بقلم : حسن كمال
شهدت جريدة الأهرام على مدار الأسبوعين الماضيين حواراﹰ ساخناﹰ حول أهمية تجديد الخطاب الديني. وكان ذلك بين وزارة الثقافة ممثلة فى د. جابر عصفور "وزير الثقافة", وبين مؤسسة الأزهر الشريف ممثله فى د. عباس شومان "وكيل الأزهر". وقد شارك أيضا فى الحوار د. أحمد مجاهد " رئيس الهيئة العامة للكتاب" للدفاع عن مطبوعات الهيئة العامة للكتاب وعلى الأخص كتاب "الخلافة الإسلامية" للعشماوى, وأشترك فى الحوار أيضاﹰ د. أحمد عبد المعطى حجازى الذى كتب عدة مقالات نقد للخطاب الدينى الحالى, وهذا يدل على أهمية الحوار الآن حول أهيمة تجديد الخطاب الديني.
والسؤال الآن:
لماذا تجديد الخطاب الدينى؟
الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد ضمن برنامجة الإنتخابى على أهمية تجديد الخطاب الدينى, لأن الخطاب الدينى الحالى يواجه إشكالية كبيرة فى تقدم الدولة. وأن الخطاب الدينى فى العالم الإسلامى أفقد الإسلام إنسانيته. إذن تقدم الدولة المصرية مرهون بأهمية تجديد الخطاب الدينى وعلى الأخص الإسلامى لإنه يعد مانعاﹰ من التقدم.
والسؤال هنا:
من المسئول عن تجديد الخطاب الدينى؟
أشار السيسى بأن مسئولية تجديد الخطاب الدينى هى مسئولية الأزهر. ولكن المفارفة هنا أن الأزهر يعد مسئولاﹰ عن الخطاب الدينى الحالى الذى يعد مانعاﹰ من التقدم, فالأزهر شريك فى تخلف الدولة المصرية, وذلك بالخطاب الدينى الصادر عن مؤسسة الأزهر. ويمكن أن نتأكد من ذلك من خلال قراءة أعداد مجلة الأزهر الحالية الصادرة عن مجمع البحوث الإسلامية, ولاسيما عدد شهر إبريل, الذى يكفر كل من يعمل عقلة فى النص الدينى, ويكفر كل العلمانيين والحداثيين, وقد عدهم الأزهر بالأسم: نصر حامد أبو زيد, محمد سعيد العشماوى, حسن حنفى. ومواقف الأزهر أيضا من كل الكتابات والأعمال الفنية التى تنتقد الخطاب الدينى وتدعو للعقل, هى شاهد على الخطاب الدينى الصادر عن الأزهر الذى يعد مانع الدولة من التقدم. وقد ظهر الخطاب الدينى الإسلامى الأزهرى بشكل واضح فى رد د. عباس شومان, ممثلا عن الأزهر, على مقال د. جابر عصفور بعنوان ( صراع الخطابات الدينية فى مصر ), حيث هاجم شومان كل محاولة لتجديد الخطاب الدينى والدعوة للتنوير والعلمانية.
والسؤال اذن :
هل أتجه السيسى للثقافة بدلاﹰ من الأزهر؟
الجواب عن هذا السؤال فى اجتماعات المجلس الأعلى للثقافة, حيث تم الإعلان عن إجتماعات المجلس الأعلى للثقافة كل أسبوعين, بعد أن كان المجلس يجتمع كل سنه من أجل توزيع الجوائز, وأيضا زيارة رئيس الوزراء المهندس/ إبراهيم محلب, فى أخر إجتماع للأعلى للثقافة الأسبوع الماضى, من أجل التأكيد على دعم الدولة لخطاب الثقافة. وهناك أيضاﹰ خطة فى المجلس الأعلى للثقافة بتغيير المنظومة الثقافية فى مصر, وذلك بناءاﹰ على تعليمات من القيادة السياسية العليا فى البلاد. فكل هذا قد يفسر بأن التوجة الحالى قد يستعين بوزارة الثقافة بدلاﹰ من الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى من أجل التقدم.
والسؤال هنا :
ماهو دور المثقفين؟
أظن أن هناك العديد من المثقفين يمتلكون الآليات اللازمة لتغيير المنظومة الثقافية, والتى على رأسها الكتابة فى الجرائد اليومية والمواقع الإلكترونية الواسعة الإنتشار. فدور المثقفين الآن هو إستغلال فرصة كتاباتهم فى الجرائد اليومية, وظهورهم فى كافة البرامج التلفزيونية, للدعوة إلى العلمانية والتنوير ونقد الخطاب الدينى فى إطار التنوير بمعنى الجرأة فى إعمال العقل. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |