شقيق أحدهما مجند فى القوات المسلحة
قرارهما من البداية لا يواكب صغر سنهما، ففعلهما لا يقوى به سوى الرجال أصحاب المواقف، حين وقف «محمد» و«حسام» على عربة رزقهما بحى المعادى، مقررين توزيع ما تبقى من «تين شوكى» على المارة أثناء أذان المغرب دون مقابل، «رحمة ونور على روح شهداء الوادى الجديد».
بحزن وأسى، وقف الطفلان يحضران ما تبقى من حصاد يومهما، وضعا «التين الشوكى» فى أكياس بلاستيكية، وكلما اقترب منهما زبون يبادره «حسام» قائلاً: «اتفضل كيس زيادة ببلاش وافطر عليه، بس ادعى لشهداء الجيش الأول»، لم يقصد الطفل ابن الـ«12» عاماً شهداء الوادى الجديد فقط، إنما اعتبرها صدقة على أرواح شهداء القوات المسلحة كلهم، لا يخشى الطفل سوى على شقيقه المجند بالجيش «دى أقل حاجة نقدمها على روحهم، هما عملوا كتير علشانا، وخايف لأخويا يكون واحد من اللى بيتقتلوا كل يوم على الحدود». الطريق الرئيسى اختاره «حسام» وصديقه القادمين من المنيا، معتمدين على مختلف الأطياف التى تقصد تلك المنطقة: «حاولنا نوقف كل عربية تعدى قصادنا، فيه عربيات ملاكى كتير كانت بتاخد مننا الكيس، ومستغربين أن اللى جواها تين شوكى، وفيه ناس كانت بتطلع فلوس فاكرانا بنبيعه واحنا كنا بنرفض عشان ده ثواب»، مضيفاً «بس واحنا بنديهم الكيس بنقلهم يدعوا للى ماتوا فى الوادى الجديد، وفضلنا لحد العشا نوزع على الناس واتأخرنا عن الفطار لحد ما خلصنا كل اللى معانا».