الأقباط متحدون - خطأ الاستشهاد بالتاريخ
أخر تحديث ٠٦:٢٤ | الاربعاء ٩ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٢ | العدد ٣٢٤٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

خطأ الاستشهاد بالتاريخ

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

بقلم : مينا ملاك عازر
التاريخ ليس ستاراً نقف وراءه لمواراة أخطائنا، وعلى فرضية أن شخص في التاريخ فعل شيئاً فعلينا أن نفعله، فاختلاف الليل والنهار يجعل أي قرار نتخذه مسترشدين بمواقف تاريخية دون النظر لواقعنا الحالي خطأ فادحاً. ومن ثمة، فاستشهاد الرئيس السيسي بموقف مصر شعباً وقيادة في حرب السادس من أكتوبر –العاشر من رمضان- في كلمة يوم الأثنين بهذه المناسبة ليؤكد على صحة قراراته وضرورة اتخاذه القرار بهذا الشكل وذلك لاتخاذ الرئيس السادات قرارات مشابهة لها في الحسم والضرورة، وصمود الشعب في الحالة الأولى يكفل له توقع أن الشعب سيسانده في الحالة الآنية في غير محله، من أشار عليه بها أجرم في حق الرئيس السيسي جُرم لا يغتفر، وسأقول لكم لماذا؟

الحقيقة التاريخية التي لم يذكرها السيسي لعدم مواكبتها لاستشهاده، هي خطيئة استشهاد بأحداث تاريخية بشكل مجتزء، أن شعب مصر لم يكن ساكتاً وكان على الدوام ثائراً على ناصر ومن بعده السادات، ثار على ناصر حينما تكشفت له الحقيقة الكارثية في النكسة، فيما يعرف بمظاهرات أحكام الطيارين، ثم ثار على السادات عندما لم ينفذ وعده بأن يكن عامي واحد وسبعون واثنين وسبعون هما عامي الحسم، فلما لم يجد الشعب فائدة من عيشه في ظل اقتصاد حرب، لم يقبل، ولما شعر أن السادات متخاذل لم يصمت، وخرجت المظاهرات ضده والنكات عليه، وشُتِم السادات بأقظع الشتائم، كما سب أشد السباب.

وهذا ينقلنا للنتيجة الواضحة الجلية أن السادات لما استشعر الشعب أنه يضغط عليهم دون أن يضغط على قادة جيوشه، ودون أن يتخذ خطوات ملزمة له، وعملية على أرض الواقع لم يقبل أن يبق هو الوحيد الضحية، وهذا خطأ الرئيس السيسي اليوم أنه في كل قراراته هذه لم يأت إلا على الشعب، ولا تقل لي تبرعه بنصف مرتبه الذي كان أصلاً في نفس المستوى لولا رفع المستشار عدلي منصور له للضعف ثم عاد السيسي وتنازل عن النصف أي عاد كما قلت لنفس مستوى الراتب، ولا تقل لي تبرعه بنصف ثروته كل هذا لم يشعر به الشعب.

الشعب لم يرى البدء في مشروع استثماري جاد يبعث فيه الأمل، السيسي وعد بسنتين ثم تأتي الانفراجة، ومر منها شهر بالتمام والكمال، ولم يؤخذ من أحد إلا الشعب، باقي من أعطوا أعطوا بمزاجهم مجاملة للسيسي حرصاً على مصالحهم أو قل وطنية منهم، المهم أنهم أعطوا غير مجبورين أما الشعب فأعطاهم عطاء المجبر والمغلوب على أمره ما يعني أنه لن يصمت ولن يقبل ولن تؤثر فيه كلمات على شاكلة كلمات السادات الواعدة بالحرب إلا أن يرى الحرب حرباً جادة على الفساد الذي يأكل من قوت عياله، لن يسكت إلا إن يرى حكومة جادة تقيم المشروعات وتستثمر الأموال وتأتي بدخل للبلاد، وإلا ستكون الكارثة.

المختصر المفيد الكلمات وحدها لا تبن الأمم، ولا تقيم الاقتصاد، ولا حتى إن أقترنت بالضغوط الاقتصادية على الشعوب.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter