سن المشير السيسي قراراً بقانون لتعديل قانون المرور، وذلك حرصاً منه على الناس وحفاظاً على حياتهم، وذلك لمنع حوادث الطرق وهذا أمر ضروري لا جدال فيه، وتغليظ العقوبات حلاً تلجأ له الحكومات والدول للقضاء على أي ظاهرة أياً كانت هي إيه، والظاهرة هنا والتي باتت كارثة هي كثرة ضحايا حوادث الطرق.

فاختار المشير السيسي أن يغلظ عقوبة القيادة بدون رخصة حتى تصل للحبس، وهذا ضروري كما قلت ولكن ماذا عن قيادة التكاتك الغير مرخصة أصلاً والتي يقودها أطفال وأحداث ورجال لا أظن أن لديهم رخصة قيادة، هذا ولم تفعل أجهزة الشرطة شيء إلا أنها كل فترة تنزل تلمهم ثم يعودون أكثر انتشاراً من الأول.

ثم غلظ سيادته عقوبة إلقاء القمامة أثناء السير، وهذا أمر هام جداً، فعقوبته على السيارات خطيرة وضرورية ولا جدال في هذا، لكن كيف ستغلظ على من يلقونها وهم سائرون على أقدامهم!!!.

كما غلظت العقوبة على مستخدمي الملصقات على السيارات، ومن يكتب عليها عبارات أياً كانت، وهي أمر لا ريب أنه هام جداً، وكان هناك تشريع به لكن وجود التشريع لم يمنع أحد من عمل هذه المصقات لأن المشكلة في أن الشرطة لا تنفذ العقوبة، ولا هي لازم تبقى عقوبة مغلظة حتى تنفذها، وهنا يبدو سؤال منطقياً هي المشكلة في العقوبة ولا تنفيذ العقوبة أعتقد أن القضية في العقوبة لانها ستدر دخلاً على دولة محتاجة مالاً ثم بمناسبة الملصقات ماذا عن الملصقات الموجودة بداخل معهد أمناء الشرطة بطرة والتي وجدها الصحفيون والمحامين أثناء حضورهم جلسات محاكمة الإرهابيين!؟؟.

وأخيراً، سيادة الرئيس المشير السيسي، لو كنت جاداً في أن تقلص وتقلل من عدد حوادث الطرق فعليك بإنارة أعمدة الإنارة ليلاً، ولو كانت حكومتك خايفة على الكهرباء وترشيدها يمكنها إطفاء الأعمدة نهاراً وبذلك تكون وفرت أكثر خاصةً أن ساعات النهار أكثر من ساعات الليل، فستكون الفترة المضاءة بها الأعمدة أقل من الفترة المعتاد إنارتها، وخاصة إنها بالوضع الحالي مالهاش لازمة، ولو أصرت الحكومة على إبقاء إنارتها نهاراً وإطفاءها ليلاً وكما قلت هو وضع يجعل الأعمدة بدون لزمة ويمكن للحكومة فك الأعمدة وبيع حديدها وبيع لمضها وأسلاك الكهرباء، وكله بيكسب وكفى المواطنين شر الغلاء والحكومة شر العوذ، والرئيس شر مستشاريه ووزراءه.

المختصر المفيد جيد أن تتخذ قرارات هامة وضرورية لكن الأفضل أن تتخذ قرارات قبلها أكثر أهمية وأكثر فائدة.