الأقباط متحدون - هل المسيح قال أنه هو الله؟
أخر تحديث ٠١:٥٧ | الثلاثاء ١٥ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٨ | العدد ٣٢٥١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل المسيح قال أنه هو الله؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بقلم: ليديا يؤانس

 
سألني صديقي المُسلم، لماذا تعبُدون المسيح وهُوّ لم يُصرح بألوهيته؟
 
بالتاكيد المسيحيين يؤمنون ان المسيح هُوّ الله،   وهُوّ ابن الله،   وهُوّ كلمة الله.   
الكتاب المقدس كلمة الله للبشرية،   وبما أن المسيح كلمة الله فهو إذن الكاتب للكتاب المقدس بروحه القدوس،   وبما أنه لا فرق بين الله وروحه وكلمته يبقي المسيح هُوّ الله.
 
 المسيح كلمة الله حتي بإعتراف القرآن فتقول سورة النساء (171) "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها إلي مريم وروح  منه ...."  أي أن القرآن يقول عنه أنه "رسول الله وكلمته"  أي كلمة الله وبما أنه ليس هناك فرق بين الشخص وكلمته،   أيضاً ليس هناك فرق بين الله وكلمته،   إذن المسيح هُوّ الله.
 
صديقي المُسلم تململ في جلسته وابتسم ولسان حاله يقول "هاتي مِنْ الآخر!" 
أنا أعلم ما يدور بداخله أنه يُريد نص صريح من المسيح قائلاً "أنا هُوّ الله!"  قلت له،  صبراً عزيزي كله جاي!
 
المسيح أحياناً كان يتكلم مِنْ خلال عبارات تترك المُستمع غير مُتأكد هل هُوّ يعني ما يقوله؟  وهذا ما كان يحدث في حواراته ومناقشاته  مع تلاميذه،   فكانت تجعلهم يقدحون رؤوسهم من بعض العبارات التي لا يستطيعون فهمها أو إستيعابها.
 
المسيح هو الإله الأزلي الذي تجسد وأصبح إنساناً مثلنا،  ولكن مازال هُوّ الله أي لآهوته لم يُفارق ناسوته،  ولذا في بعض الآيات يُلقب بإبن الإنسان مُشيراً إلي ناسوته،  وفي موضع آخر يُلقب بابن الله مُشيرا إلي لآهوته،  وليس هناك تناقض بين اللقبين لإن المسيح الأثنين معاً إله وإنسان.
 
قُلت لصديقي المسلم،  إبنك وهو مازال طفلاً  صغيراً تجد نفسك دائماً تقول له "أنا بابا" ..  "أنا أبوك"  ولكن عندما يكبر ليس من المعقول أن تقول له كل شويه أنا بابا لإنه أصبح عارفاً أن أنت أبوه وأنك رب الأسرة.  
كذلك الله في العهد القديم وكانت البشرية مثل طفل صغير لا تعرف شيئاً عن الإلهيات،  فكان الله دائماً يذكرهم بأنه هُوّ الله،  كقوله مثلاً أنا الرب إلهكُم!    ولكن في وقت مجئ المسيح لم تكن البشرية في إحتياج لأن يعلن الله عن ذاته باللفظ فقط،  بل أيضاً ضمنياً.
 
المسيح محور الكتاب المقدس، ولذا لا تخلو صفحة من صفحات الكتاب المُقدس مِنْ الحديث عن المسيح سواء في شكل عبارات صريحة قالها المسيح في فترة تواجده علي الأرض،   أو نبوات،  أو رموز،  أو ضمنياً كأن ينسب المسيح لنفسه صفات الله،  أو عمل الأعمال التي يعملها الله. 
 
ولذا سوف أقدم الأدلة علي لاهوت المسيح بشكل موجز وليس تفصيلي نظراً لأن الموضوع مقالة وليس دراسة أكاديمية.
 
أولاًً:  الإعلان الصريح للمسيح بأنه هو الله – إقرأ (متي 32:22 ؛ مرقس 26:12) حينما رد علي جماعة الصدوقيين، فقال "أنا إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب ليس الله إله أموات بل إله أحياء."
لا يستطيع إنسان أو نبي أو ملاك أن يقول أنه إله!   وبما أن المسيح إله هؤلاء فهو أيضاً إله الكُل والكون كله،  أي أنه هُوّ الله وقالها صراحة "أنا إله".
 
 
ثانياً:  الأنبياء تنبأوا عن ناسوت المسيح أي المسيح ابن الإنسان،  فيقول (أشعياء 14:7) "ولكن يُعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد إبناً وتدعو اسمه عمانوئيل."  
وتكلم أيضاً عن وضع المسيح كإنسان والمهمة التي تجسد خصيصاً لأجلها فيقول "مُحتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ... لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ... وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا ... والرب وضع عليه إثم جميعنا ... ظُُلم ... ولم يفتح فاه كشاه تُساق إلي الذبح ..." (أشعياء 53: 3-7).
 
الأنبياء تنبأوا أيضاً عن لاهوت المسيح، "لأنه يُولد لنا ولد ونُعطي إبناً وتكون الرئاسة على كتفه ويُدعي اسمه عجيباً مُشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام.  لنمو رياسته وللسلام لا نهاية ...." (أشعياء 9: 6-7).        
 
 
ثالثاً: المسيح له نفس صفات الله فنجد الآتي:
المسيح كُلي الوجود – يقول في (متي 20:18) "لأنه حينما إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي أكون في وسطهم." وأيضاً (28:20) "وعلموهم جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام وإلي إنقضاء الدهر آمين."
المسيح يقول "أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر علي كل شئ" (رؤيا 8:1).  وقال أيضاً "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (متي 35:24). وقال أيضاً "الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يوحنا 58:8).
الإنسان ممكن يكون موجود أمس واليوم وغداً ولكن إلي إنقضاء الدهر!  ومن قبل تكوين العالم!   فهذه لا تنطبق إلا علي الله فقط،  ومعني ذلك أن المسيح هُوّ الله.
 
المسيح العالم بكل شئ –  فيقول "كل شئ قد دفع إلي من أبي وليس أحد يعرف الإبن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الإبن...." (متي 27:11)
 
المسيح كُلي السُلطة – (فيلبي 21:3) "الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون علي صورة جسد مجده بحسب عمل إستطاعته أن يخضع لنفسه كل شئ."
 
المسيح ثابت وغير مُتغير – (عبرانيين 8:13) " يسوع المسيح هُوّهُوّ أمساً واليوم وإلي الأبد."
 
المسيح ذو السلطان -  (متي 18:28) "... وكلمهم قائلاً دفع إلي كل سلطان في السماء وعلي الأرض."
 
المسيح مُمجد من قبل إنشاء العالم – (يوحنا 5:17) "والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم."
 
المسيح نسب لنفسه خصائص وصفات لا تنطبق إلا علي الله فقط،  إسمعه يقول "أنا هُوّ خبز الحياة" – "أنا هُوّ نور العالم"  -  "أنا هُوّ القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا"  - "أنا هُوّ الطريق والحق والحياة" -  "أنا في الآب والآب فيّ"  -  "من رآني فقد رأي الآب"  -- "أنا هُوّ الفاحص القلوب والكلي وسأعطي كل واحد بحسب أعماله"  - "من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي."
 
إذا كانت كل هذه الصفات والخصائص لا تنطبق إلا علي الله وفي نفس الوقت تنطبق علي المسيح أليس ذلك معناه أن المسيح هُوّ الله!
 
 
رابعاً: المسيح يعمل الأعمال التي يعملها الله،  وهل يستطيع إنسان أو نبي أو ملاك أن يعمل أعمال الله؟   فإذا عمل المسيح ما يعمله الله،  إذن المسيح هُوّ الله من خلال أعماله:
 
المسيح خالق كل شئ - يقول (يوحنا 1: 1-3) "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.  هذا كان في البدء عند الله كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان."
أيضاً تقول الكلمة الإلهية "الذي هو صورة الله غير المنظور ... فأنه فيه خلق الكُل ما في السموات وما علي الأرض ما يري وما لا يري .... الذي هو قبل كل شي وفيه يقوم الكل" (كولوسي 1: 15-17).
 
المسيح  يُقيم الأموات -   (يوحنا 21:5) "لأنه كما الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضاً يحيي من يشاء لأن الآب لا يدين بل أعطي كل الدينونة للإبن."
أي أن المسيح يُحيي الموتي وأيضاً ديان العالم كله.
أنه ديان العالم حتي بشهادة نبي الإسلام كما هو مذكور بالحديث "عن أبي هريرة قال صلعم والذي نفسي بيده ليوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عادلاً وإماماً مقسطاً..."
الله وحده هو الديان،  وبما أن المسيح هُوّ الذي سيُدين العالم،  إذن المسيح هُوّ الله.
 
المسيح غافر الخطايا – (مرقس 10:2) "ولكن لكي تعلموا ان لابن الإنسان سلطاناً .. ان يغفر الخطايا."
سمعنا بعض الأنبياء يطلبون المغفرة لأنفسهم ولشعوبهم!  ولكن واحداً فقط هو المسيح الذي قال "مغفورة لكم خطاياكم" وقال "من منكم يُبكتني علي خطية."  
مغفرة الخطايا لا يقوم بها إلا الله،   وإذا كان المسيح لديه سلطان مغفرة الخطايا إذن هُوّ الله. 
 
أصدقائي وأحبائي غير المسيحيين،  أقول لكُم:  لا يستطيع أحد أن يقول أن المسيح رب إلا بالروح القدس!  

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter