الأقباط متحدون - اخر الهوانم وردة باشا
أخر تحديث ٠٠:١٥ | السبت ٢٦ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ١٩ | العدد ٣٢٧١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

اخر الهوانم وردة باشا

الكاتب اللبناني الدكتور فاروق سعد
الكاتب اللبناني الدكتور فاروق سعد
بقلم :  عبدالمنعم عبدالعظبم
 
قراءة جديدة فى اوراق قديمة اخر الهوانم وردة باشا فتش فى الاوراق: عبدالمنعم عبد العظيم منذ فتح الكاتب اللبناني الدكتور فاروق سعد ملف هذه السيدة فى كتابه فتح ملف كوتشوك هانم اثأر فى نفسى كوامن كثيرة منذ تعرفت عليها فى كتاب اتحفنى بقراءته صديقى المرحوم عبداالباسط العقبى عن كتابات الرحالة عن مصر

ظل فى زاكرتى سنوات طويلة ولانى مهتم بتراث الصعيد شدتنى حكاية كوتشوك هانم كجزء من تراث الصعيد فقد عاشت فى مدينة إسنا بعد أن نفاها عباس باشا الأول خديوى مصر اليها تقول الروايات إنها صفية التى عثر عليها عباس باشا فى سوق شعبى بمدينة طنطا واتخذها محظية له ثم نسيها الى أن وجد نارجيلة كان قد أهداها اليها فى حيازة احد ضباطه فأمر بالقبض عليها وحكم بجلدها ونفيها الى إسنا بالرغم من إنها باعت النارجيلة لفاقة ألمت

بها وقيل أنها سورية الأصل نزحت الى مصر واشتهرت كعالمة وان عباس باشا نفاها مع عدد من العوالم والغوازي والغياش( المخنثون من الرجال الذين يمارسون الرقص ) الى إسنا وقنا لتطهير العاصمة منهن وقيل انه اغرق الباقين فى النيل ولم يثبت هذا وإحقاقا للحق فان النفى كان قرارا عاما شمل كثير من العوالم والغوازي للقضاء على الرزيلة فى العاصمة وان التشهير بعباس والافتراء عليه كان جزء من حملة أوربية استهدفته لأنه كان

يكره التدخل الاجنبى ولاستغنائه عن خدمات الأوربيين كان يمكن ان تمر حياتها مرورا عاديا لولا الزيارة التى قام بها الكاتب الفرنسى الشهير جوستاف فولبير والذى يعتبر من أهم كتاب فرنسا وصديقه المصور الفرنسى مكسيم دو كان تأثر فولبير بالشرق وحضارته كما تأثر بروايات ألف ليلة وليله وكتابات من سبقه من كتاب أوربا وظل يحلم بسحر الشرق حتى جاء الى مصر مع صديقه دوكان1849 وكتب كتابا عن القديس

انطونيوس رائد الرهبنة فى العالم وصل الصديقان الى مصر واهتم فوابير بتسجيل الحياة الاجتماعية وطبقات المجتمع والدراويش والعوالم والتقى وصديقه دوكان فى إسنا بكوتشوك هانم وبلغ من إعجابه بها أن كتب قيها شعرا وتأثر بها عندما كتب روايته الشهيرة مدام بوفارى وعديد من كتاباته وطلت ملهمته والساحرة التى شغف بها وصف دوكان كوتشوك هانم فال كانت ترتدى قميصا بسيطا وسروال طويل من القطن الابيض

وعلى كتفيها شال من الحرير الأزرق وصدرها مزين بالعقود الذهبية (الكرادين) والأساور الذهبية تملئ يديها وقد زينت شعرها بشرائط زرقاء إما وجهها فكان ابيض جميل وأكد إن اى رسم لها لم يفها حقها من الجمال والحسن وقد زارها دوكان فأحسنت استقباله وقدمت له عددا من الراقصات ثم آدت هى بنفسها رقصة النحلة الشهيرة كتب فولتير الى عشيقته الكاتبة الفرنسية لويز كوليه فى 27 مارس 1853 يحكى فيها ووقائع

لقاءه بكوتشوك هانم وما تخلل اللقاء من أفعال ماجنة يدءا من مضاجعة صديقه دوكان لها فى الدور السفلى فى 16 مارس 1850 وصعودها الى الدور الأول لتؤدى رقصة التعرى المشهورة برقصة النحلة والتى اعقيها مضاجعته لها فى مخدعها الذى كان سريرا من القصب وكتب أيضا قصيدة عنها وجهها لصديقه الشاعر لوي بوييه مما أثار غيرة وحقد عشبقته لويز كولية ودافع فولبير عن نقسه أمام لويز قال ان المتعة العاطفية لم

تجد سبيلا الى قلب كوتشوك هانم وقال ان المرأة الشرقية خالية القلب لا فرق عندها بين رجل وآخر ولا هم لها إلا نارجيلة تدخنها وحمام تختلف اليه وكحل تكحل به عينيها وقهوة تحتسيها آما إحساسها بالمتعة الجنسية فهذا آمر تافه بالنسبة اليها بالرغم من هذا أصرت لويز كوليه على زيارة مصر لترى غريمتها كوتشوك هانم وزارت إسنا وقنا بحثت عنها وكان الخديوى إسماعيل قد خصص لها الباخرة النيلية البشرة لزيارتها ولم تعثر

لويز على كوتتشوك هانم فى قتا واسنا لويز كوليه كانت سيدة جميلة لها شهرتها فى باريس ولها صالونها الادبى الذى جمع العديد من الأدباء والعلماء وكان لها موقف خاص من البابوية وبعد زيارة لويز بحث عن كوتشوك الكاتب لويس باسكال ايضا ووجد امرأة اخرى تدعى حسنه الطويلة التى كان قد وصفها فولبير بالخنزيرة البدينة كتبت لويز كتابا عن رحلتها وأسمته البلاد المنورة كما كتب باسكال كتابه المركب رحلة الى

الشرق وسواء كانت كوتشوك هانم او كونشوك ارتيم اخر الهوانم او صفية او رشيقة تحريف لروتشوك فى رأى فاروق سعد فانها شغلت فكر عديد من الكتاب والمفكرين ادوارد سعيد وجان بول سارتر وثروت عكاشة وفاروق سعد وكورتيس وعمر فاخورى ورنا قبانى ولكوتشوك هانم قصة أخرى يعرفها من عاصرها من أهل إسنا فقد هجرت فى أوج شبابها حياة اللهو والمرح وتابت الى الله وزارت الاراضى الحجازية واستثمرت

أموالها فى الزراعة وفعل الخير وتزوجت احد كبار أعيان إسنا من أصل طيب وعادت الى اسمها العربى وردة (كوتشوك بالتركية تعنى الوردة الصغيرة) ولقبت بوردة باشا فقد كانت تملك 1800 فدان من أجود الأراضي الزراعية وأنجبت ابنتها وردة التى حملت نفس اللقب وتزوجت من

نقس عائلة أبيها أساطير وحكايات تروى عن وردة باشا يقول الصديق المهندس محمد عبدالقادر رئيس مجلس ادارة شركة الدقهلية للسكر أنها كانت تلبس شبشبا من الذهب وكانت تبدر الجنيهات الذهبية فى المناسبات وكانت امرأة أمرة ناهية لها شخصية مميزة عاشت الوردتين فى إسنا وماتتا ودفنا وارتبطتا بها وأصبحتا جزء من تاريخها عبدالمنعم عبدالعظيم مدبر مركز دراسات تراث الصعيد بالاقصر 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع