الاثنين ٢٨ يوليو ٢٠١٤ -
٣٢:
٠٢ م +02:00 EET
بقلم : الشيخ د مصطفى راشد
والحكومات الفاشية
فى الأونة الأخيرة لاحظنا زيادة نسبة الإلحاد فى البلاد الإسلامية ، سواء كان ذلك مُعلَناً أو غير مُعلَن ،فهذا أمر لا تُخطَئهُ العٌين والأذن وتشير الأرقام التى تتكلم عنها بعض منظمات الأمم المتحدة وبعض جمعيات المجتمع المدنى المعلن وغير المعلن منها إلى 75 مليون ملحد حول العالم العربى تحديداً وهم فى تزايد ،رغم عدم إعلان الكثير عن ذلك خوفاً من ردةَ الفعل ، وإنكارناً لهذا الرصد والواقع أمر غير محمود ، ونكون مثل النعام التى تدفن رأسها فى الرمال عند مواجهة الخطر ،فالإعتراف والمواجهة أول طُرق العلاج ومعرفة الأسباب------- والإلحاد هو مذهب فلسفي يقوم على فكرة عدمية لفكرة وجود الإله الخالق أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى ----، و من وجه نظرنا فالسبب الأول فى ترك هذه الأعداد الكبيرة للإسلام، والإتجاه للإلحاد سببين ، الأول :- هو إنتشار الجماعات الكافرة التى تطلق على نفسها جماعات إسلامية دعوية (والله برىء منهم) ، ولكل منهم منهجه وشريعته الخاصة مثل داعش والقاعدة والإخوان وحماس وبوكو حرام وحزب الله وجماعة أبوسياف وجماعة أنصار الشريعة وبيت المقدس وأنصار السنة والنصرة وكل الجماعات السلفية وغيرهم ، ممن يستخدمون العنف تحت غطاء الدين، سواءَ كان عنف مادى أو معنوى ،لأن مجرد رفض المساواة مع الأخر هو نوع من درجات العنف ،لأن العنف الفكرى والتحريضى لا يَقَل عن العنف المادى ، وقد رأينا من هذه الجماعات الكافرة فى مقاطع الفيديو على الإنترنت والفضائيا من يذبح البشر، ويُمَثِل بجسسهم ويَمضُغ قلوبهم وهويُكَبِر ويرفع لافتة لا الله إلا الله محمداً رسول الله ، مما جعل الملايين حول العالم تتسائل---- هل هذا هو الإسلام ؟------، ايضاً رأينا من هذه الجماعات الكافرة من يخطف أو يأمر بتهجير المختلفين فى الدين رغم أنهم لم يقاتلوننا فى الدين ،ايضاً رأينا ورأى العالم أن هذه الجماعات تَقتُل غيرهم من المسلمين لمجرد عدم الإنتماء لطائفتهم ، فالسنى يقتل الشيعى والعكس وأحداث العراق مازالت جارية وخير شاهد ، بل هناك أكثر من ذلك، فقد وجدنا السنى يقتل السنى لمجرد الإختلاف فى المذهب أو الإنتماء لجماعة مختلفة، والواقع الصومالى الحالى هو خير شاهد ودليل على ذلك ، مما يعنى أن هذه الجماعات الكافرة الوحشية الإجرامية لا تستطيع أن تعيش بغير القتل وسفك الدماء ، فقد إدعوا قتال المحتل من الغرب وأمريكا والمختلف فى الدين -- وبعد أن رحل هؤلاء إندارت هذه الجماعات على إخوانهم فى الوطن ، لإشباع طبيعة الشر والإجرام بداخلهم وعطشهم الدموى، بقتل إخوانهم فى الوطن ،لأن طبيعة هذه الجماعات لا يمكن أن تعيش فى سلام، وللأسف تستخدم الدين غطاء ، مما جعل الإيمان يهتز ويسقط لدى كثيرون ، كما أن العالم اليوم أصبح شبه وأثقاً أن أى عملية إنتحارية أو تفجيرية لا يفعلها سوى المسلمون ، رغم أن العالم به ألاف الأديان والمعتقدات ، كما أن صراع هذه الجماعات من آجل السلطة ،وقتلهم الأبرياء دون أى ضمير أو إحساس بالذنب، فى سبيل الوصول للسلطة كما يحدث الآن فى مصر ، بشكل دموى إجرامى لَهو خير شاهدعلى كُفر هذه الجماعات --، وبسبب أفعال هذه الجماعات كان رد الفعل الطبيعى أن يُصدَم العالم، وخصوصاً المسلمون، ويرتاب الكثير منهم فى حقيقة الإيمان ، فيقع الكثير منهم تحت عقيدة الإلحاد ورفض الإسلام
أما السبب الثانى فى زيادة نسبة الإلحاد بالعالم العربى هو وجود حكومات فاشية بأسم الدين حيث تَستَغل رفع راية الدين والشريعة لقهر الشعوب ، فتُطبق الشريعة التى يحددونها من وجهة نظرهم على الشعوب ، ولايمكن أن تُطَبق على الحكام والأمراء--- ولمعالجة هذه الظاهرة يجب على العالم الإسلامى حكاماً ومحكومين، رجال دين وإعلاميين، وكل مسؤول فى موقعه ، الإنتباه لمحاربة هذه الجماعات الكافرة ،علناً ودون مواربةً أو خجل ،وتغيير الأنظمة الفاشية الدينية بأنظمة مدنية تطبق الديمقراطية وحقوق الإنسان --- ويكون تفعيل ذلك بِعَدةِ طُرَق-- ، أولها : - هو تصحيح الخطاب والموروث الدينى الملىء بالخرافات والأكاذيب والأراء العنيفة التى يأنفها الضمير الإنسانى الحى --- حسبةً لله تعالى -- لأن الأسلاف ليسو مقدسين وخصوصاً أن الله أعطاناً علماً وتكنولجيا لم يُعطها لهؤلاء الأسلاف – فالتلفزيون والراديو والطائرات والسيارات والكمبيوتر والتليفون والموبايل والأسلحة من مسدسات وبنادق وبطارية الجيب والكهرباء وكل الأدوات الحديثة وغيرها من أبسط الأشياء التى نستعملها يومياً -- كان يعتبرها كل هؤلاء الأسلاف فى قصصهم نوعاً من السحر ورجساً من عمل الشيطان يكفر من يقول بفكرتها مثل دوران الأرض،
ثانياً : - مراقبة وتوجيه وتأكيد المناهج التعليمية وأختيارالمدرسين ، والخطاب الصحفى والإعلامى والقائمين عليه ، تحت مظلة نص البيان العالمى لحقوق الإنسان .
ثالثاً : - معالجة من يحملون هذه الأفكار الإجرامية الإرهابية من الجماعات الكافرة فى المصحات النفسية التعليمية ، ومعاقبة من تلوثت يداهُ بالدم منهم بشديد العقاب .
رابعاً : - أن تسارع الحكومات الفاشية بإستبدال السلطة الدينية بسلطة مدنية ديمقراطية تسمح بالإنتخاب وتداول السلطة والمساواة أمام القانون ، قبل أن تثور عليها الشعوب .
خامساً : -إختيار وإختبار رجال الدين بمعرفة لجنة من الطب النفسى وكبار العلماء ، لتقديم خطاب دينى قائم على العقل والمنطق مبنى على الرحمة والتسامح وإعلاء الضمير الإنسانى الحى وحقوق الإنسان ، بجعل الجزء الأكبر من الخطاب والخطبة الدينية عن الحرية وحقوق الإنسان ونبذ العنف ، وجعل السلام بين شعوب الأرض منهج حياة لابديل عنه .
هذا وعلى الله قصدُ السبيل وإبتغاءِ رِضَاه
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى مصرى وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى
ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان