الأقباط متحدون - من وراء اختطاف الأقباط فى الصعيد؟
أخر تحديث ٢٣:٢٣ | الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣٢٤٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

من وراء اختطاف الأقباط فى الصعيد؟

اختطاف ـ ارشيفية
اختطاف ـ ارشيفية

تزايدت بشكل كبير حالات الاختطاف بالصعيد وخصوصًا بين الأقباط الذين تحولوا إلى صيد ثمين لعصابات الإجرام والمسجلين خطر طمعا فى الفدية التى يدفعها ذوى المجنى عليهم خوفًا على حياة أبناءهم فى غياب كامل للأمن.

كانت المفاجأة، ما كشفه خبراء الأمن من تورط عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وخلاياها النائمة بالصعيد بارتكاب مثل هذه الجرائم والحصول على الفدية لتوفير الأموال التى يستخدموها فى تمويل المظاهرات، وشراء الأسلحة والمواد المستخدمة فى تصنيع المتفجرات.

سادت حالة من الغضب بين أبناء الصعيد مسلمين وأقباط بسبب تكرار هذه الحوادث خلال الفترة الأخيرة وسط تراخى الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية فى التصدى لهذه الظاهرة والعمل على حلها كما ساد الغضب بين منظمات حقوق الإنسان والمنظمات التى تهتم بشأن أبناء الصعيد من المسلمين والأقباط وتعددت علامات الاستفهام وسط تراخى الأجهزة الأمنية.



وكشفت إحصائية حديثة، صادرة عن منظمة ماسبيرو لحقوق الإنسان والتنمية، عن وقوع 150 حالة اختطاف للأقباط مقابل الفدية، طوال العام الماضى، قُتل خلالها 9 منهم، فيما قالت أبرشية المنيا للأقباط الأرثوذكس إن نصيب المنيا من حالات الاختطاف مقابل دفع الفدية وصل إلى 100حالة فى الشهور الماضية، بسبب التقصير الأمنى من الشرطة، التى تتخاذل عن تعقُّب المتهمين وفرض هيبتها، لافتة إلى أن المنيا تأتى فى المرتبة الأولى فى حالات الخطف، وتليها محافظة قنا، الأمر الذى دفع الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادى، لعقد مؤتمر صحفى لعرض إحصائية عن اختطاف الأقباط فى المحافظة.



وقال رامى كامل، رئيس منظمة ماسبيرو لحقوق الإنسان والتنمية، إن منظمته رصدت على مدار العام الماضى وقوع 150 حالة اختطاف للأقباط، وشهد شهر يناير 15 اختطافاً واختفاء، بينهم 6 أطفال تحت 18 سنة، و5 قبطيات، وشهر فبراير 19 حالة، بينهم 12 طفلاً تحت 18 سنة، ومارس 14 حالة، بينهم 5 أطفال وامرأتان، وأبريل 14 حالة، بينهم 4 أطفال و8 نساء، ومايو 13 حالة، بينهم 4 نساء و8 أطفال، انتهت بقتل 3 منهم، ويونيو 16 حالة، بينهم 7 أطفال و7 نساء تم اختطاف حالتين منهم من الشارع، ويوليو 12 حالة، بينهم طفل واحد و3 نساء، وأغسطس 22 حالة، قُتل اثنان منهم. وسبتمبر 13 حالة اختفاء واختطاف، قُتلت حالة منهم أثناء اختطافها، وبينهم طفلان و3 نساء، وشهد أكتوبر اختطاف واختفاء 22 حالة، بينهم 8 أطفال وامرأة، ونوفمبر 19 حالة، انتهت اثنتان منهم بالقتل، وبينهم 5 أطفال وامرأة. وشهد ديسمبر 12 حالة، بينهم حالة قتل وطفل و3 نساء.



وكشف أبرام لويس، مؤسس رابطة الاختطاف والاختفاء القسرى للأقباط، أن الرابطة رصدت ما يقرب من 500 حالة اختطاف للأقباط من بعد ثورة 25 يناير حتى الآن، وأضاف لويس: (أغلب جرائم اختطاف الأقباط من أجل المال تتركز بمحافظة المنيا).

وأوضح لويس أنه بعد تولى الرئيس المعزول الحكم، زادت وتيرة عمليات الاختطاف التى تعرّض لها الأقباط، واستمر الأمر عقب ثورة 30 يونيو.

وكشف ائتلاف أقباط مصر، أن الجماعات الإجرامية استباحت اختطاف الأقباط في وضح النهار ومن أماكن عامة، متحدية بذلك قدرة الشرطة في ضبط السيطرة على الوضع الأمني وخصوصًا فى محافظات الصعيد ورصد الائتلاف بمحافظة قنا فقط 3 قتلى 47 حالة اختطاف و11 محاولة اختطاف فاشلة، و11 تهديدا بالاختطاف، خلاف الذى لم يرصد من سطو على أراضى ومنازل.

وقالت ناهد فاوق شاروبيم، منسق ائتلاف أقباط مصر بقنا، إن ظاهرة الأختطاف للاقباط تمثل خطرا حقيقيا على المواطنين بنجع حمادى، والذين استغاثوا منها طيلة السنوات الماضية دون استجابة من أحد، مما أدى إلى تصاعدها بشكل ملحوظ، وبلغ عدد المخطوفين 72 حالة، ولاسيما المبالغ الطائلة التى دفعت فدية لعودة بعض المختطفين والتى تقدر بـ7 ملايين جنيه.

وتساءلت لماذا لم يتم ضبط المجرمين ومحاكمتهم والى متى سوف يظل أقباط نجع حمادى يعيشون في خوف وقلق مهددين بشبح الخطف ؟ولما يظل الأقباط دائما هم المستهدفون ؟ وماهى وظيفة الأمن الذي يعجز عن تأمين البلاد؟ وكشفت إن هناك أحد المختطفين ويدعى ملاك زغلول 34سنة، واختطف من محله بوضح النهار بالتزامن مع ذكرى ثورة 30 يونيو، على مرأى ومسمع الجميع.



وسرد الائتلاف عددا من حالات الاختطاف بقنا منهاعفت بشاى متاؤوس نجل صاحب مزرعة دواجن بنجع حمادى واختطف فى 7 أغسطس عام 2012، بيشوى توما نجيب جرجس، 27 عاما مهندس 26 مايو 2012، واختطاف وتعذيب الفريد صموئيل عبد المسيح27 عامًا يوم 16 مايو2012، حازم رمزى شنودة، 52 سنة رجل أعمال أختطف 13 مايو 2012، أختطاف طبيب كمال لبيب قندس، 45 عامًا 28 أبريل 2012، أختطاف فام رميس عزيز شاويش طالب بالصف الثانى الإعدادى يوم 26 أبريل 2012 .

وزاد الائتلاف: (حالات الاختطاف منها الطفل مارك طلعت فوزى شنودة بالصف السادس الابتدائى يوم 27 مارس 2012، حيث اعترضه 4 ملثمين الطريق ودفع والده فدية 400 ألف جنيه، ومحاولة اختطاف أدت إلى مقتل تاجرًا ونجله وهما معوض أسعد، 55 عامًا تاجر أسمنت ونجله أسعد معوض أسعد، 25 عامًا مهندس حيث لقيا مصرعهما بقرية بهجورة يوم 27 يناير 2012).

ويستعرض حالات الاختطاف أيضًا لعام 2012 ومنها اختطاف جرجس عطية تاجر غلال قرية العباديه التابعة لمركز نجع حمادى يوم 8 يناير2012 حال مرورة على الطريق السريع وطالبوا الخاطفين مبالغ طائلة من الفدية، مما دفع الأهالي لقطع الطرق الغربى احتجاجًا على تكرار حوادث الاختطاف.

وتعتبر قرية حسن باشا بمحافظة المنيا، التى توجد بها أعلى نسبة من الأقباط فى المحافظة، أكثر بؤر الاختطاف فى الصعيد، وقد شهدت على مدار الشهور الماضية عدداً من حالات الاختطاف، أبرزها هانى سيدهم، وهو دكتور صيدلى تم اختطافه لمدة 48 ساعة، تعرّض خلالها إلى أبشع أنواع التعذيب والتنكيل قبل إطلاق سراحه عقب دفع أسرته فدية قدرها 300 ألف جنيه وهناك ممدوح إسكندر، ويعمل كاتباً بالوحدة الصحية بالقرية، وظل مختطفاً لمدة 6 أيام، تعرّض خلالها للضرب، ومُنع عنه الطعام والشراب، وكاد يموت قبل أن تنقذه أسرته وتدفع للخاطفين 50 ألفاً لإطلاق سراحه. كما تم اختطاف مدحت عطا مرقس، وهو طبيب بشرى يعمل بالقرية.

وحكى (مرقس) كواليس اختطافه قائلًا: فوجئت فى شهر فبراير الماضى عقب انتهاء عملى بالعيادة فى قرية حسن باشا، وخلال عودتى إلى محل سكنى فى المنيا، بـ5 مسلحين يقطعون الطريق أمامى، وعندما توقفت بسيارتى لاستبيان الأمر فوجئت بهم يعتدون على مؤخرة رأسى بـ(دبشك) البندقية، ويسحلوننى فى الأرض قبل أن يضعونى فى الكرسى الخلفى لسيارتى، التى انطلقوا بها وهم واضعون غمامة على عينى فى الطريق الجبلى للقرية، واستمروا مدة ساعة ونصف الساعة فى ذلك الطريق، قبل أن يصلوا إلى عشة فوق مدافن إحدى القرى، وهناك أنزلونى من السيارة، وقيدونى وسرقوا كل متعلقاتى الشخصية، وطلبوا منى أموالاً مقابل إطلاق سراحى، فطلبت الاتصال بزوجتى، وكلمها الخاطفون وطلبوا منها فى البداية فدية نصف مليون جنيه قبل أن تتفاوض معهم لتصل إلى 100 ألف، تم تسليمها للخاطفين بنفس الطريقة السينمائية التى نشاهدها فى الأفلام حتى يتأكدوا من أن الشرطة لا تراقبهم، وبعد 30 ساعة من الاختطاف تم إطلاق سراحى، وأرسل أهالى سمالوط فى المنيا استغاثة إلى القيادات الأمنية والحكومة لإنقاذهم من عصابات الاختطاف المنتشرة بالمركز، الذين يعملون بتواطؤ من رجال الشرطة بسمالوط.

ومن ضمن الأشخاص الذين لقوا مثل تلك التهديدات عيسى سعيد، تاجر أخشاب (قرية حسن باشا)، ودفع 100 ألف جنيه، ورأفت يعقوب متّى، تاجر غلال (قرية حسن باشا)، دفع 27 ألف جنيه، وجابر ملاك، محامٍ (قرية طحا)، دفع 140 ألف جنيه، ومجيد عطية صالح، تاجر بصل (عزبة نخلة)، دفع 17 ألف جنيه.



من جانبه،قال اللواء فاروق حمدان الخبير الأمنى ومدير أمن المنيا السابق، إن حالات الاختطاف التى انتشرت موخرا فى الصعيد ليست قصورا أمنيا فقط والكثير منها يرجع الى خصومات بين العائلات والأفراد معظمها نتيجة استحقاقات وخلافات مالية بينهم.

وكشف فاروق أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تتابع البؤر الإجرامية التى يشتهر عنها الاشتغال بهذا النشاط الإجرامى بمحافظات الصعيد وأن بعض الحالات تتم للمسيحيين ودائما يكون وراءها أشقياء يعملون لجماعة الإرهابية لتوفير الدعم المادى للصرف على مظاهرات واحتجاجات الجماعة التى تقوم بها.

أوضح أنه وموخرا تم القضاء على البؤر الإجرامية المتخصصة فى جرائم الخطف الموجودة فى جزيرة طما المواجهة للعتنامة والتى نتج عن المداهمة والقبض على هؤلاء الأشقياء، ونتج عن الاقتحام استشهاد مدير فرع البحث الجنائى التابع للأمن العام بمحافظة سوهاج.

وأكد حمدان أن الظاهرة بدأت تختفى نظرا للخطط الأمنية والأكمنة الثابتة والتحركة على الطرق الزراعية وتشديد القرابة والمتابعة لللاخلايا النائمة لجماعة الإخوان الإرهابية.

فى حين قال اللواء محمد عبد الفتاح محمد الخبير الأمنى، إن حالات اختطاف المسحيين فى الصعيد مشكلة كبيرة حيث يستغل عصابة الإجرام ثراء المسحيين بالوجه القبلى ويقومون باختطاف أبنائهم وطلب فدية كبيرة ويسدد الأهالى، خوفًا على حياة الضحايا وضرب مثلا بما يحدث بنجع حمادى من خوف أهالى المجنى عليهم من إبلاغ الشرطة.

ووضع عبد الفتاح روشتة سريعة للقضاء على الظاهرة تلخصت فى 4 حلول منها المواجهة عن طريق حلول أمنية و اجتماعية وثقافية وإعلامية.

وكشف أن عصابات الاختطاف تقوم فى البداية بجمع المعلومات عن الضحية قبل ارتكابها للجريمة وشدد على ضرورة تكثيف التواجد الأمنى وانتشار مرشدين المباحث بشكل كبير لسرعة التدخل ومنع الجرائم.



وكشف عبدالفتاح ان خطورة حالات الاختطاف تتمثل فى حالات الاختطاف العائلى، حيث أحيانا يكون المتهم قريب المجنى عليه ومتابع لما يحدث وهو ما يمثل خطورة على حياة الضحية.

وطالب بضرورة أن يتم توعية أهالى الضحايا أو المجنى عليهم ولا بد من مراعاة الثقافة العامة للبلد، وشدد على ضرورة أن يركز وزير الداخلية فى مهام عمله ويراعى أن تكرار ظهوره وتحركه فى الشوارع يقلل هيبته وشخصيته بين مساعديه والضباط حيث يتحول من تكرار تجواله لشخص عادى وهو دور مديرى الأمن فقط وأن يكون تحرك الوزير مدروس جيدا وله هيبة.
وكشف عبدالفتاح أن الأمن العام لديه إحصائيات ثانوية عن جميع حوادث الاختطاف وخاصة استهداف المسيحيين لأن أكثرهم أغنياء وينتمون إلى عائلات ثرية بالصعيد، ويخافون على الضحايا ويدفعون الفدية.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.