بقلم: د/ سيتي شنودة
نشرت مجلة المصور في عددها الصادر في القاهرة بتاريخ 31/3/2010 (العدد 4460) ملف بقلم الأستاذ / حمدي رزق، رئيس التحرير، يضم نصوص محاضر الاجتماعات السرية لمكتب الإرشاد لتنظيم الإخوان المسلمين, ومنها محضر الجلسة رقم ( 4 - 10 ) المنعقدة يوم 27/1/2010, والذي نشرته المجلة تحت عنوان (الفتنة الطائفية على مائدة إخوان الفتنة), وجاء في البند الخامس من محضر هذه الجلسة بالنص:
{ - مناقشة ورقة حول الفتنة الطائفية مقدمة من د / عصام (العريان) - القرار: تشكل لجنة من د/ بشر و د/ عصام والكتاتني لتقديم تصور خلال أسبوعين. }
والغريب أن محضر هذه الجلسة, خاصة بند مناقشة "ورقة حول الفتنة الطائفية", جاء في كلمات قليلة غامضة.. مختصرة إلى أبعد حد.. تخفي أكثر مما تكشف.. فما الذي يريد تنظيم الإخوان المسلمين إخفاءه والتكتم والتستر عليه في هذا الملف الخطير الذي يحرق مصر منذ أكثر من أربعين عامًا وحتى اليوم.. !!؟؟؟
فالحديث حول الفتنة الطائفية في مصر والإشارة إلى ورقة مقدمة من د/ عصام العريان حول هذا الملف الخطير لا يخرج عن احتمالين لا ثالث لهما:
* الاحتمال الأول هو أن الورقة المقدمة لمكتب الإرشاد تحمل اقتراحات ووسائل وأساليب وخطة تنظيم الإخوان المسلمين لإخماد الفتنة الطائفية في مصر.
* اما الاحتمال الثاني؛ فهو أن الورقة التي تم مناقشتها في مكتب الإرشاد تحوي خطة الإخوان المسلمين لإشعال العديد من الفتن الطائفية في الشهور القادمة وتنفيذ المزيد من المذابح ضد الأقباط المسيحيين في مصر.
فإذا كان الاحتمال الأول هو الصحيح وأن تنظيم الإخوان المسلمين ناقش ورقة حول طرق وأساليب إخماد الفتنة الطائفية في مصر, فلماذا تم استخدام كلمات مبهمة وغامضة في محضر الجلسة, وما هو سبب التكتم الشديد وعدم الإعلان عن ذلك صراحة, وهو أمر يُحسب لهم – إذا فعلوه!؟ - لحماية الوطن من نار الفتن الطائفية ونار الانقسام بين طوائف الشعب الواحد.
أما إذا كنت الورقة التي ناقشها مكتب الإرشاد تحوي المزيد من الخطط والترتيبات والمؤامرات التي يخطط لها تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي لإشعال مزيد من الفتن الطائفية في مصر ونشر "الشائعات المدروسة" تمهيدًا لتنفيذ مذابح جديدة ضد الأقباط المسيحيين في مصر إلى جانب نهب وحرق كنائسهم ومنازلهم ومتاجرهم وصيدلياتهم, فهو ما يجب كتمانه وعدم الإفصاح عنه وعدم تسجيله في محضر جلسة مكتب الإرشاد حتى لا تتكشف أسرار المذابح والحرائق التي قاموا بالتخطيط لها وتنفيذها وحتى لا يتم فضح هوية المخططين والمنفذين لها من جماعة الإخوان المسلمين إذا ما تم تسريب هذا المحضر لأي سبب – وهو ما حدث فعلاً – كما حدث من قبل مع وثيقة "خطة فتح مصر" التي ينفذها تنظيم الإخوان المسلمين ضمن خطة التمكين وخطة تفتيت الأقباط منذ أكثر من أربعين عامًا لفتح واحتلال مصر والسيطرة على كل الهيئات والمؤسسات فيها, والتي تم تسريبها ونشرتها مجلة المصور في عددها الصادر في 2/12/2005 ولم يتمكن الإخوان من تكذيبها – بل حكم القضاء المصري بصحة هذه الوثيقة وصحة نسبها للإخوان – وأثبتت الأحداث صحة كل كلمة فيها.
فهل استوعب الإخوان الدرس!؟ وتعمدوا إخفاء تفاصيل محاضر جلساتهم وخططهم وأهدافهم الشيطانية لاحتلال مصر واختراقها والسيطرة عليها وحرقها بالفتن الطائفية, واقتصروا في محاضر جلساتهم على كلمات قليلة مبهمة غامضة مثل الإشارة إلى "ورقة حول الفتنة الطائفية مقدمة من د/ عصام".. !!؟؟ دون أي تفاصيل أخرى حول هذه الورقة "السرية" التي ناقشها مكتب الإرشاد وأصدر قراره فيها - لأهميتها وخطورتها - بتشكيل لجنة من كبار قيادات الإخوان "لتقديم تصور" خلال أسبوعين..!!؟؟
ولماذا لم يعلن تنظيم الإخوان الإرهابي حتى الآن عن قرار اللجنة التي شكلها, ولماذا أخفى "تصور" اللجنة الذي قدمته حول الفتنة الطائفية في مصر..!!؟؟
وهل هذه الورقة "السرية" المقدمة إلى مكتب الإرشاد هي لتقديم تقرير عما قاموا به من مذابح ومحارق ضد الأقباط المسيحيين في مصر في الشهور الماضية في ديروط وفرشوط والمنيا ونجع حمادي, إلى جانب ما يتم التخطيط له حاليًا من حرائق ومذابح في الشهور القادمة, وهي العمليات والجرائم التي يتم دراستها بعناية والتخطيط والتجهيز لها مسبقا مع أجهزة عديدة (!؟) وتحديد الأهداف التي سيتم الهجوم عليها بعناية، وإعداد الشائعات الكاذبة التي سيتم إطلاقها ضد الأقباط المسيحيين لتبرير الهجوم عليهم وذبحهم ونهب وحرق وهدم كنائسهم ومنازلهم ومتاجرهم – وهو ما ظهر في الشهور القليلة الماضية بصورة لم تحدث في مصر من قبل - ثم إظهار هذه الجرائم والمذابح وكأنها رد فعل عفوى غير مخطط لة مسبقًا، وهو ما يحدث منذ أن سيطر تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي على كل مناحي الحياة في مصر وبعد أن اخترق كل أجهزتها ومؤسساتها واستخدمها لتنفيذ خططه وأهدافه لإقامة دولة الإخوان الدينية الفاشية.
وهل يتم استخدام المليشيات الإخوانية المدربة على القتل والحرق في الهجوم على الأقباط في مصر, ثم يتم إطلاق الحملات الإعلامية في كل وسائل الإعلام المصرية - الحكومية منها والحزبية والمستقلة – لإدانة المجني عليهم من الأقباط وتبرير جرائم القتلة واللصوص الذين قتلوا وحرقوا وسرقوا وروعوا الآمنين من الرجال والشيوخ والنساء والأطفال - لإرهابهم وإجبارهم على التحول إلى الإسلام أو دفع الجزية في وطنهم أو الهجرة إلى الخارج - إلى جانب الإعداد المسبق لتزوير المحاضر وإخفاء الأدلة تمهيدًا للحكم ببراءة القتلة واللصوص.. وهو ما يحدث طوال أربعين عامًا مضت لم يصدر فيها حكم واحد يدين واحدًا من الجناة الذين قتلوا وسرقوا وروعوا..!!؟؟
وإذا لم تكن هذه هي مهمة ميليشيات الإخوان المدربة، فما هو الهدف من تدريب عشرات الآلاف من هذه المليشيات التي ظهرت ملثمة في جامعة الأزهر وهي تؤدي التمرينات العسكرية أمام عدسات التلفزيون؟ والتي أعلن المرشد السابق للإخوان محمد مهدي عاكف استعداده لإرسال مائة ألف مقاتل منهم للقتال في جنوب لبنان, ولكنة لم يفعل, وأرسلهم إلى مصر لقتل الأقباط المسيحيين, كمرحلة أولى سابقة لإرهاب وقتل المسلمين من الشيعة والسنة والصوفيين والقرآنيين بل وأعضاء وقيادات الإخوان المعارضين لهم..!!؟؟؟
وهل الدفع ببعض قيادات الإخوان للمشاركة في الوقفات الاحتجاجية الأخيرة التي أقامها الأقباط مع إخوتهم المسلمين الأحرار احتجاجًا على جرائم الفتنة الطائفية, هي من قبيل التقية والخداع و"البهلوانيات" وألاعيب الحواة التي برع فيها الإخوان منذ زمن طويل لإبعاد أصابع الاتهام عنهم.. حتى لا يتخيل إنسان أن من قاموا بالمذابح هم أنفسهم الذين يشاركون في الاحتجاج عليها..!!؟؟
وإذا كان الإخوان أبرياء من التخطيط والتنفيذ لحرائق الفتن الطائفية وذبح الأقباط المسيحيين في مصر طوال الأربع عقود الماضية كما يعلنون للعامة والبسطاء, فما الذي فعلوه لوقف هذه المذابح التي تحرق مصر كلها, وكم برنامج وكم مقال – أو كم كلمة – نشرها الإخوان على العشرات من مواقعهم وصحفهم وفضائياتهم تستنكر وتدين فيها هذه المذابح والمحارق.. بدلاً من تجنيد أجهزتهم الإعلامية للدفاع عن القتلة واللصوص ومشعلي الفتن الطائفية في مصر وتبرئتهم وتبرير جرائمهم وتشجيعهم على مزيد من الفتن الطائفية والحرائق في مصر.
هل من إجابات لهذة الأسئلة.. !!؟؟
يمكنك أن تخدع كل الناس بعض الوقت.. كما يمكنك أن تخدع بعض الناس كل الوقت.. ولكنك لن يمكنك أبدًا أن تخدع كل الناس كل الوقت...
http://seti99.blogspot.com Seti77@gmail.com