CET 00:00:00 - 18/07/2014

كلمه ورد غطاها

بقلم : ماجد سمير
 
يحكى أن التاريخ شهد ارتكاب عدد من الخارجين عن قانون "ساكسونيا" المفعل بشدة في كل دروب دولة "عبث ستان" – وهو الاسم التاريخي والحركي للدولة العثمانية القابعة على ناصية مميزة في خريطة العالم - جريمة لايمكن السكوت عليها، الجناة تجرأوا وتخطوا كل الحدود و"قلعوا برقع الحياء" سمحوا لأنفسهم بتركيب شبابيك بدون اذن من الدولة، المالك الوحيد للشيش والزجاج وكذلك الألوميتال لأنها دولة ضد "المية ضد النار .. ضد الحشرة ضد الفار".. كما أن العصابة شديدة الخطورة على الأمن العام والخاص صارت لاتعرف خوف أو خشى وربما يصل بها التعالى والغرور إلى استخدام "شنكل" للشبابيك المذكورة، فيصعب على الحكومة غلق أو الفتح الشباك طبقا لخطها "الهمايوني" المقدس.
 
بعد سنوات من الخلل الأمني والعجز غير العادي وجدت الدولة العثمانية سببا وجيها بل ومناسبا كي تثبت للعالم بأسره بشرقه وغربه وشماله وجنوبه، أن داخليتها قد عادت إلى قوتها المعهودة وعهدها السابق من القوة والعنفوان.
 
ولإصلاح دورة المياه وفتح الشبابيك والأبواب، في تاريخ الامبراطورية العريقة قصص تشيب لها الرؤوس فمنذ قرون طويلة نجح "عثمان أفنظم" في الجلوس على كرسي الحكم وضم الدولة إلى الامبراطورية العثمانية وغَير ومن بعده أبناءه وأحفاده - خلال فترة الحكم التي امتدت لقرون طويلة - من هوية البلاد فبات كل مافيها يخضع لقانونه العجيب.
 
ويبدو أن "أفنظم" ومن تبعه في الحكم كانوا من المصابين بعقدة "المجاري" النفسية وهو نوع خطير جدا من أمراض الحكام النفسية التي لا يتم علاجها إلا بمنع أصلاح دورات المياة أو فتح شبابيك وأبواب في الكنائس، وترك حكام الامبراطورية العثمانية السياسة والاقتصاد والتعليم والصحة والجيوش والحروب وركزوا مع علاج عقدتهم بل وزادت وصفت العلاج باختراع مايسمى بالخط الهمايوني.
 
وظلت الأمور على هذا النهج الشرطة لايوجد لها أي اهتمام إلا القبض على من يرتكب جناية اصلاح دورة مياه أو فتح شباك لزوم التهوية بل شكلت الدولة العثمانية "عسس الصرف الصحي" كل وظيفتهم ابلاغ الوالي العثماني في "المخروسة" وربما السطان العثماني ذاته في الاستانة بجريمة تركيب بلاط في أرضية دورة مياه في كنيسة صغيرة في قرية قابعة في أطراف الولاية أو فتح "شُراعة" في باب أو "طاقة" في حائط في مكان ما.
 
وكانت نتيجة تفاني "عسس الصرف الصحي" خلال ساعات طويلة من عملهم المتواصل دور كبير وبارز في تمكن الدولة العثمانية من القضاء على المرض النفسي شديد الخطورة بل وباتت "عقدة المجاري" من التاريخ لاتذكر إلا مع السرد التاريخي "لعبث ستان".
 
والآن تعيش الدولة الصديقة الشقيقة  الرقيقة في نعيم ورخاء يحسد عليه ولم يعد من المنطقي أن يتم القبض على اشخاص بتهمة فتح شبابيك أو اصلاح دورة مياه كما أن الكل سواسية أمام القانون ولا فرق بين أي مواطن وآخر في دولة العدالة ولا يوجد أي أثر لعقدة المجاري.
 
•     من وحي  القبض على ثلاثة مسيحيين بقرية أدمو بالمنيا بتهمة تركيب أبواب وشبابيك بالكنيسة الانجيلية المشيخية بادمو واحتجازهم بنقطة الشرطة لعدة أيام.
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق