بقلم - أنطوني ولسن
عن نفسي أنا في حيرة من أمري . لا أعرف لماذا أكتب ، ولماذا يكتب غيري ؟ ولا بصيص أمل يشجع أن نستمر في الكتابة .
العالم فوق فوهة بركان من جحيم تتطاير حممه بجنون وتنتشر إنتشارا ممنهجا للنيل من الشعوب الفقيرة بحكامها . الغنية بمواردها الطبيعية . فيخلقون لنا فرقا من المرتزقة ويغلفونهم بغلاف الدين الذي يعطيهم حق القتل والنهب والسرقة والأعتداء على النساء والأطفال جنسيا بأسم الدين . وكأن عقارب الساعة عادة إلى الوراء ملايين السنين حيث كان القوي يقتل الضعيف ويحرق مآواهم ويطردهم ليحل محلهم ولا حياة للضعفاء .
وصلنا إلى عصر المعرفة والأختراعات والرقي إن كان في الزي أو وسائل الحياة المعيشية وحططنا على قلب القمر رجالنا ومعداتنا ، وعرجنا إلى المريخ لنكتشف أن به ماء وهذا دليل على إمكانية الحياة .
مع الأسف مع كل هذا التقدم العلمي والفكري ما زال الأنسان الوحش داخل قلوبنا وعقولنا فنقتل أبرياء دون ذنب إرتكبوه غير أنهم لابد من إبادتهم لمسيحيتهم التي يعتنقونها منذ سنوات وسنوات .
في العراق خلقوا فصيلا أطلقوا عليه إسم " داعش " وأوجدوا له مكانا في الموصل العراقية .
في الموصل ستبدأ الخلافة الأسلامية التي كانت قد إنتشرت واحتلت معظم بلاد الشرق الأوسط وهيمنوا على شعوبهم وحولوهم إلى عبيد . وقاموا بتطهير تلك الدول من أصحابها الأصليين من المسيحيين . قتلوا من قتلوا ، ونهبوا ما نهبوا بأسم الجزية ، وطردوا من طردوا منهم خارج ديارهم وبلادهم دون رحمة أو شفقة . وهذا ما يفعلونه حاليا في الموصل لتكون قاعدة الخلافة الأسلامية الجديدة التي سينطلقون منها إلى بقية العالم العربي .
هؤلاء الـ " داعشون " لم يكتفوا بفعلتهم مع المسيحيين في الموصل وحرق كنائسهم وبيوتهم وسبيّ نسائهم وبناتهم واعتبارهن حريما لسلطان المستقبل . بل أخذوا شباب الموصل المسلمين وجندوهم ليكونوا الوقود في حروبهم وغزواتهم .
أنقل إليكم بعضا من مقال أرسله ليّ الأستاذ أحمد الموسى والذي حمل هذا العنوان باللهجة العراقية :
يا مريمانه العراق مصلوب
سعود مراني : " كنت في احدى كنائس بغداد الجميلة في واجب صحفي لتغطية قداس يوم الأحد والتقينا بأبونا ميسر وتحدثنا طويلا حول الحال والأحوال لكن ما استوقفني هو هذه المرأة العجوز الطاعنة في السن وهي تحاول دون جدوى اشعال شمعة امام تمثال السيدة العذرا ... كما يبدو للجميع فالمرأة العجوز هي عراقية مسلمه وواضح من العبائة التي ترتديها .
وقفت قريبا منها محاولا ان اسمع ما تقول وهي تنظر الى تمثال مريم العذراء ... ثم اقتربت واشعلت لها الشمعة وابتعدت قليلا ... محاولا ان اسمع ماذا تقول :
ـ المرأة العجوز : " يا مريم العذره .. شوفينا بعينج وشوفي حالنا .. كلها تذبح بينا واحنا لا حول ولا قوة .. يامريمانة .. ابني اخذو من حضني مثل ما اخدو منج ضناج .. انتي ام تعرفين حرقة كلبي " قلبي " .. يا مريمانه رديلي وليدي دخيل الله ودخيلك .. يا مريمانه العراق مصلوب !.
أكتفي بهذا الجزء من المقال ليعرف القاريء أن هدف " داعش " هو إعادة الخلافة الأسلامية إلى الحياة لتحكم وتتحكم في عباد الله وتنفذ ما جاء في الشروط العٌمرية على أهل الذمة . وإليكم ما جاء بها :
الشروط العمرية .. لمن لا يعرفها
( لن نسمح ببناء كنائس (بيوت كفر) فى مصر ابدا – باذن الله – نحن بيننا وبينكم شروط وهى :الشروط العمرية : قال الامام ابن القيم رحمه الله فى احكام
اهل الذمة:
(ذكر سوفيان الثورى عن مسروق عن عبد الرحمن ابن غنم قال : كتبت لعمر بن الخطاب رضى الله عنه حين صالح نصارى الشام وشرط عليهم : ألا يحدثوا فى مدينتهم ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعه راهب ، ولا يمنعوا كنائسهم ان ينزلها احد من المسلمين ثلاث ليال ، يطعمونهم ولا يؤوا جاسوسا ، ولا يكتموا غشا" للمسلمين ، ولا يعلموا اولادهم القرآن ، ولا يظهروا شركا ولا يمنعوا ذوى قرابتهم من الاسلام ان ارادوه ، وان يوقروا المسلمين ، وان يقوموا لهم من مجالسهم اذا ارادوا الجلوس ، ولا يتشبهوا بالمسلمين فى شىء من لباسهم ، ولا يكتنوا بكناهم
ولا يركبوا سرجا ، ولا يتقلدوا سيفا ، ولا يبيعوا الخمور ، وان يجزوا مقادم رؤوسهم ، وان يلزموا زيهم حيث ما كانوا وان يشدوا الزنانير على اوساطهم ، ولا يظهروا صليبا ولا شيئا من كتبهم فى شىء من طرق المسلمين ، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم ، ولا يضربوا بالناقوس الا ضربا خفيفا ، ولا يرفعوا اصواتهم بالقراءة فى كنائسهم فى شىء من حضرة المسلمين، ولا يخرجوا شعانين ، ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم ، ولا يظهروا النيران معهم ، ولا يشتروا من الرقيق ما جرت فيه سهام المسلمين . فان خالفوا شيئا مما شرطوه ، فلا ذمة لهم ، وقد حل للمسلمين منهم ما يحل من اهل المعاندة والشقاق) .
هذه هي الشروط العُمرية التي أجازها الخليفة عمر بن الخطاب لتكون دستورا للمسلمين يحكمون به الدول التي يحتلونها بقوة السيف لمن يخالف من أهل الذمة تلك الشروط .
وها نحن نسمع ونرى ما يحدث للمسيحيين في الموصل بالعراق على يد عصابة أطلقوا عليها إسم " داعش " تريد عودة الخلافة الإسلامية وتقوم بالعمل بالشروط العُمرية كما فعل الأولون منهم .
كذلك ما يخططون لمصر محاولين بث الرعب في قلوب المصريين مسلمين ومسيحيين . المسلمون يقتلونهم وقت الأفطار في رمضان هذا العام 2014 أستشهد 22 جندي مصري . وفي عهد مرسي 16 جندي في رمضان أيضا .
أما المسيحيون فحدث ولا حرج . ويبدو أن " داعش " حلت محل الأخوان في مصر كما فعلت في العراق وما تنوي فعله في بلدان الشرق الأوسط بما فيه الخليج العربي ومصر . تقتل أقباط مصر المسيحيين وتنهب محلاتهم ومتاجرهم وبيوتهم وتعتدي على نسائهم وبناتهم وتخطف رجال الأعمال ويطالبون بدفع " الجزية " الواردة في الشروط العُمرية أوطردهم من منازلهم وقتلهم بدم بارد . وأصبح حقا الحمل ثقيل على الرئيس السيسي والشعب المصري .
نطلب من الله أن يحفظ العراق ومصر وكل البلاد العربية من خطر إبليس الذي يعيش ويعشش في أدمغة " الداعشون " وأمثالهم وأن يرحم شهداء الغدر والخيانة .
أنتهز هذه المناسبة بحلول عيد الفطر المبارك ونهنيء إخوتنا وأخواتنا المسلمين وندعو الله أن يكون هذا العيد يعاد على المسلمين وإخوتهم المسيحيين والعالم بألف خير وسلام وأمان . وأختم بنفس الدعاء الذي دعت به المرأة العراقية العجوز وأقول:
يامريمانه الشرق الأوسط مصلوب
والخليج العربي سيصلبونه قريبا
والعالم في طريقه إلى حروب
دموية قادمة لا ريب في ذلك
يا مريم العذره .. شوفينا بعينج " عينك " وشوفي حالنا
و أرحمنا يا الله حسب عظيم رحمتك