منذ زمن بعيد، وتم القطع بأن حماس صنيعة إسرائيلية، ودعك من كل ما تفعله حماس من ادعاء المقاومة، فلم تقاوم حماس بنفسها قط إسرائيل بل كانت فقط تأوي مقاومين لها، حماس هي التي وقعت بإشراف الجماعة الأم – جماعة الإخوان- في عهد المعزول مرسي هدنة مع إسرائيل تتعهد فيها بوقف العمليات الإرهابية. واليوم،

 

غزة تحت حكومة حماس تتورط في حرب مع إسرائيل، إسرائيل تقصف حماس قصفاً من خلال الغارات الجوية المتلاحقة، يموت مدنيين كما تصفهم حماس، والسؤال، هل إسرائيل تقصف حقاً مدنيين؟ أم أن حماس تخبئ بين المدنيين أسلحة ومقاومين!؟.

 

على كل حال هذا ليس موضوعي، أن أبحث في شرف إسرائيل ونزاهة حماس، فكلاهما عندي بعيدين تماماً عن المحك، فلا إسرائيل شريفة ولا حماس نزيهة، فكلاهما يمارسان السياسة، والسياسة ليس بها هذا ولا ذاك، كل ما في الموضوع أن إسرائيل ترفض أن تتفاوض مع حكومة وحدة وطنية وائتلاف بين حماس وفتح تلك الحكومة التي كانت قد أوشكت على أن تتم لولا اختطاف حماس لبعض رجال فتح، ولولا المأساة الغزاوية الجارية، حدث اختطاف لثلاث إسرائيليين بعد تصريح نتنياهو بأنه لن يستكمل مفاوضات السلام مع حكومة فلسطينينة متآلفة، فهل نفذت حماس أجندة إسرائيل بأن تنهي على حكومة وحدة وطنية، بأن ترفع الحرج عنها بإيجاد تكؤة يقبلها العالم كما قبلت ألمانيا وفرنسا قصف غزة، فتكون لإسرائيل مبرراً لها عدم تفاوضها لإحلال السلام مع الفلسطينيين بحجة المعارك الضارية الجارية.

 

إسرائيل منتفعة من بقاء الوضع على ما هوعليه، وشركات السلاح تبيع سلاحاً بسبب بقاء الوضع على ما هو عليه، فهو الوضع الأكثر قابلية للتفجر، بدليل تفجره مرتين في عامين كما أن حماس أكثر المستفيدين من الوضع الراهن في فلسطين، فهي تقوم بجمع الأموال على حس القصف الإسرائيلي والتعاطف العربي معها بسبب ما تعانيه من إسرائيل، وتجمع السلاح وتحكم سيطرتها على غزة لمصلحة بقائها بالحكم، وتأجيل إقامة انتخابات قد تطيح بها من الحكم تماماً فما المانع من إشعال حرباً قد تخرج منها بطلة، وتزيد رصيدها أو على الأقل إن لم تفعل هكذا فهي سترجئ المفاوضات التي قد يحل بها السلام مدة أطول، وتؤجل الانتخابات لأجل غير مسمى، وتبقي على كرسي حكم غزة.

 

إذن هل تنفذ حماس أجندة إسرائيلية أم أنها أيضاً تنفذ ما به مصلحة لها من خلال أفعال بعض التنظيمات التي تأويها على أرض غزة، وتمدها بالسلاح، هذا سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة.