نشرت الجارديان البريطانية تقريرا يطرح سؤالا يدور حول جدوى العملية العسكرية التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة بهدف إضعاف قدرات الحركة الإسلامية حماس، والسيطرة على أنفاقها السرية على حدود غزة للحد من تهديد عمليات الاختطاف واستهداف مواطنى إسرائيل على يد المتسللين بتلك الأنفاق.
يقول التقرير إن إسرائيل فى قصفها للقطاع الذى حصد حتى أرواح ما يعلو عن 800 فلسطينى جلهم من المدنيين وبهم نسبة لا يستهان بها من الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا يشكلوا اى تهديد لألة الحرب الإسرائيلية وما يقرب من الـ6 آلاف مصاب، لاذت مرة أخرى بحل أثبت فشله خلال الخمسة عقود الماضية فى جلب الأمن لإسرائيل ومواطنيها.
يرى التقرير أن إسرائيل الآن فى محاولة تصفيتها لحركة حماس فقدت 32 جنديا و3 مدنيين وهو العدد الذى لم تفقده بعيدا عن رحى الحرب الدائرة ضد القطاع، فإسرائيل طوال الفترة التى كانت توجه فيها خطابات تتوعد تهديد حماس لم تتعرض لقصف بالصواريخ أو تعرض أحد جنودها للقتل أو الإختطاف بعد اختطاف "شاليط" الذى عاد سالما إلى موطنه، حتى هؤلاء المراهقين الثلاث الذى تم العثور على أجسادهم فى الضفة مطلع هذا الشهر أنكرت حماس صلتها بأى استهداف لهم.
يقول التقرير إن الآلة العسكرية حاليا أنزلت بإسرائيل خسائر حقيقية فيما يتعلق بسمعتها الدولية، فهى حاليا لا تستطيع أن تقنع العالم برؤية ما تراه من تهديد يستحق كل ذلك التدمير، وتعتبر خطوة إيقاف الرحلات الجوية الدولية إلى المطارات إسرائيل أمر فى غاية الضخامة فى دلالته التى تحمل أكثر من رسالة إلى إسرائيل من المجتمع الدولى.
تبرر اسرائيل هجماتها التى لا تفرق بين ما هو عسكرى ومدنى بأنها تمتلك حق الدفاع عن أمنها، لكن هل تتصور إسرائيل أن هذا العدد من الضحايا الذى قدح شرارة المظاهرات فى الضفة الغربية وينذر بحدوث انتفاضة ثالثة سوف يعزز من أمنها؟، هل إسرائيل قادرة على مواجهة تلك الأجيال التى رأت ذويها يقتلون بقصف آلتهم العسكرية، وهل تظن أنهم سوف يعتبرون السلام خيارا أمامهم بعد ما عانوا من ويلات آلتهم العسكرية؟
يقول التقرير إن إسرائيل التى منحت لمواطنيها فرصة مشاهدة القصف على غزة وهم يتناولون حبات الذرة الصفراء فى خطوة أفقدتها الكثير من رصيدها الأخلاقى أمام المجتمع الدولى، سوف يتحتم عليها استخدام الحل السياسى وليس العسكرى لتحقيق أمنها الذى تهدده آلتها العسكرية.