الأقباط متحدون - تهنئة.. والجديد في خطاب الرئيس السيسي!
أخر تحديث ١٠:٣١ | الاثنين ٢٨ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٢١ | العدد ٣٢٧٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تهنئة.. والجديد في خطاب الرئيس السيسي!

 بقلم : نبيل المقدس

أعجبتني كلمات خطاب الرئيس السيسي  في حفل توزيع جوائز لحافظى القرآن في ليلة القدر بتهنئتهم وتهنئة المصريين  قائلا : في الحقيقة أنا كنتُ مجهز كلمة مسبقة لأقولها  ... لكن بصفتي انسان مسلم مهموم بدينه و" شكل دينه " أمام العالم , فجميل أننا نحتفل بحفظة كتاب الله, ومهم جدا ان نحتفل "بفِهم" ... ومهم أوي نبقي " فاهمينه " فِهم حقيقي .. لكن كمان علينا ممارسته الممارسة الصحيحة , لذلك فنحن نحتاج ان نضيف في المسابقات القادمة بند "مقدرة الفِهم " والدراسات . ووجه كلامه إلي " الأزهر ورجاله " قائلا : من فضلكم انا معاكم لتقديم خطاب ديني سمح ... ثم تكلم بمنتهي الوضوح والصراحة أننا نحن كمسلمين كنا السبب في عروض مشاهد ورسوم تسيء للأسلام , والناس كانت تنفعل وهي ليست علي دراية أن السبب هو ما نعكسه من مفاهيم خاطئة عن الإسلام . لذلك أكد علي فِهم القرآن بجانب حفظه .. وأكمل حديثه التاريخي قائلا يا ما فيه ناس بتقتلنا من حفظة القرآن .  

تعجبت جدا عندما سمعت وشاهدت ولأول مرة في تاريخ مصر ان يقف الرئيس موقفا شامخا من أجل مصلحة مصر  ضد إرادة امريكا . إندهشت عندما أجد رئيس جمهورية يتحدي الإرهاب الدولي والذي يلقي علينا غدره وكراهيته من الداخل والخارج . فخور برئيس دولتي لأنه رفض ان تمد مصر يداها للمعونات ذات الفوائد الباهظة .. وصمم ان الشعب بنفسه سوف يقوم بسد هذا العوز ...كما كان إعجابي بالرئيس أنه هو أول رئيس يتكلم بكل صراحة ووضوح أن القرآن ليس حفظا فقط بل ادراكا وفِهما . نعم ... هذا هو رئيسنا العظيم السيسي الذي تحدي الإرهاب بشعبه وجيشه ورجال الأمن , فلا نبخل ابدا ان نقف وراء الجيش لكي نقضي علي هذا المرض السرطاني . 

لكن ... وبالأسف الشديد لم يتخذ الرئيس والحكومة حتي الآن أقوي وأشجع قرار هو وقف جميع الأحزاب التي تقوم علي الخلفية الدينية وإلغائها من الأصل .... وبالرغم أن الدستور الجديد الذي اختاره الشعب اصحاب ثورة 30 يونيو , قد قبل هذا الدستور بنسبة عالية .. إلا انني اري هناك بعض التردد بل استطيع بعض التخوف من إلغاء هذه الأحزاب الدينية . مع العلم فإن وجودها سوف تصل بالبلاد إلي ما وصلت إليه العراق وسوريا وليبيا وبما اننا لم نصل حتي الآن إلي الحريات الكاملة الشخصية للعقائد , ومهما كانت قوة المصريين وتماسكهم بعضهم ببعض إلا ان المثل الذي يقول " أن الدين هو افيون الشعوب " سيتغلب علي هذا التماسك مهما كان شدته ... وليس معني أن مصر منذ دخول الإسلام كانت تعيش في سلام وحب دائم ... لكن أود أن اقولها صراحة أن الكثير من السنوات السابقة من عمر مصر تصل إلي مئات السنوات , عاش مسيحيو مصر تحت نيران السيف والجزية وغيرها من الكره والذل . وهذا مسجل تاريخيا ولا يستطيع أحد ان ينكره .. لكن لأن الرب وعد مصر بالسلام ... انزاح هذا الفكر السلفي وعاشت مصر ازهي عصورها .. من عصر النهضة حتي سنة 1973 .. مسلمين ومسيحيين .

بدا يطل علينا مرة اخري هذا الطاعون الإسود بعد حرب اكتوبر 73 .. لكن طل علينا هذه المرة بشر أشد تحت استراتيجية دولية تريد تمزيق مصر لإنتصارها في معركة 73 .. خافت هذه الدول علي حليفتها اسرائيل , وبدأت اللعبة الكبري في هدم جيوش الدول العربية .. وبدات جيوش الدول العربية تتساقط  كأوراق الخريف ورقة تلو الأخري ... أما الجيش المصري فقد وقف صامدا عنيدا ... تحمل شعبها وجيشها كل الضربات والمؤامرات الخبيثة .. لكن بالحس السياسي لهذه الدول رأت أن هناك فصائل متطرفة اسلامية تريد ان تحقق أجندتها بإرجاع مصر إلي عصر الخلافة .. فإستغلت هذه الدول  الفصائل والتي هي في الأصل فصائل سلفية مخلوطة بعشيرة اخوانية وغيرها من الإسلام المتشدد  بلهثه وراء تكوين دولة الخلافة وتطبيق الشريعة , فرعوها وساندوها بالسلاح والإيواء والمال ... لكن الجيش والشعب اقتلعهم من جذورهم في غصون سنة ونصف .. 

