تعبرية
بقلم : أمين إسكندر
ثلاثة موضوعات تملكتنى عندما شرعت فى كتابة المقال، أولها ما لفت نظرى من محاولات دؤوبة للاغتيال المعنوى للمناضل والصديق الأعز حمدين صباحى، حيث لم تقف تلك المحاولات عند تعمد إخراجه من معركة انتخابات الرئاسة بتلك الأصوات المصنوعة،
وإنما زاد عليها الحملة الأخيرة التى تتهمه بقسمة التيار الناصرى، والتعاطف مع الإخوان ومعاداة القوات المسلحة المصرية!!.. حملة مريبة من قبل أصحاب مصالح ومنافقى سلطة وراكبى موجة، والغريب أن جميعهم يعلم تاريخ حمدين المناضل وعن وقفة العز أمام السادات وعن دفاعه عن الفلاحين الفقراء وعن العدالة الاجتماعية وعن الديمقراطية وعن فلسطين كل فلسطين الشعب والأرض.
جميعهم يعلم نضال حمدين فى خمسة وأربعين عاما دخل فيها السجن أكثر من خمس عشر مرة، ولا نملك إلا أن نقول لهم أما الزبد فيذهب جفاء، ويمكث فى الأرض الموقف المناضل والكلمة المناضلة والاختيار الشجاع والمناضل والانحياز لفقراء مصر ولوحدة الأمة العربية ولتقدمها ونهضتها.
أما الاغتيال الثانى فكان لشهداء الفرافرة الواحد والعشرين وللعميدين فى الشرطة والقوات المسلحة ومن قبلهم العديد من الشهداء وكل يوم يزداد طابور الشهداء، كما يتأكد لنا أن المواجهة الأمنية لوحدها لا تكفى، إنما لابد من مواجهة شاملة مع الإرهاب المتأسلم على صعيد الفكر والثقافة والتعليم وإجراءات للعدل الاجتماعى ودور وسطى مستنير للأزهر ورجاله وبناء كفاءة لأجهزة الأمن بدل من تدنى الكفاءة الظاهر من خلال الأحداث والوقائع.
أما الاغتيال الأخير فقد كان مستهدفا ثورة يوليو، حيث ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة وجه فيها التحية لقادة الثورة: نجيب وناصر والسادات ورغم أن ثورة يوليو مرتبطة فى أذهان الشعب بجمال عبدالناصر، فهو صاحب الرؤية وكذلك برنامج التغيير ورمز الحلم بناء الدولة المؤسسة لمصر الموقع والدور والمكانة، وهو الذى قاد فعل الثورة من ٢٣ يوليو ١٩٥٢ حتى رحيله فى عام ١٩٧٠ برؤية واضحة وشاملة منحازة لتقدم الثورة وتقدم البناء لصالح الثورة وأهدافها، أما السيد محمد نجيب فكان مجرد واجهة لمرحلة بدء انطلاق الثورة لم يكن يمتلك أبدا مشروعا للثورة وتجسيدها على الأرض، لذلك خرج من مسار الثورة بعد سنتين من ١٩٥٢ إلى ١٩٥٤، ولم يكمل فى تلك المسيرة، أما السادات فلابد أن نذكر الجميع بأن الشعب قال كلمته الشهيرة وحكمه القاطع بشأن علاقة السادات بالثورة عندما قال ماشى على طريق عبدالناصر بأستيكة.
بعد ذلك يأتى فى خطاب السيسى ما جاء على لسانه بأن مصر قدمت للقضية الفلسطينية حوالى مائة ألف شهيد فى حروبها مع إسرائيل، والغريب أن الرقم غير موثق وهناك اجتهادات عديدة من خبراء عسكريين وسياسيين تتراوح تقديراتهم بين ٣٠ ألفا ومائة ألف شهيد وجميعها غير موثقة! ثم إنه من المعروف أن مصر خاضت حربا مرة واحدة من أجل فلسطين هى حرب ١٩٤٨ والتى كانت فى عصر الملك فاروق وذهبت قواتنا تحت لواء جامعة الدول العربية، أما الحروب الأخرى وما سقط فيها من شهداء من حربى ١٩٥٦ و١٩٦٧ وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر ١٩٧٣ فكلها كانت دفاعا عن مصر وأمنها وتجربتها، والغريب أيضا ما يتم ترديده من تضحية مصر لصالح فلسطين تم ترديده فى زمن السادات ومبارك الذى تسبب فى نهب ثروة البلاد وتقزيم دور مصر وإهانة مكانتها.
هكذا كان الاغتيال هو العنوان من اغتيال حمدين إلى اغتيال الشهداء فى الفرافرة إلى اغتيال ثورة يوليو.
نقلآ عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع