وقفا ناصر أمام بعضهما البعض في ضريحه، يهتفان كلاهما ضد الآخر، ووضعا الجيش بينهما، هذا يهتف له وذاك يهتف ضده، والكارثة أن الكل يشاهد، وهناك من يضحك، وهناك من يتشفى في ناصر وهو يقطع في ناصر، كلاهما يدعي أنه ناصر، 

 

كلاهما يظن أنه هو، وكلاهما يشتم الآخر ويهاجمه مع أن لا الآخر ولا هو ناصر، صحيح أمام العالم يقف ناصر ضد ناصر، صحيح كلاهما يحمل صوت ناصر وقد يكون شكله لكن لا الصوت ولا الشكل هما الدليلين على أن يكون الشخص هو نفسه، فالصوت صوت ناصر، والجسم جسم ناصر لكن الجوهر لشخصان آخران يَدعان بنوتهما لناصر.
 

هذا صديقي القارئ، خلاصة صراع أبناء وأحفاد يحاولون أن يكن لهما جذر في الأرض لشجرة ضاربة في التاريخ، تختلف معها أو تتفق لكنها شجرة راسخة، أسوء ما فيها فروعها، ومن يحاولون الانتماء لها. انظر صديقي القارئ،

 

لمؤيدي صباحي ومؤييدي السيسي وهما يشتبكان أمام ضريح الراحل، كلاهما يظن أنه يدافع عن ناصر لكن للأسف كلاهما ليس ناصر بل ولا أريد أن يكن أحد منهما ناصر فلقد ذقنا من ناصر ما يكفينا ولا نريد المزيد.

 

ودعني أثبت لك أن لا صباحي هو ناصر ولا السيسي، فهل تظن أن لو ناصر استمر في الحياة كان سيتخذ قرارات كتلك التي اتخذها السيسي في الصعيد الاقتصادي تصب كلها على رأس المواطن الغلبان ولا تمس الكبار أصحاب رؤوس الأموال مهما كان نفع تلك القرارات، قد يتخذها ناصر ولكن كان سيلزم بها أيضاً الأغنياء بل الأغنياء أكثر من الفقراء.

 

أووتظن أن صباحي هو ناصر لا بالطبع، فلا ناصر ذلك الشخص الذي حامت حوله الشبهات وحول أمواله ومصدرها، هل ناصر الذي مات ولم يترك لبنيه مالاً هو صباحي الذي يسأله الجميع مستنكرين عن من أين له هذا؟ ولا يجب، هل صباحي الذي قال لي أحد المقربين منه وقريبي الدم بناصر حين سألته عن من أين لصباحي ماله؟ وكيف له أن يستترزق؟ فأجاب "أحياناً كثيراً ما تكسب السياسة أكثر من مكاسب الBUSINESS""

 

لقد رحل ناصر وخلف لنا من من هم ليسوا من دمه لكن أساءوا له أكثر مما أساء هو في عين معارضيه نفسه، فهل يرفع مدعي وراثة ناصر أيديهم عن ناصر، فلا ناصر سيعود، ولا نحن نريد عودته، فقط نحن نكتفي بما أنجز ونحاول أن نصلح ما أفسد رغم عنه، فله ما له وعليه ما عليه، ويكفينا ان الله  سيحاسبه عن نيته فيما فعل.