الأقباط متحدون - فى يوم النصر .. كان الموت على باب القصر
أخر تحديث ٠٣:٢٦ | الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٤ | العدد ٣٢٤٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فى يوم النصر .. كان الموت على باب القصر

بقلم: سمير حبشي
فى يوم التعبيرعن بهجة الإنتصار ، وحرارة تجمُع شعب هز العالم بثلاثين مليون لا تفارق قلوب المصريين ، والكل يرصد مظاهر فرحة شعب سجَّل الأمجادَ في وجه السنين ، شعبٌ ثار ضدَّ الظالمين ، أبطلِ الكيدَ المُدبَّر ضد أرضه وعرضه من ذوي الحقد الدَّفين ، وألقــى بالأفعى في قبور الخائنينْ ، والفرح فى القلوب على مرور العام أصبح عاده ، وقوة وعزيمة تتسم بالارادة .. يأتي الموت فجأة وبدون مقدمات ، يسرق منا الفرحة والسعادة ، يقلب حياتنا رأساً على عقب ويخطف منا الرجال ، ويفرق جمعنا ويخيم على قلوبنا الأحزان .. ويصبح القمر بعد تناثر الدماء معتما ، والشمس مظلمة ، وتصبح الحياة بدون الفرحة صحرا قاحلة ، بلا أزهار ولا ملامح ولا ألوان ..  ويقف الجميع فى صمتٍ عميق بعد أن تحول العزم إلى دمار ، ورأوا كيفَ يتحول الرجال إلى أجساد ممزقة .. ومن هنا نتساءل من المستفيد من إغتيال هذه الفرحة ؟ ،  بالطبع العدو المدحور ورجاله فى محاولة يائسة لزعزعة استقرار مصر .

ولكن : وآه من لكن هذه ، فمن الذى ترك الباب مفتوحا على مصراعية للموت ليدخل على جناحى الدمار ؟ !! ، أليس الرجال المخولون بالأمن والحماية والحراسة ؟ !! .. وكما الأفلام الكوميدية المضحكة ظهر بيان عن جماعة أجناد مصر فى يوم الجمعة السابق للإنفجارات ، حددت فيه أماكن زرع العبوات ، وأُرسل البيان لمسؤول بارز بإدارة المفرقعات ، فور نشره على شبكة الانترنت يوم ٢٧ يونيو الماضى ، لكنه قلل من شأنه ، وقال : إنه «مفبرك»، وإن الهدف من ورائه هو ترويع المواطنين ، وكانت هذه الجماعة قد أعلنت فيه أن سرية تابعة لها تمكنت من اختراق قصرالاتحادية الرئاسي ، يوم ١٨ يونيو الماضي ، وفخخت مكان اجتماع قيادات الأجهزة المسئولة عن تأمين القصر ، وزرعت عدة عبوات ناسفة بمحيط القصر لاستهداف القوات التي ستصل للمكان إثر التفجير الأول ، مشيرة إلى أنها ألغت التنفيذ في موعده الأول لتواجد عدد من الأفراد بزي مدني قرب مكان العبوة الرئيسية ، ولم يتسن التأكد من انتسابهم لأجهزة الأمن ، وخوفاً من وصول الشظايا إليهم تم وقف التنفيذ وإلغاء كامل للعملية . وأعلنت الجماعة في بيانها هذا ، أنه بعد مرور أكثر من أسبوع تبين لها أن أغلب العبوات لم تُكتشف ، ولم تستطع سحبها لأسباب أمنية . . بمنتهى الوضوح الذى إستفز ذكاء القيادات الأمنية المسئولة ، فكان التخاذل والإهمال المقصود ، والغريب والمضحك المبكى ، أن المجرمين الارهابيين حددوا الأماكن بالضبط وكما حدثت الإنفجارات . وفعلا شهد محيط قصر الاتحادية ٣ انفجارات أسفرت عن موت العقيد أحمد عشماوي ، الخبير بإدارة المفرقعات ، والمقدم محمد أحمد لطفى العشري ، فيما أصيب النقيب طارق عبد الوهاب ، وبُتر ساعده ، واللواء علاء عبد الظاهر، مدير المفرقعات بالقاهرة و٨ آخرون ، وتم نقلهم إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر، وحالتهم سيئة للغاية ، وللأسف جميعهم قيادات ذات خبرة ومراكز وصلو إليها بعد خدمة سنين طويلة إكتسبوا فيها خبراتهم التى تحتاجها مصر.

وهنا تتناطح علامات الإستفهام متسابقة جميعا فى البحث عن إجابة لكل منها :
لماذا لم تتعامل وزارة الداخلية بجدية مع البيان الصادرعن جماعة أجناد مصر ؟
إين كاميرات المراقبة والتسجيل التى حول قصر الإتحادية ، والتى قيل عنها أنها فُرغت بعد الحادث ؟
 كيف يتم تعامل خبراء المفرقعات مع العبوات الناسفة والمفرقعات بملابسهم العادية ؟ ، ودون استعدادات خاصة ، وهناك الملابس الواقية والآليات التى تستخدم لهذه الأغراض ، والموقف المؤلم يشهد بأن الإهمال كان محيطًا بالمكان ، دون التأمين الكافي من قبل رجال الأمن .

من هو وزير الداخلية ؟ أليس هو نفس الوزير الذى عينه مرسى أيام حكمه الأسود ؟ .
هل لا يوجد كفاءات فى وزارة الداخلية غيره ونحن نعرف أن مرسى العياط قد أحال كفاءات عظيمة فى عهده لخوفه منهم ؟
من يستطيع أن يغمض عينه عن الإختراق الإخوانى فى كل مناحى وزارة الداخلية ؟
متى سيقوم وزير الداخلية بتنظيف الوزارة ؟ ، الأمر الذى يضع أكثر من علامة إستفهام أمام وجهه  .

ألم يكن إغتيال أيمن فتوح ضابط مصلحة التدريب ، وسابقا كان بقطاع السجون ، وشاهد الإثبات الوحيد فى قضية هروب مرسى من السجن ، كافيا لكى يحرك عقول وزارة الداخلية للعمل على إيجاد الطرق المناسبة للإنهاء على هذا الإرهاب ؟ !!  أو على الأقل إنشاء طرق مراقبة حديثة حول الأشخاص والأماكن المهمة ؟

يا إخوتى : يبدو أن الإهمال والتسيب أصبح هو سمة وزارة الداخلية ، وقد حان الوقت أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تقوم بمراجعة كافة الخطط الأمنية التى يتم تنفيذها فى كافة المجالات ، والتخلص من كل من لا يقوم بعمله بإخلاص مثل مدير أمن المنيا ، ومن حوله من قيادات تشير كل الاحداث اليومية هناك أنهم أحد الأذرع الخفية للإخوان ، ويعين أشخاصا مخلصين لمهنتهم ليكونوا قادرين على وقف نزيف خطف فتيات الأقباط أو خطف الأفراد وطلب الأتاوات ، وخاصة أنه قد أصبح وجودهم يشجع على إستمرار هذه العمليات الإجرامية
.. حتى لا تصير دولة يؤجر فيها كل أفاق عنيد ، يحصد أجره لا عن جهــــود بل لتعطيل الجهــود ،  ولا يقف فى وجه تقدم وإنتصار الشعب الا بالجحود .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter