الثلاثاء ٢٩ يوليو ٢٠١٤ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
صورة تعبرية
بقلم : مينا ملاك عازر
حدثتك صديقي القارئ عن كارثة تأمينية أدت لجريمة الفرافرة، ألقيت فيه اللوم على من صمم تحصينات النقطة، ومن وضع خطة تأمينها، ووعدتك في نهاية مقال السبت الماضي في نفس العامود أن أحدثك عن عدة أخطاء أمنية سقطنا بها بسبب تهاوننا واستهتارنا أو قصور فكري لدينا، لم نكتشفها إلا بفضل أفعال داعش، أقول هذا، وكلي شجن أن نصبح هكذا مدينين للفضل باكتشاف تهاوننا وتقصيرنا لأعدائنا.
الكتابة عن دماء شهداء الأخطاء التأمينية والقصور الفكري تثير شجني، أشعر بخيبة الأمل والأمن وضعفنا إزاء أولائك المتربصين بأخطائنا الساذجة، هل علينا أن نتعلم من أخطائنا بعد استثمار أولائك القتلة لها، أم علينا أن نسبقهم بخطوات فنكتشف الخطأ ونداويه قبل أن يستثمروه وهم من كشفوا لنا قصور انتقال الجنود في سيناء بدون تجمعهم بأوتوبيسات مخصصة لهذا، حين قتلوا خمسة وعشرين جندي، واسألوا عادل حبارة، ثم كشفوا لنا قصور نقل جنودنا بسيناء بالأوتوبيسات بدون حراسة، واسألوا من نفذ عملية تفجير أوتوبيس نقل الجنود بالسيارة المفخخة، وبعدها أمنا مواكب نقل الجنود بقوات لازمة لهذا .
أجيبونا أيها الخبراء الإستراتيجيين والأمنيين، إلى متى سيبقوا سابقين لنا بخطوات ونلهث وراءهم لنداري ولنداوي أخطاء ترقى لمستوى الجرائم لفرط سذاجتها؟ هل ما جرى بسيناء ثم ما جرى بالفرافرة هو محض خطأ تأميني أم هو قصور في تفكيرنا؟ حيث لا ننفذ أبسط إستراتيجيات التأمين، ولا نرفع درجات التأهب إلا عند وقوع الكارثة ثم نعود ونتهاون فتحدث الكارثة الثانية،
وهكذا لماذا لا نقتص إلا بعد وقوع جريمة؟ لماذا لا نمنعها قبل وقوعها؟
دعونا نكون أكثر قسوة مع أنفسنا، واقعيين لا نجلد ذواتنا وإنما نعترف بأخطائنا، هل حاسبنا من وضع نقطة تأمينية على الأرض وترك التبة غير مأهولة، نبني الأبراج للاستفادة من ارتفاعها، ونترك بناءات طبيعية أقامها الله لنا دون تأمين فيستغلها قتلة وسفاحين،
هل حاسبنا من وضع الجنود في طريقة تجعل ظهورهم مكشوفة وتسهل على من يلتف وراؤهم أن يفعل هكذا، حاسبوا المقصر من بيننا حتى يكون لنا وجه نحاسب المستغل لأخطائنا،
لكن للأسف لو كنا قد حاسبنا من ترك أخطاء سيناء المتسببة في جرائمها لحاسب من شيد النقاط الحدودية نفسه ألف مرة قبل أن يصمم تحصينا ولحاسب من وضع الخطة التأمينية قبل أن يقترف ذلك الخطأ الساذج والبديهي الذي لا يخطأه طفل في لعبة عسكر وحرامية.
احترامي للجميع، ولكن دم المصريين غالي، ولا مجال للمواساة والدعم العاطفي في وقت نحتاج فيه للحظة صدق وحساب وتقريع ولوم للنفس حتى نستفيق.