الثلاثاء ١ يوليو ٢٠١٤ -
٢٤:
٠١ م +02:00 EET
سفر الرؤيا
عرض / سامية عياد
"طوبى للذى يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة، ويحفظون ما هو مكتوب فيها ، لأن الوقت قريب" ، بهذه الوصية يبدأ سفر الرؤيا ، ذلك السفر الذى يختم الكتاب المقدس ونسميه سفر الخروج الى الأبدية ، ونقرأه فى مناسبة واحدة وهى ليلة أبو غلمسيس وهى الليلة الفاصلة بين الصليب والقيامة .
يقول قداسة البابا تواضروس الثانى عن هذا السفر، بداية سفر الرؤيا ترسم لنا بداية الطريق الى السماء من خلال القراءة باستمرار للكتاب المقدس وبوعى وبفهم ، فمن خلاله نعرف وصايا الله ، وإهمال الإنجيل سوف يستتبعه إهمال لوصايا كثيرة ، ايضا لابد من سمع الوصية وفهمها وأطعها فما فائدة سمع الوصية بدون الطاعة لها؟ ، كما لابد من حفظ الوصية وجعلها حاضرة أمامنا فى كل يوم ومن الأشياء الجميلة أن تعلق فى البيت آيات من الكتاب المقدس وهكذا فى الكراسات والكتب ، بعد ذلك لابد من الاستعداد ، ونكون فى انتظار الرب يسوع والمجىء الثانى.
ويحدثنا قداسته عن أهم كلمة فى سفر الرؤيا هى كلمة اسهروا ، وليس المقصود السهر المادى فقط ، ولكن المقصود هنا السهر بمعناه الشامل ، فحرف الألف فى كلمة اسهروا معناه الاستعداد العقلى ، فيكون العقل منتبها ومتيقظا ، لذلك أنه فى القداس وقبله تسبقه تسابيح كثيرة لكى نكون فى القداس مؤهلين لجو القداس ، حرف السين معناها سلام القلب ، أى هدوء القلب الذى يجعل الإنسان وحتى إن تعرض لحروب يجتاز هذه الحروب وهو ثابت ، فالقلب الذى يمتلىء بالمسيح تجده دائما مملوءا بالسلام ومحروسا بالملائكة والقديسين .
أما الحرف الثالث من كلمة اسهروا هو الهاء ، معناه همة الجسد أى الجسد النشيط وليس الكسلان أو الغفلان أو الذى لا يبذل أية طاقة ، فأحد أسباب الخطيئة أن الإنسان يقع فى خطيئة الغفلة أو خطيئة الاستهانة ، فطوبى للإنسان الذى يحفظ عفافه وطهارته ونقاوته ، الحرف الأخير من كلمة اسهروا هو الراء ومعناه رؤية الملكوت ، لشخص مشغول ومشتاق للملكوت، والمقصود برؤية الملكوت هو رؤية الهدف وهى نقطة مهمة جدا حيث يجد الإنسان حياته لها طعم وأن الله خلقه ولم يتركه ، وعندما نقرأ سفر الرؤيا نتساءل متى يكون لنا رؤية مع هؤلاء القديسين ومتى نرى المكان الذى أعده لنا الرب ؟ .
كلمة اسهروا هى استعداد للعقل وسلام فى القلب وهمة فى الجسد ورؤية الملكوت ، كل هذا يشجع الإنسان فى حياته اليومية ويتكون لديه فضيلة الحنين الى الأبدية.