الأقباط متحدون - مسيحيو الموصل والتطهير العرقى
أخر تحديث ٢٠:٠٠ | الاثنين ٢١ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ١٤ | العدد ٣٢٦٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مسيحيو الموصل والتطهير العرقى

بقلم :  د.ماجد عزت إسرائيل

 
    مدينة الموصل تعد من أهم المدن العراقية ـ كاتب هذه السطور عاش بذات المدينــة فترة من الزمن ــ  وتقع شمال العراق على مفرق الطرق العالمية بين تركــــيا وسوريا والــعراق والدول الأوروبية،وهى  مدينة سياحية  توجد بها الكنائس والأديرة  والمكتبات التى يرجع أنشأئها للقرن الرابع
 
الميلادى ،ويعيش بها غالبية مسيحى العـراق، ويمتلكوا العـديد من الشركات والمحـــلات التجارية والمطاعم والفنـادق، ومنهم من يعمـــلوا بالوظائف الحكومية مثل البنوك أو المؤسسات الخدمية وغيرها من المهن ــ وفى فترة الحرب العراقية الأيــــرانية شارك المسيحيون فى خدمة دولتهم بل أن رئيس

الوزراء الســــابق المسجون حالياً "طـــــارق عزيز" كان مسيحياً،وللأمانة التاريخية فى فترة حكم الرئيس "صدام حسين" كان لا يـوجد فرق بين هذا أو ذاك، وبعد أحداث  الصراع الأمريكى العراقى عام 1991م وما بعدها واضطهاد المسيحيين مستم، فقدت تعرضت كنائس بغداد للهدم والحرق عام 2003م، كما تعرضت كنيسة سيدة النجـــاه للسريان الكــاثوليك  فى عام  2010 م لمجزرة أثناء اصلاة القداس قتل وجرح المئات ممن كانوا بالكنيسة. 
 
     ويتعرض مسيحيو الموصل حالياً للتطهير العـــرقى على يد جمـــاعة أرهابية تعرف باسم "داعش" بل أعلنوا الخلافة الإسلامية بمدينة الموصل، وبدوا بالتطهير العـــرقي وهو مصطلح يطلق على عملية الإضطهاد من خلال السجــــن أو القتل أو التهجير الذي تقـــوم به مجــموعة عرقيــــة تشكل

الغالبية على مجموعة عـــرقية أخرى تشكل الأقليــــة من أجــل الحصول على مناطق تقطنها المجموعة الإثنية التي تنتمي لها الأغلبــــية،وبالفعـل تم الأستــــيلاء على كل ما يمتلكه المسيحيون فى ذات المدينة،وتمت عمـليت النهب والسلب ،حتى خـــــواتم النساء الذهبية ،ومقتنيات الأطفال ،وخاصة بعد

"العهدة الداعشية" فى منصف يوليو 2014م ، أما الأسلام أو الجزية ،أو القتل،ولم يجد المسيحيون إلا أختــــيار آخر صعب وهــــو الهجرة الداخــــــلية نحو دهوك أو الهجرة الخارجية إلى الدول المجاورة إذا اتيحت لهم . 
 
   وللأسف الشديد وقفت جامعة الدول العربية تراقب الموقف من بعيد ولم  تصدرأى قرار من أجل مسيحى الموصل،وكذلك حتى المعتدلين العراقيون لم يقدموا لمواطنيهم العون ولــــو كلمة طيبة،كما أن الدول العربية المجاورة أيضاء لم تقدم شىء ولا تشير إلى أزمة مسيحى الموصل فى أخــــبارها

عبر الفضائيات، أنها أنظمـة ركيـــكة بنيت على الفاشية الدينة، كما أن الــــدول الأوروبية وأمـــريكا لا يهمة سوى مصالحها فى المنطقة،وبالرغم من الصداع المستمر فى كل وسائل الإعــــلام  بحقوق الإنســـان ،إلا أن حقوق الإنسان تقف عند مسيحيوا الشرق الأوسط، بصراحة تامة يسعى الشرق للتطهير العرقى من المسيحيون بشتى الطرق!
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter