الأقباط متحدون - مع الكرازة.. عقلك سراج حياتك المسيحية
أخر تحديث ٢٣:٣٣ | الخميس ٣ يوليو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ٢٦ | العدد ٣٢٣٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مع الكرازة.. عقلك سراج حياتك المسيحية

الانبا اثناسيوس
الانبا اثناسيوس

القديس الأنبا أثناسيوس يتصف بحلاوة وجمال العقل

عرض / سامية عياد
العقل المنشغل بالله كل كلامه وكل أقواله تسكن سريعا وتستقر فى قلوب سامعيه ويكرمون قائلها ، ومن شهد حلاوتها الكل يتذوقها ويرددها من جيل الى جيل.

نيافة الأنبا كيرلس أسقف ميلانو يحدثنا عن العقل الذى يعرف الله وينشغل به قائلا: كان القديس الأنبا أثناسيوس يتصف بحلاوة وجمال العقل حيث قيل عنه "إن سمعت كلمة للقديس أثناسيوس ولم يكن معك ورقة اكتبها على قميصك، وإن لم يكن معك قلم اكتبها بدمك" ؟! فعقله أناب نطقه ، ونطقه أظهر حلاوة وجمال عقله المرتبط بالله.

أبينا إبراهيم ايضا بعقله الذى نما وكبر فى معرفة الله صانع السلام ، نزع فتيل النار بين رعاة غنمه ورعاة غنم لوط  وأنقذهما من المخاصمة التى كانت ستحدث بينهم ، وفى المقابل كانت هناك عقول شريرة لم تعرف الله مثل إيزبل الملكة زوجة أخاب الملك التى حكمت ظلما على نابوت اليزرعيلى ، حيث دبرت وأخرجت خطتها من داخل عقلها وقتلته وألقته للكلاب ، لكن دار الزمان بها فلاقت نفس المصير الذى حكمت به على غيرها ، حيث قتلت وألقت للكلاب التى التهمتها , وأكلتها وبقت تلك الجمجمة عرش عقل الملكة تلمسها وتلعقها كلاب الطريق وتبقت عظام أصابعها تلك التى كانت تأمر وتنهى بها والتى بهما كانت تشير وهى تصدر الأحكام الظالمة.

العقل المنطبع فيه السلام دائما الله يطوبه ويمنح صاحبه نعمة البنوة "طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون" ، ونحصل على العقل الممتلىء بالسلام والحكمة من خلال ناموس الرب الذى هو سراج لحياتنا ونور لقلوبنا وحواسنا ، ناموس الله هو الذى يحفظ مداخل عقولنا ومخارجها ، ويستحيل لعقل يسكنه الله أن يحابى ظالما ، ويستحيل أن يبرىء مذنبا أو أن يذنب بريئا .

"بالكيل الذى به تكيلون يكال لكم" ، ما يكيله العقل من أحكام على الآخرين سواء ظالما أو عادلا ، قاسيا أو رحيما ، سواء فى الخفاء أو علانية ، يعود عليه بنفس الكيل وإن لم يكن هنا فى هذا الزمان فسيكون هناك أمام قاضى المسكونة بالعدل ، لابد أن تمتلىء عقولنا بحضور الله حتى تكون احكامها فى استقامة وعدل .

سراج جسدنا هو العين ، أما سراج حياتنا فهو العقل إن كان ملتصقا بالله.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter