- جمعة الشوان : الحكومة سبب التجسس لأن الشباب مش لاقى يأكل ولا يتجوز
- لجنة لدراسة دور العبادة الموحَّد، والتقدُّم بقانون الأحوال الشخصية لمجلس الشعب قريبًا
- "مرتضى منصور" يجمع توكيلات لإنشاء حزب "المصريين الشرفاء"
- غدًا وقفة احتجاجية للوفد أمام "ضريح سعد".. والمستبعدون يهددون باللجوء للقضاء
- وقفة أمام "المحامين" للتنديد بالهجمات على كنائس العراق.. و"الحريات" تطالب "مبارك" بحل مجلس الشعب
معهد القلب.. إدارة غائبة ومرضى يموتون
تحقيق: محمد زيان - الاقباط متحدون
شكاوى متكررة من معهد القلب ولا حياة لمن تنادي، فالمدير أغلق مكتبه في مواجهة استفسارات المرضى، الموظفون متعالون على المواطنين، لا توجد أسرة لاستيعاب الحالات الحرجة التي تستدعى تدخلاً جراحيًا عاجلاً و"الواسطة" تحكم كل شيء في هذا المعهد الذي لا يجد من يطبق عليه القانون، والمشكلة الكبرى هي عدم وجود صمامات بالمعهد.. وليذهب المرضى إلى الجحيم أو تقف حياتهم عند هذا الحد طالما أن الكرسي لم يهتز من تحت المدير "محمد مراد" ولم يستطع مسئول واحد أن يوجه له مجرد لوم على التقصير في حياة المصريين الذين أتعبهم طابور الانتظار فماتوا ويموتون على أبواب المعهد الموقر.
فلو حالفك الحظ ومررت بالصدفة من أمام معهد القلب بإمبابة فستلح عليك الرغبة في الاستماع لشكواهم حتى لو لم تكن من العاملين بمجال الإعلام، فسترى العجب العجاب وحكايات أغرب من الخيال، تشعرك بأننا نعيش في العصور المتأخرة من كلام المرضى الجالسين خارج المعهد في طابور الانتظار الطويل الذي يبدأ مع أول نفس وينتهي عند طلوع الروح... قمنا بجولة للتعرف على معاناة المواطنين فكان هذا التحقيق:
"سوء معاملة"
فكان لنا لقاء مع مصطفى محمود مريض، ويعاني من ضيق في الصمام الميترالي يحتاج لعملية تركيب صمام، يؤكد أنه يتردد على المعهد منذ أكثر من ثلاثة شهور ولم يتلقَ علاجه حتى الآن رغم أنه قد استخرج قرارًا للعلاج على نفقة الدولة وأنهى جميع الأوراق المطلوبة، إلا أن الموظفين بالمعهد يحولون دون وصوله إلى مرحلة تلقي العلاج بالمعهد، نظرًا للروتين القاتل الذي جعل طابور الانتظار بالمئات بل قد يصل في أحيان كثيرة إلى الآلاف، وهو الأمر الذي يجب على المسئولين تداركه وحله بأسرع ما يمكن نظرًا لأن هناك الكثير من المصريين يموتون في طابور الانتظار في ظل تجاهل المسئولين وعدم الاهتمام بالمرضى الذين تسوء حالتهم يومًا بعد يوم.
ويلفت مصطفى النظر إلى سوء المعاملة التي يتعرض لها المواطنون المترددون على معهد القلب لتلقي الرعاية العلاجية والحصول على خدمة إجراء عمليات جراحية في القلب بأنها غير آدمية بالمرة، الأمر الذي يجد معه المريض غياب ثقافة الحوار مع المريض والتفاهم معه، بل الغالب في كل الأحيان سيادة الصدام من جانب الموظفين والاستعلاء على المواطن الغلبان – بحسب قوله، ولذلك يجب على المسئولين التدخل لعودة النظام إلى داخل معهد القلب.
" طابور الانتظار"
أما أحمد عبد السميع، من محافظة المنيا وقد جاء إلى معهد القلب لتلقي العلاج وعمل عملية تغيير صمام في القلب، فيشير إلى خطورة الانتظار على صحة المرضى، حيث وصل طابور الانتظار بالمعهد إلى الآلاف من الحالات الحرجة التي تعاني من ضيق في الصمامات وتحتاج لعمليات عاجلة في الوقت الذي لا تولي إدارة المعهد أية أهمية للمواطنين، بل إن المواطن الذي يتقدم بشكوى للمدير لا يجد أية ردود عليها لأن الباب والسكرتيرة تحول بين المواطنين وبين المدير ولا يعبأ المدير بأن يكلف نفسه حل مشاكل المواطنين المتراكمة والتي تعد بالآلاف والتي تتفاقم يومًا بعد يوم.
ويشير أحمد إلى أن المريض الذي يذهب لمعهد القلب إما أن يترك نفسه لطابور الانتظار ليموت، أو يموت من سوء المعاملة داخل المعهد، وفي كلتا الحالتين فهو ميت حيث ينتظر المواطن كثيرًا ولا يجد أحدًا يحل له مشاكله أو يدله على الطريق الصحيح لحل مشاكله في ظل صعوبة الحصول على سرير للعلاج داخل المعهد والمدير لا يحل مشاكل الناس.
"غياب الصمامات"
ويكشف المواطن عادل متولي عن قضية في غاية الخطورة وهي غياب الصمامات من المعهد في الفترة الماضية، حيث ذهب لإجراء عملية تغيير الصمام الميترالي، إلا أنه فوجىء بالأطباء يخبرونه بعدم وجود صمامات بالمعهد على الرغم من أن المرض لا ينتظر ورغم المعاناة التي يعانيها المريض.
ويؤكد عادل أنه ذهب للمعهد أكثر من مرة بعد أن حدد الأطباء له موعدًا لإجراء العملية، فذهب ليستكمل إجراءات الحجز تمهيدًا لإجرا ء إلا أنهم أخبروه بعدم وجود أسرة لحجزه ولا صمامات في المعهد، وطلبوا منه الحضور بعد أسبوعين وما كان منه إلا أن سمع تعليماتهم وعاد بعد هذه الفترة، إلا انه فوجىء بنفس الرد "فوت علينا بعد أسبوع"، فأعاد الكرة وذهب في نفس الموعد الذي تم تحديده له فطلبوا منه أن يُحضر متبرعين بالدم ولما ذهب للتبرع، فوجىء برفض المعهد قبول التبرع منه لأنه لا يوجد سرير لحجزه.
ويتساءل عادل متولى: إذا كان المعهد يتعامل مع المصريين بهذا الشكل فمن المنتظر أن يموت آلاف المرضى على أبواب معهد القلب؟، ومن الذي يحاسب المسئولين وإدارةالمعهد على هذه الغطرسة والتقصير في حياة المواطنين؟
"المدير مرفوع"
ويشير محمد فتحي مريض وقادم من محافظة ببني سويف للعلاج بمعهد القلب جراء إصابته بمرض مزمن في القلب يستدعي إجراء عملية جراحية له، ويتردد على المعهد منذ أكثر من شهر لتلقي العلاج، إلا أنه يُفاجأ بالتأجيل كل أسبوع، وعندما يحاول الدخول للمدير الدكتور محمد مراد، يجد سكرتاريته وقد حالوا بينه وبين الدخول و"فوت علينا بكرة" حسب قوله، ناهيك عن سوء المعامملة التي يتعرض لها المواطن عند مجرد محاولته الدخول من باب المعهد حيث يجد المواطن عنفًا من أمن المعهد والموظفين وعدم القدرة على إتمام العلاج داخل المعهد، وكأن المدير بموظفيه في وادٍ، والمرضى في وادٍ آخر لا يجدون من يجبر خاطرهم ويسهل لهم تلقي العلاج.
"تعالي"
.أما مشكلة نقص الصمامات، فقد تكررت في المعهد بحسب الموظفة "س. ع. أ " التي شددت على عدم ذكر اسمها خشية الوقوع تحت مقصلة الإدارة المتحكمة والمتعالية في أحيان كثيرة كما تقول، لأن مدير المعهد يوحي للجميع بانه من أقرباء الوزير، وبالتالى فلن يستطيع أحد محاسبته أو حتى التجرأ على توجيه اللوم له، فالصمامات يتم استيرادها من الخارج ونظرًا لعدم إنهاء إجراءات الاستيراد منذ أسبوعين، فإن المعهد عانى من هذه المشكلة وبالفعل كان المترددون على المعهد لتركيب وتغيير الصمامات يواجهون من قِبل الإدارة بأن الصمامات غير موجودة.
أما عن السبب في التأخير وغياب الصمامات فهو أن الإدارة داخل المعهد تعتمد على أناس غير موثوق فيهم وتضع كل شيء في أيديهم في الوقت الذي لا يهتمون بإنهاء الإجراءات ويقصرون في إنهاء اجراءات الاستيراد.
"سكرتارية المدير"
اصطحبنا أحد الحالات وحاولنا الدخول للدكتور محمد مراد لنواجهة بمشاكل المرضى العالقة على أبواب مكتبه وفي رقبته إلى يوم الدين، فأوعز إلى سكرتيرته الشخصية "نهى" أنه مشغول ولا يستطيع مقابلة أحد، بل والأخطر من ذلك انه لم يكلف نفسه حتى معرفة نوعية هذه المشاكل والحوار حولها وطلب من السكرتارية أن تحلها هي ! .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :