بقلم : أنطوني ولسن / أستراليا
سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية كان الله في عونك .
لبيت نداء الشعب المصري وقبلت الترشح للرئاسة . وقبلها نفذت أوامر الشعب عندما أعلن الجميع بنسبة كبيرة التمرد على حكم الأخوان . فكنت أنت من حمل رأسه فوق كفه وواجه الأمور بكل شجاعة وتحركت في 3 / 7 / 2013 وحسمت الأمر وأنهيت حكم أعداء مصر ، مع الأسف من المصريين . وأعني بهم جماعة الأخوان ومن على شاكلتهم .
شاركك الشعب وأيد تكوين حكومة إنتقالية يترأسها رئيس جمهورية مؤقت لحين الأعلان عن إنتخابات حره نزيهه .
شعر الشعب المصري بالمسؤلية الملقاة على عاتق الرئيس المؤقت والحكومة المؤقته وأستبشروا خيرا .
حدث ما حدث ووصلنا إلى نقطة الأنتقال من حكم وحكومة مؤقته إلى حكم منتخب من الشعب وحكومة عيَّنَها وأختارها الرئيس المنتخب الذي هو سيادتكم الرئيس عبد الفتاح السيسي . وكان يوم تنصيبكم عُرس مصر والشعب المصري والعالم الحر العربي منه والغربي .
كنت صريحا مع العالم والشعب المصري . لم تعد بعهود ستحققها . لكنك وعدت بالعمل الشاق المضني إن كان على مستوى الرئاسة أو الحكومة أو أيضا الشعب لأن الطريق وعر وشاق ويحتاج إلى ضم الجهود لتبدأ مصر طريق النهضة والإصلاح لما أفسدته أيام حكام سبقوك . هلل الشعب وفرح وخرجت المرأة المصرية عن المألوف لها وأثبتت قدرتها على الوقوف والتصدي للجماعات التكفيرية وغيرها من جماعات الهدم ولم تأبه لما قد تتعرض له من أتباع الأخوان وغيرهم من أتباع الشيطان . التاريخ لن ينسى ذلك للمرأة المصرية التي همشوها في حجاب ونقاب وأعادوها إلى عصر الحريم والإيماء ولا حرية لها بل عليها أن تطيع " سي السيد " .
سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأت عملك الشاق بالألتحام بالشعب في ماراثون
الدراجات لتشجع على إستخدام الدراجات لتوفير الوقود .
كنت قويا وشجاعا عندما طالبت من الشعب المصري أينما تواجدوا في أي مكان على وجه الأرض بالمساهمة بالتبرع من أجل الخروج من عنق الزجاجة الذي وضعنا فيه الحكم الغابر وكثرة ديون مصر . لبى من لبى ، وعجز من عجز عن المساهمة المادية ولم يكن أمامكم سوى طريق الصراحة التي عاهدت به الشعب وتم إرتفاع الأسعار إن كان في المحروقات " بنزين وسولار وما شابه " أو في الدعم الذي قررت الحكومة رفعة والذي تسبب في سخط الطبقات الفقيرة من رفعه وحرمانها منه .
الغاضبون من الشعب على هذا التصرف إن كان في إرتفاع الأسعار أو في رفع الدعم عن الفقراء والمحتاجين منهم لابد وأن تعمل الحكومة على شرح الوضع المالي الحالي والضيقة الحقيقية التي تواجهها مصر والشعب المصري .
لكن مما لا شك فيه أن الدعم مهم لفئات كثيرة من الشعب المصري . مع الأسف الدعم لم يكن يخدم الفئات الفقيرة بقدر ما كان يخدم آخرين يستحوذون على الدعم لصالحهم .
طالبت من الشعب العمل الجاد وعدم التكاسل والأستيقاظ مبكرا وأن نكد ونتعب ونعرق حتى يمكننا مواجهة كل الضغوط التي تواجه مصر سواء في الداخل أو الخارج . وهذا المطلب هام جدا لكن .. وآه من لكن هذه .
سيادة الرئيس .. النسبة الكبيرة من الشعب المصري من الفقراء ومن هم تحت خط الفقر ولم يلتفت إليهم أحد لا عبد الناصر ولا من أتوا بعده . إن كان عبدالناصر قد منح الفلاح 5 أفدنة وظننا أنه فعل خيرا . مع الأسف كانت نظرية خاطئة . لأن الفلاح لم يستفد من إمتلاكه 5 أفدنة هو مجبر أن يأخذ كل ما تحتاجه الأرض من الحكومة ، ومجبر على زرع ما تريده الحكومة ، ومجبر على بيع محصوله إلى الحكومة بالسعر الذي تفرضه عليه الحكومة . فيجد نفسه مديونا للحكومة .
من إستطاع أن يصمد من الفلاحين ويعيش دون تغير يذكر في تحسين حاله . وجد بغيته في عهد مبارك في شراء الأراضي الزراعية من الفلاحين وتحويلها إلى سكنات وعمارات يستفيد منها أصحاب الأموال ويزداد غناهم . ولا أحد يعرف أين ذهبت تلك الأموال ومن المستفيد منها . من الطبيعي ليس فقراء مصر .
لذا أتفق مع كل من نادى بالأهتمام بالزراعة وإعادتها ليس فقط لسالف عهدها من السماح بإمتلاك الأراضي الزراعية ، إنما نبدأ بالأهتمام بالفلاح نفسه ونطور أدوات الزراعة التي من أيام الفراعنة إلى أحدث الأدوات مع تدريب الشباب على كيفية إستخدامها . كذلك لابد من تحديد أجر شهري يساعد الفلاح على المعيشة مع تحسين السكن وتوفير مصحات العلاج إن كان على شكل مستشفيات أو مراكز علاج .
أما عن أصحاب الأراضي ننسى تماما كلمة إقطاعين وهذا الهبل . لأن صاحب الأرض إذا خضع لقوانين زراعية ووافق عليها مع قوانين أجر وحقوق الفلاح ، نكون قد وضعنا أقدامنا على أول طريق الألف ميل لتطوير الزراعة .
مما لا شك فيه المياه اللازمة والضرورية للزراعة والحياة مصر مهدده بسد النهضة الأثيوبي . عندي أمل من نجاح إتصالاتكم بالمسؤلين في أثيوبيا حول حق مصر في نسبتها المتفق عليها دوليا . سيادة الرئيس أنتم لستم الأخوان مصر لا تهمكم لأنكم أحد أبناء مصر الكثيرين والذين يعدون بالملايين قلوبكم عامرة بحب مصر ولا مكان لكم غير مصر ، ولا تريدون غير مصر بديلا . من المؤكد أن الله سيقف إلى جانبكم وكل محب لمصر سيبذل قصارى جهده لأخذ مصر إلى طريق التقدم والأزدهار .
الطبقة الوسطى التي تعتبر رمانة الميزان في أي مجتمع قد أصبحت نسبة كبيرة منها تحت خط الفقر . وهذا مؤشر غير صحي لأقتصاد مصر . فما العمل لأعادة هذه الطبقة المتوسطة إلى سالف عهدها ؟
سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الطبقة المتوسطة هي الطبقة الكادة والعاملة وهي التي بيدها رفع مستوى المعيشة في مصر . لأنها طبقة جربت الحياة ولم يولد أباؤها وفي فمهم معلقة من ذهب ، لكنهم تعلموا ونجحوا ولم ينتبه إليهم أحد وقلائل منهم وجدوا عملا ، والباقون يتسكعون في الشوارع وعلى المقاهي وربما ينحرف البعض منهم لأنه يريد أن يعيش عيشة على الأقل تغنيه عن سؤال اللئيم أو الجريمة . فهل تعمل الدولة على الأخذ بيد هؤلاء الشباب وتساعدهم على البحث عن عمل شريف في الزراعة أو الصناعة أو الألتحاق بفروع القوات المسلحة والشرطة وتخريج أفواج جديدة لم تدنس بسموم الأخوان وغيرهم من الذين لا يهتمون بمصر ومصلحة الشعب المصري .
الخطوات التي إتخذتموها سيادتكم بارك الله فيها . لقد إنتهى عهد التراخي والكسل. من أغرب الأشياء الملحوظة على المصريين سهرهم طوال الليل ونومهم معظم أوقات النهار . وهذا يشكل مشكلة حقيقية في نهضة مصر . فما العمل !. عن نفسي لا أعرف غير من لا يعمل لا يستحق " الأكل " . وهذا صعب بدون شك . لكن يجب إيجاد حل لـ " تنابلة السلطان " .
سيادة الرئيس مصر تواجه الأفلاس .. مصر يريدون " جر رجلها في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل " . مازالت جيوب الأخوان تمارس نشاطها ضد مصر . لا توجد أحزاب جادة تعمل من أجل صالح مصر . جميعهم يبحثون عن مراكز لهم يستغلونها لمصالحهم فقط أو يحققون مركزا مرموقا كأعضاء في البرلمان الذي أتمنى أن لا يتم إنتخاب هذا البرلمان إلى حين إستقرار الأمور الأقتصادية والأمنية وينهض الشعب ويبدأ المصري يذوق طعم العمل . لأن طعم العمل له مذاق خاص لا يعرف قيمته غير من واجه الحياة بالعمل والأمانة وحب الوطن .
سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حملك ثقيل جدا ياريس ، أعانك الله عليه ويعين كل من يؤمن بما تؤمن به من أجل أم الدنيا مصر.
تحيا مصر .