الأقباط متحدون - اليوم.. جوجل تحتفل بذكرى ميلاد مانديلا الـ٩٦
أخر تحديث ٠٠:٢٩ | الجمعة ١٨ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ١١ | العدد ٣٢٥٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

اليوم.. جوجل تحتفل بذكرى ميلاد "مانديلا" الـ٩٦

رئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا
رئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا

"لا أحد يولد وهو يكره إنسانا آخر بسبب لون الجلد أو الأصل أو الدين" بهذة المقولة المأثورة لأشهر سجين سياسي في القرن العشرين والتي تصدرت الصفحة الرئيسية لمحرك البحث العالمي "جوجل" والمحتفل بذكرى ميلاده الـ"٩٦" اليوم للمناضل العالمي نيلسون مانديلا.

وينتمي مانديلا لتلك الشخصيات المصطلح على تسميتها بالشخصيات الكونية أو الإنسانية والتي تتحيز للإنسان وحقوقه الطبيعية التي ولد بها٬ "مانديلا" واحدًا من هؤلاء الذين وهبوا أعمارهم من أجل أن تسود قيم الحق والخير والجمال في العالم٬ "مانديلا" واحدًا من رجال صرخوا في وجه التمييز بين البشر على أساس الجنس أو العرق أو اللون٬ رجال قبيلة جميع أفرادها قضوا وهم يدفعون حيواتهم ثمنا للدفاع عن الإنسان رجال ولدوا وعوامل فنائهم بداخلهم٬ الحلاج٬ جيفارا٬ هيباتيا٬ غاندي٬ مارتن لوثر كينج.

ولد "روليهلاهلا مانديلا" يوم 18 من يوليو 1918 في قرية صغيرة بمنطقة ترانسكي وكان أول من تلقّى التعليم في عائلته، واكتسب اسم نيلسون من معلّمه الذي كان يجد صعوبة في نطق اسمه الأصلي روليهلاهلا٬ مانديلا كان ينتمي إلى قبيلة التيمبو الشهيرة والتي كان يترأسها أبوه، وتربى على قصص البطولات والملاحم لأجداده قبل أن يتمّ انتخابه مكان والده الذي توفي ونيلسون في سنّ الصغر.

التحق ماديبا، وهو الاسم الذي يعرف به في قبيلته، بالجامعة في كلية الحقوق قبل أن يتمّ طرده بسبب نشاطاته واحتجاجاته الطلابية المناهضة للتمييز العنصري عام 1940، الأمر الذي لم يثنه في متابعته الدراسة بالمراسلة في جامعة ويتووترسراند بجوهانسبورغ حتى حصل على الإجازة في الحقوق.
الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت تعيشها جنوب أفريقيا والمتميّزة بالفصل العنصري حيث يتمتّع السكان البيض بكل الامتيازات والحقوق بينما باقي الأجناس وبخاصّة السكان السود محرومون من العيش الكريم بل وحتى من حقّ انتخاب من يمثلهم ويحكمهم، ما أثّر في تكوين شخصية مانديلا المعارضة لنظام الحكم ويقرّر الانضمام إلى المجلس الإفريقي القومي للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء سنة 1944.

أشرف القائد الإفريقي على حملة الحزب التي عرفت بــ"حملة التحدّي" سنة 1962 ليجوب البلاد محرضًا على ضرورة مناهضة قوانين الفصل العنصري الظالم وكان جزاؤه السجن والحصار حيث منع من مغادرة مدينة جوهانسبورغ لمدة 6 أشهر، ما جعل الزعيم الإفريقي يفكّر ومجموعة من قادة الحزب في الانتقال من العمل السلمي إلى التخطيط لتشكيل خلايا سرّية للمقاومة، وبخاصة بعد مذبحة شاريفيل عام 1960 والتي أطلق فيها رجال الأمن النار على متظاهرين سلميين عزّل ليسقط منهم المئات بين قتيل وجريح وإقرار قوانين تحظر الأحزاب والمنظمات المناهضة لنظام الأبرتهايد.

في سنة 1962 رحل "نيلسون مانديلا" إلى الجزائر لترتيب دورات تدريبية لأفراد الجناح العسكري بالحزب، وبعد عودته تمّ القبض عليه وإيداعه السجن مدى الحياة، وكانت هذه هي اللحظة التي تحوّل فيها "مانديلا" من مناضل جنوب إفريقي إلى الرمز العالمي لمقاومة التمييز العنصري.
ولبث القائد في السجن أربع عقود ليطلق سراحه سنة 1990 بأمر من الرئيس فريديرك دي كليرك، وتبدأ الأسطورة في أجلى صورها، إذ بدأ في العمل على بناء دولة ديمقراطية حديثة، ويخوض حملة انتخابية ويفوز بأغلبية ساحقة ويصل إلى الرئاسة سنة 1994، وهي الفترة التي قضاها ليصلح بين أبناء جنوب أفريقيا ويعفو عن مسئولي النظام السابق شرط التوبة وإبداء الندم.

بعد نهاية فترة حكمه الأولى والتي دامت خمس سنوات، أبدى الرئيس مانديلا رغبته في التخلّي عن العمل السياسي المباشر بعد أن وضع قاطرة البلد على سكة المساواة وحقوق الإنسان وحطّ جنوب أفريقيا في قمّة الدول الأفريقية وكإحدى الدول الأكثر إحتراما وأخلاقية في العالم، وهو ما تجلّى في تنظيم جنوب أفريقيا لإحدى أهمّ المحطات الإعلامية الدولية بتنظيم كأس العالم لكرة القدم.

بعد تقاعده شارك الزعيم الإفريقي في عدة حملات ومظاهرات وحوارات حول حقوق الإنسان ومحاربة السيدا والشركات العملاقة وكذا مناصرته للقضايا الإنسانية العادلة كالقضية الفلسطينية والثورات العربية الأخيرة. حصل مانديلا على جوائز عالمية عرفانا بما قدّمه من مثال للإنسانية كجائزة "نوبل للسلام" وغيرها كما أن العالم بمختلف ألوانه السياسية والثقافية يكنّ له إحترامًا بالغًا فقد كان واحدًا من أهم رجالات القرن الأخير.
نيلسون روليهلاهلا مانديلا، مدرسة في الحرية والحكمة والثبات على الحقّ والابتسامة رغم الجراح.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.