الأقباط متحدون - أنا لست بكافر لتحرق كنيستي وتفجرها
أخر تحديث ٠٤:٤٨ | الاثنين ٢٨ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٢١ | العدد ٣٢٧٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أنا لست بكافر لتحرق كنيستي وتفجرها

أنا لست بكافر لتحرق كنيستي وتفجرها وتطردني من بيتي ووطني وتسرق كل ممتلكاتي
أنا لست بكافر لتحرق كنيستي وتفجرها وتطردني من بيتي ووطني وتسرق كل ممتلكاتي
أنا لست بكافر لتحرق كنيستي وتفجرها وتطردني من بيتي ووطني وتسرق كل ممتلكاتي
بقلم: القس / الفريد فائق صموئيل
أكتب رسالتي وقلبي يدمي؛ على ما يحدث في الموصل ـ العراق. وكيف لا يدمي وهم يقتلون من رفض الانصياع لأوامرهم مثل ذلك الموصلي العراقي المسيحي كبير العمر والمقام في أصالته الذي رفض أن يترك دينه ووطنه وبيته ـ فقطعوا رأسه!!! أكتب كلماتي ممزوجة بالدموع على كل أسرة تمّ تهجيرها والاستيلاء على كل ما يمتلكون. أخذوا منهم أية متعلقات شخصية من حقائب وسيارات وموبايلات والذهب؛ أخذوا حتى أدوية المرضى كبار السن الين لديهم أمراض مزمنة؛ وغير ذلك كثير؛ حتى جوازات السفر أخذوها منهم لكي لا يلجأوا إلي دولة ترحب بهم كلاجئين!!! وهل ما هو موجود بليبيا والحادث في سوريا والمنتشر في اليمن؛ ومختلف البلاد العربية يسر أحدا؟ ونحن لا نملك سوى الصلاة والتضرع إلي الله في صوم وتكريس مستمريْن. إننا لا نملك سوى الحب للجميع ونريد الخير والرخاء للكل؛ لأن إلهنا مسيحنا علّمنا ذلك ولا يمكننا أن نخالفه. هو الذي قال لنا في الانجيل: \"سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ\" (متى 5: 43و44). وقد قال لي الإنجيل أيضاً: \" لاَ تُجَازُوا أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ. مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ. إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ. لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ.

لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ. لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ\". (رومية 12: 17- 21). فإن لم ترجعوا عن ما أنتم صانعون؛ فمصيركم الهلاك والدمار والمذلة والدينوية القاسية قادمة. مكتوب، والمكتوب حق: \"لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ\" (رومية 1: 18). فأحذر غضب الله سبحانه الذي لا يرضى بالظلم والسرقة والقتل. عقابه شديد ومرير على من يحجز الحق بالاثم. ونحن نعتبر أن المحبة أقوى سلاح. أرجوك أن لاتفهم المحبة ضعفا. فالكتاب المقدس يقول لنا: \"لأَنَّ الْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَالْمَوْتِ. الْغَيْرَةُ قَاسِيَةٌ كَالْهَاوِيَةِ. لَهِيبُهَا لَهِيبُ نَارِ لَظَى الرَّبِّ.\" (نشيد الأنشاد لسليمان الحكيم 8: 6). اعلم يا أخي المتطرف أنني لن أمسك يوما سلاحا لأقف ضدك لأقتلك؛ مع أنه يمكنني الحصول على السلاح مثلي مثل غيري من المصريين. لن أمسك سلاحا حتى لو عُرض عليّ. فانا ليس لي أي أعداء بالجسد (أقصد من البشر) أبدا لأن إنجيلي علّمني أن أعدائي روحيين وليسوا جسديين وهم الخطية والجسد والعالم (بالمفهوم الروحي) وإبليس بالطبع. وحتى في جميع حروبي يعلمني الكتاب المقدس أن الله يقاتل عني وأنا صامت. فأنت لست عدوي أيها الارهابي؛ مع أنك تعاديني؛ لا بل تعادي إلهي الذي قال للارهابي اليهودي المتطرف شاول (بولس الرسول) وهو يضطهدج المسيحيين: \"فَقَالَ:«مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ الرَّبُّ:«أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ» (أعمال الرسل 9:5). ما تفعلونه صعب عليكم أنتم وعاقبته مدمرة لكم ولعقيدتكم. وإن كنت لا تصدقني فصدّق الكاتب خالد سلامة الذي كتب منذ مدة قائلا: \" أحب هنا أن أشارككم سرا خطيرا ..

وهو أننى فعلا وجدت أسلحة في كنيسة ميسيساجا ، تلك الأسلحة تماثل تماما الأسلحة الموجودة داخل كنائس مصر. تريدون أن تعرفوا هذه الأسلحة ؟ إنها سلاح الصبر وسلاح الحب وسلاح التعاون وسلاح المحبة وسلاح التسامح وسلاح الإيمان وسلاح التعاون .كما وجدت أيضا سلاحا من الأسلحة التي توجد لدى كل مسيحي في تلك الكنائس وهو سلاح الترحيب بالضيف والفرحة باستقباله والرغبة في مساعدة الجميع. تمنيت أن تنتشر تلك الأسلحة في كافة الكنائس والمساجد والزوايا والأديرة لكي ندافع عن بلادنا وعن بعضنا البعض بعقل وحب وتوازن\". وأنا أشارك خالد سلامة في رأيه تماما؛ لأنه حقيقي. وأرجوك أن تصدقني فأنا زرت معظم كنائس وأديرة مصر ولا يوجد بها سلاح ولا تستطيع الكنائس ولا الأديرة أن تحجز أحدا فيها. الكنائس والأديرة تستقبل الناس وتعرض خدماتها بكل احترام ومحبة. وأهلا وسهلا بالجميع لأن بيوت الله مفتوحة للجميع. ويقول المثل الإنجليزي: \"افتح كنيسة تغلق سجنا\" لأننا نعلم تعليما راقيا يقلل من وجود المجرمين فلن تجد الحاجة للسجون؛ لأنه لن يكون هناك مجرمين بفضل افتتاح كنائس جديدة. انظر إلي الكنائس التي تستقبل المطرودين والهاربين والفارين من المسلمين في فلسطين؛ انك تفعل تماما ما يفعله اليهود الصهاينة المتعصبين والمتطرفين. وصدقني أيضا إنني مؤمن ومُوّحد بالله. ويمكنك أن تسألني لأوضح لك عقيدتي. أنا لست بكافر أبدا. كيف أكون كافرا ويباركني الله ويبارك أسرتي ويبارك دخلي ويحفظني ويرعاني ويهتم بي؟ كيف أكون كافرا وأقوم بتقديم الخدمات الخيرية للجميع بلا تفرقة؛ من خلال التقدمات الشخصية وتبرعات الكنائس وخدمات الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي أدعمها وأشارك فيها بمالي ووقتي وجهدي ومواهبي؟ صدقني إن بركات البلاد والعباد هي بسبب وجود المؤمنين من المسيحيين الأتقياء والكنائس والصلبان التي قالوا لك أنها للكفرة الذين يعبدون الصليب.
 
هل تصدق ذلك؟ أقول لك من قلبي إنني لا أعبد صورة ولا صليبًا. فهذا كفر والعياذ بالله. أمرنا الكتاب المقدس؛ في الوصايا العشر: \"لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ،وَأَصْنَعُ إِحْسَانًا إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ\" (خروج 20: 3-6). إن الصور والصلبان رموز تذكرنا بمواقف وقصص وشخصيات رائعة ليست إلا؛ فهي للتوضيح والتذكير. وأنا أعلم أنك لا تعبد الهلال ولا تعبد الكعبة و لا الحجر الأسود. أخي المسلم صدقني أنا مثلك لا أريد اللبس الخليع المثير للغرائز؛ لكني أريدك أن تعرف أن الطهارة الحقيقية هي في القلب والسلوك. وأرجوك ان لا تربط اللبس الخليع بمسيحيتي؛ فهذه قرارات فردية لمصريين من الجانبين المسيحي والإسلامي. ويمكننا معا بالخطاب المستنير أن نحوّل هذا الوضع ونغيّره للأفضل. إننا نعيش جنبا إلي جنب منذ قرون كأخوة وأخوات أحباء؛ نخدم بعضنا بعضا ونخدم بلادنا بعلمنا وعملنا. فماذا استجد علينا خلال السنوات الحالية؛ لماذا تصدق كاذبين يقولون لك عني أشياء ليست موجودة فيّ؟ لماذا لا تسألني؟ لماذا لا تبحث بنفسك وتتفحص وتدرس؟ لماذا تصدق الذين يطالبونك بأن لا تُسلّم ولا تُعيد عليّ؟ لماذا حولوك لتكره القبة والصليب؟ لماذا تريد أن تهدم وتحرق وتفجر الكنائس مع أنك في الماضي ساعدت في بناء كنائس؟ لا تصدق من يقول لك أنني لست أخيك. إننا بحق أخوة في الإنسانية وفي حب بلادنا التي تستحق منا أن نحافظ عليها. أنت لست بعاجز أو جاهل حتى تصدق كل ما تسمع. أنت نتاج العباقرة والمفكرين من مصر والعراق الذين علموا العالم. تعال نعمل معا لصالح بلادنا ؛ إننا في مركب واحد. لنحافظ على المركب و لا نثقبه؛ لئلا نغرق معا.
 
بلادنا الحبيبة تحتاج لعملنا المشترك. لننادي معا بالمساواة والعدل والحرية والمواطنة والديموقراطية والوضوح والشفافية وإعمال وتنفيذ القانون على الجميع. إننا نستظل بسماء واحدة ونعيش على نفس الأرض؛ ولنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات. إننا نتنفس هواءًا واحدا فلنجعل أوكسجينه نقيا؛ و لا نلوثه بثقافة التخلف التي ستخنقنا جميعا. كفانا نيتروجين خائق وثاني أكسيد كربون قاتل. تعال لنضع أيدينا في أيدي بعض لكي لا تمر بلادنا الجميلة في حرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس. تعال نحارب الفكر المتطرف في أوطاننا المحبوبة. أرجوك لا تصدّق أقوال ــ المخادعين الارهابين الواردين من الخارج؛ والكاذبين المتطرفين الدخلاء على مصر الوسطية المعتدلة؛ وعلى العراق بلاد الرافدين ــ عني وعن حياتي وعن عقيدتي المسيحية. أرجو أن تعلم أنني لست ضعيفا؛ ولا أستجدي منك شيئا. لكني تكلمت بهذا الأسلوب لأشعرك بالقرب منك؛ فأنا لست غريبا عنك. أنا لست خائفا منك؛ فالقانون يسمح لي بالدفاع عن النفس؛ وأنا أضمن لك موقفي الشخصي وموقف جيلي؛ لكن لا أضمن الجيل الجديد جيل الثورة الذي كسر حاجز الخوف. و لا تنسَ أخيرا أن المحبة تُولّد المحبة والعنف يُولّد العنف. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع