الأقباط متحدون - حرب الكلام!
أخر تحديث ٢٣:٥١ | الاثنين ٢١ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ١٤ | العدد ٣٢٦٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حرب الكلام!

بقلم - منير بشاي
الحرب لا تمارس فقط بالسيف، فالكلمة سلاح ذو حدين والقلم أمضى من السيف.وأعتقد ان الكل يعرف الآن ان هناك حربا كلامية ضروسا تدور رحاها بين كتابنا ومعلقينا.  واظنهم يدركون ان هذه الحرب سببت مرارة داخل النفوس وأدت بالبعض الى الابتعاد عن الساحة.  ولأن هدفنا من الكتابة هو خدمة قضية شعبنا الحقوقية فان الخاسر الأكبر فى هذه الحرب هو شعبنا القبطى المسكين.

 من اجل هذا رأيت ان اقدم فى هذا المقال بعض الأفكار التى اتمنى ان تساعد على تشخيص الداء وتوصيف الدواء، وبالتالى ارجو ان تساعد على عبور هذه الازمة بسلام.
واعترف اننى لا املك آلية لاجبار هذه الأفكار على أحد.  وان دورى ينتهى عند تقديم الاقتراحات،أما التنفيذ فهو مسئولية الجميع.  ولكن الأمر ليس مستحيلا لأنه اذاا كان من الصعب ان نطلب من الجميع التوقف عن المهاترات فيكفى ان يتوقف طرف واحد وبذلك لا يجد الطرف الأخر من يرد عليه، وتكون النتيجة هو توقف حرب الكلام بالتأكيد.

أولا: يجب وضع التعليقات فى مكانها الصحيح.
 اعتقد ان جزءا من مشكلتنا هو اننا اصبحنا نعطى التعليقات اهمية تفوق حجمها الحقيقى. وهذا ادى الى اننا  اصبحنا نقيس نجاح المقالات بعدد التعليقات التى تكتب فيها.  هذا مع انه بوجه عام قد قلت نسبة التعليقات على كل المقالات لكثرة ما ينشر على صفحات الانترنت.  ونتيجة ذلك اصبحنا نرى التعليقات تتجه الى اكثر المقالات استفزازا أو اثارة للجدل وليس بالضرورة أكثرها رصانة.  التعليقات نافعة لمعرفة رد فعل القراء ازاء موضوع معين، ولكنها فى النهاية تمثل آراء اصحابها.  والمقال ايضا يمثل رأى كاتبه ويعكس اخلاقه ومبادؤه حتى وان كان لا يحظى بموافقة غالبية الجماهير. ولكن مسئولية الكاتب الأولى والأخيرة هى ارضاء ضميره وليس ارضاء الناس.

ثانيا: هدف التعليقات يجب ان يكون تقييم المقالات وليس تصفية الحسابات
التعليقات يكتبها من قرأ المقال بهدف امتداح المقال او نقده او اضافة المزيد الى افكاره.  ويمكن للتعليقات ان تثنى على الكاتب او تنتقده.  ولكن آداب الكتابة تملى علينا ان نعبر عن راينا باحترام ولطف ودون تجريح.  وفى جميع الحالات لا يجب ان يخرج النقاش عن موضوع المقال او يتجه نحو التجريح الشخصى فى مشاحنات لا صلة لها بالموضوع او لتصفية الحسابات الشخصية القديمة بينهم.

ثالثا: التعليق عمل اختيارى نابع من القلب ولا يجب ان يخضع للضغوط.
 الضغوط على القراء بالتعليق او استخدام اساليب الاستجداء لحثهم على ذلك غير لائقة.  تكوين الشلل بهدف زيادة عدد التعليقات ايضا غير مقبول.  سبااق التعليقات كوسيلة لفرض زعامة  او شعبية على الجميع يجب ان يتوقف.

رابعا: التعليقات يجب ان تبتعد عن الشخصنة وتبادل المجاملات.
 من يكتب او يعلق لا يجب ان يظن انه يقدم معروفا لاحد. عندما يجد الانسان نفسه ملزما ان يعلق على مقال كاتب لأن ذلك الكاتب علق له فى مقاله السابق، وعندما يقرر عدم التعليق على مقال كاتب لأن ذلك الكاتب لم يعلق على مقاله السابق.  عندما يحدث هذا تكون التعليقات قد خرجت عن مسارها السليم.  والتعليق ليس معناه الصداقة للكاتب وعدمه ليس معناه العداوة.  ويجب ان نبعد التعليقات عن اى اعتبارات شخصية وندعها تنصب فقط على المقال وافكار المقال.

خامسا: التعليقات يجب ان تقاس بقيمة محتواها وليس بالقاب أصحابها.
 نحن شعب مجامل ويهتم بالألقاب. كل واحد عندنا نطلق عليه بك او باشا ونناديه بسعادتك ومعاليك.  ولكن قيمة التعليق او المقال يقاس بما يحتويه من افكاار والالقاب لا دخل لها فيه.  ولكنى اتفهم رغبة كل واحد فى ان يناديه الناس بما يعتقد انه حقه، فليكن لكل واحد لقبه الذى يريده.  ليس من حقى ان اشكك فى صدق حصول اى شخص على لقبه الا اذا كان هناك ما يبرر ذلك.  وفى النهاية لا فرق بين كاتب اعلن  عن القابه وآخر لم يعلنها، فالكل له نفس الفرصة ونفس الاحترام.

سادسا: التعليق بانتحال الاسماء الكاذبة هو نوع من التزوير.
 استعمال اسم مستعار للكناية عن شخصية الكاتب امر شائع ومشروع. ولكن غير مقبول استعمال اسماء وهمية لكتابة تعليقات تأييد أو ذم للمعارضين اعتقادا انهم بذلك يكسبون الجولة بادعاء ان الغالبية تؤيدهم.  هذه محاولات مكشوفة لأن اسلوب الكتابة يفضح صاحبه. وهو نوع من التزوير يفقد الشخص احترامه لنفسه قبل ان يفقده احترام الاخرين.

 يا سادة نحن جميعا اناس بالغون ونجتمع معا من اجل هدف مقدس.  ليس بيننا علاقة مصاهرة او تجارة او مكسب او خسارة.  دعنا نتعاون معا ونحتمل بعضنا البعض من اجل هذا الهدف الذى يهمنا جميعا.  ان اختلفنا فلندع الخلاف ينتهى باعلان كل واحد لرأيه.  وبعد هذا يجب الاستمرار فى الود والاحترام حتى مع اختلاف الرأى طبقا للمبدأ ان الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، لا يستطيع احد ان يجبر آخر على قبول رأيه، ولكن الزمن كفيل بتصحيح ما عجزنا عن الاتفاق فيه.  امامنا قضية مصيرية ولا وقت عندنا لنضيعه فى القيل والقال.
Mounir.bishay@sbcglobal.net


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter