لم يعد «الاختفاء» أو أن يصبح المرء غير مرئي ضربا من السحر كما كان يقال في القرون الوسطى، أو كما كان يحدث فى أفلام الخيال والكوميديا، بل أصبح الأن أمرا ممكنا وعلميا بحتا، كما أوضح الكاتب فيليب بول لصحيفة (جارديان) البريطانية.

وأوضح بول أن هناك 5 طرق علمية للاختفاء، أولا العباءة العاكسة، حيث استطاع مهندس الكمبيوتر والروبوت اليابانى، سوسومو تاتشى، من جامعة كيو، أن يجعل الناس تختفى فى اليابان عند ارتداء تلك العباءة، فمن يرتديها تستطيع أن ترى من خلاله كأنه شبح فى منظر خارق للطبيعة.

استخدم تاتشى الخداع البصرى لجعل من يرتدي العباءة يبدو شفافا، وذلك من خلال وضع كاميرا وراء من يرتديها لتسجل المشهد خلفه، ومن ثم عرضه على ما يشبه جهاز عرض من الأمام، حيث إن العباءة نفسها مصنوعة من مادة يطلق عليها تاتشى، مواد الانعكاس الخلفى، تتكون من حبيبات صغيرة تعكس الضوء، وبالتالى فإن الصورة المسقطة عليها ترتد إلى عيوننا وهى مشرقة مثل ضوء النهار.

والطريقة الثانية تتم كذلك عن طريق عباءة تاتشى، وذلك من خلال وضع كاميرات بها تحولها إلى ما يشبه شاشة (إل. إي. دي)، تنقل الصورة مباشرة إلى عيوننا مثل التليفزيون، إذا نظرنا إليها من أى أتجاه.

ويمثل ذلك تحديا هائلا فى الهندسة، وتكمن الصعوبة الحقيقية به فى كل العمليات الحسابية الدقيقة اللازمة لتحويل المعلومات التى تلتقطها الكاميرات الصغيرة إلى تعليمات تتلقاها الشاشة من أى زاوية، خاصة أن الشخص الذى يرتديها يتحرك فى كل الاتجاهات، وتتكلف العباءة 500 ألف جنيه إسترلينى.

وبالفعل تم التخطيط لهذه الخدعة المستخدمة فى العباءة، من جانب الشركة المعمارية الأمريكية التى صممت ناطحة سحاب بارتفاع 1500 قدم تحت اسم (برج إنفينيتى)، فى سيول فى كوريا الجنوبية، حيث إن البرج مغطى بالكاميرات والمصابيح على واجهته الزجاجية، ويمكنه الاختفاء تماما باستخدام تقنية تاتشى.

أما الطريقة الثالثة فهى جعل الإنسان شفافا تماما مثل قطعة الزجاج، ولا يبدو ذلك سهلا بالنظر إلى دمائنا والصبغة فى شعرنا، وأنسجة الجسم المختلفة لدينا.

ورغم ذلك، فهو أمر ممكن باستخدام بعض الأدوات الكهربائية لإنتاج نوع من الأشعة غير المرئية، الشبيهة بالأشعة السينية، وتم اكتشافها منذ سنتين فقط.

وتستخدم تلك الأشعة الجديدة مبدأ مطابقة معامل الانكسار من أي جسم، وتعادله ليصبح تماما كلوح زجاجى شفاف تماما.

وهناك كذلك طريقة (التحول)، وذلك باستخدام علم البصريات، حيث يعتقد بعض الباحثين أن المستقبل الحقيقي للاختفاء هو استخدام تلك التقنية، ويتم ذلك عن طريق السيطرة على مسارات أشعة الضوء، حيث يتم تمرير ضوء الأشعة خطوة خطوة بين الاستقبال والإرسال على ذرات من المواد الفوقية، وهى مواد لها خاصية تجميع الضوء على سطحها، ومن ثم إعادة إرسال مسارات الأشعة فى نفس المسار، ما يجعل الجسم غير مرئى تماما.

والطريقة الخامسة والأخيرة للاختفاء هى السيطرة على أشعة الضوء واستخدامها لتغيير مظاهر الأجسام لتصبح غير مرئية عن طريق تشتت أشعة الضوء الساقط على الجسم.

وتعتمد تلك الخدعة على التلاعب فى سرعة الضوء، وبالتالى تغيير معامل انكسار للجسم وللضوء الذى يمر من خلاله، وعن طريق تلك التقنية، يمكن للص اقتحام أى مكان، حتى لو كان مزودا بكاميرات فيديو لتأمينه.