بقلم : صفوت مجدي الجديد
في يوماً ما كان هذا المشهد لمجموعة صغيرة بسيطة جداً بل ومنسية
أيضاً ...كان مشهداً يفوق الوصف و تعجز الكلمات عن التعبير عنه!
فبعد الحزن الشديد وخيبة الأمل الغير متناهية.....حلت البهجة والسرور
ومن منهم كان يظن إن هذا سيحدث.....حقاً إنهم صاروا مثل الحالمين.
لكنه لم يكن حلماً أبداً إنه الحقيقة، والحقيقة الخالدة عبر التاريخ المقدس
الحقيقة التي غيرت مجري حياة البشر، وهزمت ملك الأهوال إلي الأبد
لا أعلم لماذا تذكرت تلك الجماعة الصغيرة التي كانت مرعوبة من مصيرها،
ومرعوبة ومندهشة مما حدث لها، فمعلمها ومرشدها الأول قد مات !!
فقبل فترة صغيرة تم القبض علي مرشدها فتشتتوا وهربوا جميعهم
وبعدها كان يجتمعون وأبوابهم مغلقة....في خوف شديد وحزن عميق!
واليوم....أتذكرهم فكم تشبه حالتنا حالتهم في عزلتنا ووحدتنا
بل ووحشتنا....وخيبة الأمل التي غطت أركانهم وقلوبهم تملأنا أيضاً،
لكن بالنسبة لهم لم تستمر حالتهم هكذا فتبدل الحزن والنواح إلي
فرح لاينطق به ومجيد، وتحول الخوف إلي شجاعة وصمود أمام العالم
كل شيئ قد تبدل فالمعلم قد قام إنه حي....هللويا
هم أدركوا "القيامة" بكل معانيها ولما قبلوا الروح القدس فتنوا المسكونة
فواحد منهم كان من أياماً قليلة ينكر سيده ويلعن ويحلف إنه لا يعرفه،
الأن صار بكلماتً قليلة يجذب ثلاثة ألف نفس للمسيح....!!
*تحضرني قصة أختم بها مقالي تقول القصة إن "فرديك دوجلاس"
العبد الخطيب المشهور،
قال ذات يوم بصوت يملأه الحزن (كصوتنا اليوم تماماً)
قال عندما صارت كل الأمور سوداء بخصوص شعبه :
" الجنس الأبيض ضدنا،
الحكومات تقف ضدنا،
روح الأيام يقف ضدنا،
إنني لاأجد بارقة أمل بخصوص الجنس الملون،
إنني في غاية الحزن "
إلا أن امرأة من المستمعين نهضت للوقت وقالت بقوة:"يا فردريك،
هل الله ميت؟" ثم هتفت :"المسيح قام !حقا قام!"
*واليوم....نحتاج أن نسأل أنفسنا ونحن نحتفل بالقيامة هل ندركها؟
وهل نعيش ونتصرف علي أساس الغلبة والنصرةالتي صارت لنا فيها
هل نعي ذلك يا كنيسة المسيح في كل مواجهاتنا وما أكثرها..؟؟
**و"هذه هي الغلبة التي تغلب العالم ،إيماننا" (ايوحنا4:5).
كاتب ومعد برامج تلفزيونية