«إنها البداية لاحتواء الغضب الشعبى بعد رفع أسعار الوقود». هكذا اتفقت غالبية آراء من استخدموا أتوبيسات نقل القوات المسلحة فى أول أيام تشغيلها على خطوط السير الثمانية المقررة لها، والتى شهدت إقبالاً ملحوظاً، لكنهم أنفسهم لم يتفقوا على نجاح هذه الوسيلة فى إعادة ثقة الناس، وتقليل مخاوفهم من غول الأسعار.
من جهتهم، أبدى عدد من المواطنين فرحتهم بتوحيد أجرة التعريفة بجنيه واحد لنقل الركاب، لدرجة أن بعض الركاب هتف «تحيا مصر»، رغم أن معظمهم تقريبا لم يكتموا مخاوفهم من عودة الأمور الى سابق عهدها، بعد امتصاص الغضب فى الشارع من آثار رفع أسعار الوقود.
فى المقابل، استغل سائقو الميكروباص رفع سعر البنزين لتقسيم المسافات ورفع الأجرة، على حد قولهم، كما أبدى عدد منهم غضبهم من قرار الجيش توفير أتوبيسات نقل ركاب، ووصفوه بـ«خراب بيوت»، لأنهم وحدهم من سيتحملون ارتفاع أسعار الوقود بعد انصراف الركاب عنهم.
كان الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، والقائد العام للقوات المسلحة، قد أصدر أوامره لجهاز النقل التابع للجيش للمعاونة فى نقل المواطنين، للتقليل من الآثار المترتبة على رفع الأجرة من قبل السائقين، وتشغيل عدد من أتوبيسات النقل.
لم يكن يعلم الموظف أحمد فهمى بقرار تشغيل أتوبيسات القوات المسلحة لمواجهة ارتفاع أجرة الركوب بسبب رفع أسعار البنزين والسولار، مثل غيره من المواطنين، إلا أنه أبدى فرحته بتشغيلها، ورأى أنها رد فعل سريع من الدولة لامتصاص غضب الشارع، من رفع أجرة الميكروباصات. تخوفت سهير حسن، ربة منزل، من سحب أتوبيسات القوات المسلحة من الميادين بعد فترة وجيزة، بعد انقضاء هوجة الغضب ضد الحكومة والرئيس. ويعتقد أحمد مجدى، سائق ميكروباص، أن تسيير الأتوبيسات لن يستمر لأكثر من 10 أيام، لأن نقل الركاب ليست مهمتهم الأساسية.