بقلم : نبيل المقدس
تذكرت كلمات اللواء المنظبط عمر سليمان عندما قال : " في الحرب لا يوجد شخص إسمه معــــارض ... بل يوجد شخص إسمهُ خـــــائن . كذلك الوقوف ضد سيـــادة الوطن وجيشــــه هي خيــــــانة عظمي ...." الآن نحن كمصريين شرفاء أحبوا وطنهم , يعيش بيننا ما يسمون انفسهم بالنشطــــاء , لكن بالأسف اغلب هؤلاء النشطاء هم في الحقيقة يمارسون الخيانة ضد الأمن القومي للبلاد لمصالح شخصية لهم ولمصلحة بعض الدول الكبري التي تريد تنفيذ اجندة معينة لها ضد الدولة المصرية ... كما نعيش هذه الأيام بين حركات إرهابية يقفون بإسم الدين ضد الأمن والجيش والشعب نفسه لتغيير الهوية المصرية المنفتحة إلي هوية منغلقة.. إذاُ فعلينا أن نتهمهم بالخيانـــــــة العظمي .. كما في قول عمر سليمان ... بل علينا إعلان الحرب ضدهم رسميا .
منذ ثورة 30 يونيو ونحن ننام ونستيقظ علي سماع اصوات مفرقعات وشماريخ ورصاص .. وعلي أصوات نواح سيدات ترملن .. وعلي بكاء اطفال تيتموا , وعلي دعوات وعائلات تم استشهاد قريب أو صديق أو جار كان يتواجد بالصدفة في مكان التفجيرات , التي تستهدف رجال الأمن او الجيش لكي يحموا شعبهم من هذا الإرهاب الخسيس .
أصبح لدينا مشكلة كبيرة الآن ... فالكل يخاف مثلما حصل للبلدان الأخري أن يحدث لنا , من تشتيت وقتل عشوائي وتقسيم مصر ومعارك طاحنة نتيجة الفتن التي سوف يزرعونها خصيصا بين شعبنا الواحد ... نعم .. هناك من هم سلبيون في أحاسيسهم الوطنية بقصد او عن غير قصد .. و لا يريدون ان يشاركوا في الإحتفاظ بأمن بلدهم " وأنا هنا لا أعمم " . لكن وجدت في المقابل الكثير والكثير وبالملايين متحمسين لمعركة فاصلة بين الشعب المصري الأصيل وبين هؤلاء الذين لا يعترفون بمصر كدولة لها حدود ومعهم شلة النشطاء المنتفعين ... لكنهم منتظرون الإعلان الرسمي من رئيس الدولة ومن رئيس حكومته .. لكي يتم وضع البلاد ككل في حالة الحرب ضدهم.
معاملة الحكومة شعبها لا يدل ابدا علي اننا في خطر وأي تهاون من الشعب يعني رجوعنا إلي زمن القيد وعبودية الخلافة .... التجهيز للحرب يحتاج إلي اساليب خاصة كما رأيناها وعشناها في حرب الإستنزاف وانتصارات اكتوبر . فهذا الإرهاب يقلل من جهود شعب بحالِه يوميا بمجرد فرقعة قنبلة غادرة خسيسة , لا تكلف هؤلاء الخونة بضعة أو مئات من الجنيهات ... نخسر في مقابل هذا العمل الإجرامي مليارات من الجنيهات والكثير من مقتنيات مصر واستشهاد خيرة ابنائنا من رجال الأمن ... كما ان استمرارية خروجهم الذي اصبح مقدسا متظاهرين كل يوم جمعة في شوارع المحافظات هو ما إلا تعطيل لمصالح مصر ومحاولة كسر عزيمة الهوية المصرية... والتأكيد للعالم علي أنهم ما يزالوا علي ارض مصر يعملون علي " إثبات وجود فقط لا غير " لكن هيهات و هيهات ... سوف نصمد أمام هذا الغدر القذر وسوف نهزم هذه الهمجية المتسترة وراء الدين ... لكن هناك إجراءات يجب ان تتخذها الحكومة ويتخذها الشعب المصري , وهو التجهيز الخاص لهذه الحرب .. وعلينا ان نضع في الإعتبار ان السيسي لم يعدنا برفاهية او عطاء .. بل بالعكس قالها صراحة " سوف أخذ منكم " وهذا عين العقل .. كنا نريد من 60 سنة رئيسا يتجرأ ويقوم بهذه الخطوة الجريئة . لذلك نحن مع رفع الأسعار ... ورفع الأسعار هو اهم سلاح ضد هذه الجماعات الإرهابية .. فهذه الخطوة ترد للمصري سيادته و حريته وأننا في غني عن هؤلاء الكذبة الذين نهبوا اصول البلد وأودعوها خارج البلاد لكي ينفقوها في استرداد الظلم والذل لمصر للمرة الثانية .. لكن أنا اثق في الشعب المصري كثيرا بأته سوف يتحمل ويصبــــر .
كنت مساء امس اجلس مع مجموعة من جيران المحل الخاص بي , وهم متعودون علي ذلك .. حيث قبل الساعة الأخيرة من اغلاق المحل يأتون إليّ ويجلسون بجانب المحل للحديث عن شئون مصر ... تعلمتُ منهم اشياء وامور كثيرة في الحياة السياسية مع أنهم غير متعلمين التعليم العالي .. بل هم من ذوي الثقافة العالية .. منهم الشيوخ والرجال والشباب الواعي .. وكان معظم حديثنا عما يدور حول زيادة الأسعار .. لم اسمع واحد منهم اشتكي او كان قلقا ... وهذا ما شجعني ان اكتب لكم هذا المقال لكي يعرف كل مَنْ يقرأهُ ان اي عواقب سيئة تحدث نتيجة هذه الزيادات في أسعار السلع ما هي إما جهل من الشعب أو مكيدة مقصودة ضد هذا النظام الذي اختاره الشعب ,أو ربما كعادة المصريين يستقبلون مثل هذه الأحداث بنكاتهم وضحكاتهم البريئة والتي يقصدون منها التخفيف عن عمق التعب و الملل والصبر الذي كاد ينفذ نتيجة هذه الأعمال البهيمية التي يقوم بها بعضا من ذوي الأفكار المسمومة والإرهابية.
الإستعداد الثاني هو الزام كل نقطة شرطة في المنطقة أن تجمع الشباب يوميا لتكوين ما يشبه بالمقاومة الشعبية , منتهزين أن الشباب في أجازة طويلة .. انا عن نفسي وكثير ممن أعرفهم نراهن علي هؤلاء الشباب بالرغم من ضياعهم وشقاوتهم غير المبررة.. فأنا اجد فيهم النخوة المصرية , لو حملناهم المسئولية رسميا وعن إقتناع سوف يعطونا نتائج عظيمة ... تجميع الشباب علي مستوي المنطقة ولومرة في الأسبوع لتدريبهم علي ألأعمال البدائية للدفاع عن النفس في احدى معسكرات الأمناء أو الجيش .. مقابل عينات مادية بسيطة , سوف تجعل ابنائنا تتعود علي التحمل وحب الوطن وحب الآخر وتعريفُهُ ان عليه دور مهم من ناحية وطنه وبنات منطقته ضد التحرش ..!
توزيع هؤلاء الشباب بطول المنطقة وعرضها لتنظيم المرور والتبليغ عن اماكن الزحام لأقرب كمين امني ... والتبليغ عن اي جسم غريب موضوع في مكان ما علي جميع الطرق والدروب مع إحاطة هذه المنطقة بشريط اصفر لمنع الإقتراب منها والمشكوك فيها , سيكون عملا ممتازا لحين أن تأتي فرق الإنقاذ , لتقوم بعملها .
كما اناشد الأحزاب لكي تثبت وجودها وهذه هي فرصتها الأخيرة بأن تكون أو لا تكون , وذلك بعقد محاضرات في دور الثقافة التي تتبع المنطقة لكي تعلم الشباب والشابات دروسا عن بعض المعاني الإقتصادية والمصطلحات المالية مثل مصطلحات البورصة وما هي البرصة ؟؟ وما عمل البنك المركزي , والهيئة الرقابية للمحاسبات .. ودروس عن موارد ثورتنا وكيفية توزيع الميزانية ... واسباب تخفيض الميزانية وغيرها من الإحراءات التي تتخذها الحكومة والتي تظهر للشباب انها سوف تؤدي إلي ثورة جيـــــــــــاع ... !
اما السلاح الأخير لإعلان الحرب علي الإرهاب والفساد هو التوجه إلي مجالس المحليات وظبط ايقاعها واعادة ترتيب كل ما هو غير قانوني والذي يؤدي إلي الفســـاد مباشرة وعليهم اتخاذ القوانين المباشرة لردع اي موظف يحاول أن يتلاعب بأعمار الناس في الإنتهاء بتراخيص بناء غير دقيقة .. و التستر علي كل ما هو غش في المحلات التجارية , ومواقف الميكروباسات بالتعاون مع شرطة النقل .... إلخ .
((إنتهت الجلسة اليومية وكل منهم قام وذهب إما إلي منزله أو إلي القهوي لكي يكمل سهرته لمشاهدة ماتشات كاس العالم من القهوي المواجهة للمحل ... ويادوب هقفل الباب إذ أجد في وجهي " ماطرية " وهو صبي القهوى يطالبني بحساب المشروبات ... وكل ليلة علي هذا المنوال .! ))
كله يهون في سبيل أنني اتمتع بأجمل صحبة متنوعة علميا وثقافيا واجتماعية بخفة دمهم المصرى... والرب يحفظك يا مصر يا ست الحبايب ... يا ام الدنيـــــا .. من عيون داعش وغدر نشطاء " الغبــــرة " والإرهاب الإسود اللعين .... !!!!