فشلت محاولات الدول في هدم جيش مصر ... فإبتدعوا حرب غزة لتوريط مصر في معركة ليست لها نهاية وتصير لقمة سهلة للإرهاب الإسود . لذلك أتمني ان يكون أول قرار لكم بعد عيدكم الكريم هو الخلاص الكامل من جميع الأحزاب السلفية ... فهم الذين يحوطون علي الإخوان .. كما انهم هم الذين يعملون بطريقة مباشرة او غير مباشرة في مساعدة حماس الإخوانية ... والذي تفرخ منها جميع الفصائل الإرهابية الأخري وأولهم فصيل ( داعش الإرهابية في العراق ) وواضح ان فكر هذه الجماعة ينطبق تماما مع فكر جميع الفصائل المتطرفة, فهم يريدون اولا طرد مسيحي البلاد العربية خارج البلاد .. ربما نجحوا في الموصل .. لضعف جيش العراق المهلهل .. لكن اود ان انذر هؤلاء المنحطين امثال " داعش " واقول لهم [ إلاّ مسيحي مصــــر ياداعش ] . لأسباب معروفة ... أولها ان هناك رئيس وطني احب بلده وهويته المصرية ... ثانيا ... وجود جيش قوي متماسك لا يقبل بتاتا أن ارهابيا  يلمس طرف ثوب اخيه المصري .... أما ثالثا وهو الأخطر ... سوف يكون الدفاع عن مسيحي مصر وكنائسها وهويتها القبطية علي يد المسيحيين أنفسهم ... وهذا ليس تحديا لمقدرتكم يا سيادة الرئيس ... بل هي مشاركة فعلية مننا . مع العلم فأنا متأكد أن اغلب المسلمين المعتدلين سوف ينضمون بجانبنا للدفاع والمشاركة , وسوف تصبح مصر مقبرة لهؤلاء الأوغاد  . 

سيادة الرئيس ... نحن كمسيحي مصر نريد منكم معسكرات خاصة للتدريب علي الأسلحة التي تناسب في صد دخول هؤلاء الأوغاد إلي مصر ومقدراتها الدينية والسياحية معا  ... وأن يكون هذا الأمر تحت اشرافكم لأننا نحن لا نعمل تحت الأرض , وأن نكون تحت نداء سيادتكم .. فهذا حق من حقوقنا المشروعة فالأمر اصبح مصير فصيل كامل يقرب تعداده إلي 20 مليون نسمة مسيحي في مصر .. نحن لا نريد ان نستلم سلاح ... بل نريد ان نتدرب عليه لكي نقف بجانب اخواتنا في الجيش ضد هؤلاء المسعورين الجبناء. نحن لا نريد أن ننتظر حتي نري كنائسنا او اي مبني ديني ينهدم بواسطة هؤلاء السفلة ... لا نريد ان نري ما صنعه هؤلاء الأقذار في نسف كنيسة العذراء مريم بالزيتون  مثلما حدث امس في كنيسة العذراء مريم في الموصل  أمام عيون العالم الصامت .. عالم الجبن وجني المصالح . صحيح نحن لا نسعي ان نحافظ علي الأماكن المقدسة أو نسعي لإمتلاك مباني ارضية فهذا ليس من عقيدتنا .. فنحن نسعي إلي  مكان واحد مقدس هو ملكوت السموات .. لكن نريد ان نحافظ علي تاريخ الكنيسة لأحفادنا منذ ظهورها ودخولها هذه البلاد بالتبشير وليس بالسلاح . 

سيدي الرئيس ... إن كنا صمتنا في وقت حرق وهدم كنائسنا في محافظات الصعيد وطرد الكثير من المسيحيين من اراضيهم وخارج بلادهم بعد تصفية رابعة والنهضة من الإرهابيين , فقد كان هذا الصمت هو واجب وطني بحت .. فنحن نرفض الفتنة بيننا وبين اخوتنا المسلمين ... اما يأتينا الهدم والحرق ونحن صاغرون من عصابات قذرة خارجية            هذا ما سوف نرفضه فسوف نترك مساكننا للدخول إلي كنائسنا وسوف لا نتحرك منها ولا نتركها لهم .... فليتم ردمها علي رؤوسنــا لكي تزداد وصمات العار والخيبة في تاريخ الإرهاب الإسلامي .. ولا اعتقد ان سمعة الإسلام سوف يكون بريئة منها .. بل سيصبح سمة او صفة تخص الإسلام نفسه .. وهنا سوف لا يفرق العالم بين المسلم الوسطي والمسلم المتطرف.... وهذا ما نرفضه تماما نحن المسيحيون  علي إسلام بلدنا مصر.  

اقدم أسفي فمصريتي وعقيدتي أجبرتني ان اكتب الكلمات السابقة قبل ما أهنئك يا  سيادة الرئيس ... وأهنىء  أخي المسلم وشريكي في الوطن ... و إلي كل فرد في الجيش والأمن وجميع المؤسسات الأخري نقدم كل المحبة والفرحة معكم بمناسبة اعياد رمضان الكريم  ....!!!! 

ولا أنسي أن أكرر ما قلته في حفل توزيع حفظة القرآن [ جميل أننا نحتفل بحفظة كتاب الله, ومهم جدا ان نحتفل "بفِهم" ... ومهم أوي نبقي " فهْمِينُه " فِهم حقيقي ...... و يا ما فيه ناس بتقتلنا من حفظة القرآن ]. 

وكل سنة وانتم طيبين !!! 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter