بقلم: محمد أنور السادات
رحل شهر رمضان ذلك الضيف الغالي الذي لم نكد نشعر بمرور أيامه الكريمة المليئة بالخير والبركات والنفحات القرآنية، التي تضفى السكينة على القلوب، وتعود بنا إلى رحاب الطاعة، لنطوى صفحات أعمالنا السيئة ونفتح سجلاً أبيضاً ناصعاً تكون فيه الفضائل والأخلاق الحميدة إحدى العلامات البارزة التي ينبغي أن تكون سمة دائمة للشخصية المصرية.
كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول أيام عيد الفطر المبارك ببهجته الذي نأمل أن تدوم وتعم كل الأسر لتكن فرحة الحصاد لما غرسناه فى رمضان من قيم وطاعات بمجرد قدومه الذي يصنع تغيراً واضحاً فى شتى جوانب النفس الإنسانية.
فرأينا المساجد قد امتلأت بالمصلين، وزاد التفاف الناس حول مأدبة القرآن، وكثرت المودة وصلة الأرحام، وسادت روح المحبة والتسامح والإخاء بين أفراد المجتمع، وتلك هى الأسس والمبادئ التى حثت عليها الأديان السماوية ودعت إلى التمسك والالتزام بها على الدوام ، لكن أصبح من المألوف أننا نجد بعد انتهاء رمضان عودة سيئة لما كانت عليها النفوس من خصائل مكروهة فيبدأ الهجر للمساجد والقرآن، وتعود العصبية وقلة المودة إلى غيرها من الأمور القبيحة التى كنا قد اجتنبناها فى ذلك الشهر الكريم!!
ولذلك أتمنى أن نكون قد خرجنا جميعاً بذنوب مغفورة وأعمال مأجورة وطاعة مقبولة وموصولة وأرجو ألا تكون تلك الفضائل والأخلاقيات التى تحلينا بها فى رمضان مجرد نموذج عابر أو مؤقت ، فديننا الحنيف لم يأمر بمنهج عبادة خاص بذلك الشهر ومنهج آخر لبقية العام!!فالمبادئ والأسس التى تربينا عليها كلها تهدف إلى تكوين مجتمع أفضل ورمضان أحد الأمثلة الواقعية لسمو العقيدة الإسلامية، وكلنا يعلم أن سر قبول الطاعة هو أن تدفعنا لأخرى وأن أفضل الأعمال أدومها وإن قل..
لذا أوصى نفسى وإياكم بأن نغتنم ما حاولنا أن نلتزم به فى رمضان من سلوكيات طيبة والعمل على ترسيخها فى نفوسنا فما شهدناه على مدى سنوات عديدة من فساد فى جميع أنظمة المجتمع كان نتاجاً لبعدنا عن أوامر ديننا القيم الذى يكشف لنا الغرب كل يوم أنه السبيل الوحيد للتطوير والنهضة التى نبغيها ودامت أيامكم كلها أعياد وكل عام وأنتم بخير.