السبت ١٢ يوليو ٢٠١٤ -
١٣:
٠١ م +02:00 EET
كنيسة الرسل مرجعية للكنيسة القبطية حتى اليوم
عرض/ سامية عياد
المحبة ، الرحمة ، الأبدية ، ثلاثة أهداف سعت الكنيسة الأولى الى تحقيقها ، كنيسة الآباء الرسل التى اتسمت بالعديد من السمات مازالت تعيش عليها الكنيسة حتى اليوم.
يقول قداسة البابا تواضروس الثانى ، كنيسة الرسل تميزت بعدة سمات نحتاج بإستمرار أن نراجع أنفسنا عليها ، أول سمة أنها سلمت اختبار القيامة للأجيال ، فالرسل قدموا شهادتهم أن المسيح قد قام بالحقيقة وهذه الشهادة كانت بالعيان فقد عاشوها بالجسد ، وسلموا للأجيال ما رأوه بالعيان ، كان عملهم أن ينقلوا هذه الشهادة بأن المسيح الذى صلب ومات قد قام ، كما أن الرسل نالوا قوة من الأعالى ، فقوة الروح القدس أكملت فيهم كل ضعف ، وألهب روح الله قلوبهم ، فلم يتحركوا بشخصياتهم أو بإمكانيتهم أو حتى بخبراتهم ، بل تحركوا وكرزوا وخدموا وهم يحملون قوة عمل الروح القدس فى حياتهم.
ايضا الله أعطاهم السلطان أن يصنعوا آيات وعجائب ومعجزات ، وأن يدسوا الحيات والعقارب ، وكل قوة العدو ، هذه المعجزات كانت لكى تؤيد الكلمة التى كانوا يكرزون بها ، وعندما كانت تتم المعجزة كانوا لا ينسبونها الى أنفسهم ، بل لنعمة الله ، وكانوا يكرزون بالإنجيل لأنه البشارة المفرحة، كما أن الرسل أسسوا الكنائس فى كل مكان وكان التأسيس ليس مبانى فقط بل كان التأسيس أولا بمجموع المؤمنين الذين يؤمنون باسم المسيح ، وكان المجتمع المسيحى الأول يعيش بهدف المحبة التى ذكرها التلاميذ بأشكال كثيرة مثل قول القديس بولس الرسول "المحبة لا تسقط أبدا" ، وقوله "محبة المسيح تحصرنا".
لقد عاش الرسل حياة المحبة ، محبتهم لله التى حركتهم وجعلتهم يخدمون ، ومحبتهم لبعضهم التى جعلتهم ينجحون ، ومحبتهم لمن يخدمون التى جعلت لهم نصيب فى السماء وهذه هى المحبة الثلاثية ، التى هى رأس مال الكنيسة الرسولية ، ايضا بالمحبة استطاعت الكنيسة الأولى أن تمارس أعمال الرحمة ، وأن تقدمها فى كل الصور، ولذلك لابد أن نترجم محبتنا الى أعمال الرحمة فى كل نطاق الذى لابد أن نقدمها باسم المسيح ، وكان هدف الرسل من هذه الأعمال هو أن يكون لهم نصيب فى السماء .
فهل من معنى لحياة إنسان يعيش على الأرض طولا وعرضا ويصنع ما يريده ، دون أن يفكر أن يكون له نصيب فى السماء؟ أهم شىء أن يفكر الإنسان فى أبديته.