الوطن | الأحد ٢٧ يوليو ٢٠١٤ -
٣٩:
٠٤ م +02:00 EET
جرافيتي "لا للتحرش"
"الوطن" في المناطق الموبوءة بالتحرش في العيد
"أهلًا أهلًا بالعيد، مرحب مرحب بالعيد"، تستيقظ الفتاة للاطمئنان على الملابس الجديدة التي اشترتها خصيصًا لهذا اليوم، وقبل أن يأتي منتصف النهار، تكون استعدت للنزهة، في إحدى حدائق مصر العامة أو على ضفاف نيلها.
ترتدي ملابسها وتهرول إلى الخارج، تنظر إلى الشارع الممتد أمامها، تختلس عدة لحظات سعادة خالصة، تتحرر من روتين المنزل، وتفتح ذراعيها لاستقبال نسيم الحرية، فجأة يظهر أمامها مجموعة من الشباب، تبدو على هيئتهم عدم الاعتدال، ينظرون إليها بعيون اخترقت ملابسها، تشعر بحرارة النظرات على جسدها، الذي بالكاد تستطيع إخفاءه بحقيبة يدها تارة وبملابسها تارة أخرى، لا تنزوي النظرات رغم ما بدر منها من علامات الضجر من المعاكسات التي تعدَّت النظرات إلى بعض الكلمات المسمومة التي تنزل على الفتاة وتصيبها كالحجارة.
تغضب، ويعلو صوتها وتطالبهم بالرحيل، لكنهم لا يرحلون، والنظرات تشتد سراشة، تنتهك جسدها دون حياء، تصرخ طالبة العون، ما من مجيب، يتطور حال الشباب وتسيطر عليهم الشهوة الحيوانية، لم تعد النظرات شرسة فحسب، بل أصبحت نظرات شرهة جائعة تملؤها الشهوة، مجرد رغبة في افتراس ضحية لا حول لها ولا قوة، تنزوي لتخفي جسدها وراء حقيبة.
وتضربهم الفتاة الضعيفة بحقيبتها مرارًا وتكرارًا، الشهوة تنطلق في العروق والدماء كانتشار النار في الهشيم، تتحرَّك الأطراف جهة مفاتن الفتاة الضحية، حلقة من الذئاب تحوِّم حول عصفور واحد، وتحكم الدائرة، ويعلو صراخ الفتاة، كاد الأمر أن يتطور إلى اغتصاب لكثرة عدد الذئاب وقلة حيلة الضحية، يجتمع عدد من البشر محاولين إفلات الفتاة لكن دون جدوى، يسير خلفها المتحرشون، دون تفكير، إعمال العقل والدين آخر همهم، بل يكاد يكون بعيدًا عن أمخاخهم المريضة، وبصعوبة شديدة تخرج الفتاة من بينهم، تكاد تتنفس الصعداء.
جسد مرتعش، شعر غجري، ملابس ممزقة متسخة، خرجت الفتاة من براثن الموت بأعجوبة، لا تفكر سوى في العودة إلى منزلها، تحوَّلت فرحة العيد إلى مأتم، وأحال "ذئاب الشوارع" الفتاة المليئة بالحياة إلى فتاة منتهكة ممزقة ضعيفة، تحوَّل شعور الحرية إلى شعور بالخزي من مجتمع قرر أن يدخل أنيابه داخل جسدها، وينهشها يوم العيد.
"الوطن" تسلط الأضواء في ملف خاص، على الأماكن التي ينتشر بها التحرش خلال العيد، بالإضافة إلى عرض لمنظمات مكافحة التحرش وأماكن انتشارها، والتناول الإعلامي لتلك القضية، وحالات إنسانية عانت من الانتهاك، وشهود عيان على تلك الوقائع.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.