حمدي رزق
يقيناً مقام المستشار الجليل عدلى منصور في الضمير المصرى ليس تمثالًا من صلصال يحطمه مهووس بالثأر ليلا والناس عنه نيام، أو نُصبًا تذكاريًا من رخام يلوثه السفهاء بسناج حقد صدورهم وما ينفسون من غل للذين آمنوا بالدولة المصرية وكانوا لها مخلصين، المستشار سكن القلوب حبًا، ليس في حاجة إلى تماثيل تقام في الميادين لتصبح هدفا للمتربصين بالمستشار في صورة تمثال.
الإخوان فرحون يشيّرون خبرًا بتحطيم تمثال منصور في ميدان «شرف» في شبين الكوم (المنوفية)، الإخوان يكبرون ويهللون، يهنئون أنفسهم بالانتصار المبين في غزوة شرف، الجزيرة الحقيرة ليس لها من الحظ نصيب، لم تشهد غزوة شرف لتوثقها باعتبارها من فعاليات الغضب الساطع!
حادثة تحطيم تمثال الرئيس منصور في ميدان «شرف» ليس شرفا يتباهى به الإخوان، صحيح خيبة الناس سبت وحد وخيبة الإخوان ما وردت على حد، الإخوان خابوا وخاب مسعاهم، خيبة بالويبة، هل هناك عاقل ينتقم من تمثال نصفى؟.. هل هناك عاقل يعمل عقله بعقل تمثال من حجارة؟
الإخوان فعلا اتهبشوا، صاروا بهاليل (جمع بهلول)، معلوم المستشار منصور رمزية ليوم 3 يوليو الخالد، من هذا التاريخ الذي ظهر فيه نجم المستشار رئيسا مؤقتا للبلاد ودخل في قلب الإخوان من ناحية المستشار نار موقدة، أما عن حقدهم على الرئيس السيسى فلا تسل، إنه العدو العتيد، السيسى مثل الزعيم عبدالناصر، يكرهونه كراهية التحريم، السيسى عدو ولو بعد حين.
الإخوان خابوا فعلا، صاروا يتاجرون في الخسارة، أدمنوا الخسارة، يهزلون، هزليون، مضحكون، مثلًا ماذا سيكسب الإخوان من تحطيم تمثال من حجارة، لا يضر ولا ينفع، تمثال لتكريم رجل قال ربى الله ثم استقام على صراط الوطنية القويم، ما رسالتهم الرهيبة للعالم من تحطيم تمثال نصفى للمستشار الجليل أقيم بالجهود الذاتية تكريما لابن مخلص من أبناء المنوفية؟ المنوفية تكرّم المستشار منصور رئيسا من سلسلة الرؤساء المنايفة، محافظة مصدرة للرؤساء.
لن يسكت المنايفة على تحطيم التمثال، سيقيمونه لاحقًا، ولكن لن يقام للإخوان ذكر في المنوفية، لن تقوم لهم قائمة، حصّلت الحقد والثأر من التماثيل، تحطيم تمثال منصور يحمل رسالة وحيدة، إن ما جرى في 3 يوليو أجهز على الإخوان فعليا بالمنوفية، المنايفة خلصوا عليهم، يخشون البشر، يتخفون منهم نهارا، يحاربون التماثيل ليلا.
الإخوان لن ينالوا من الرئيس منصور بتحطيم التمثال، المستشار الجليل أكبر من تمثال يقام بالجهود الذاتية شكرا وعرفانا لرجل من رجال المنوفية، ومكانة المستشار منصور تعلو قاعدة رخامية يُنصب عليها تمثال تقديرًا لمقام الرجل، وسيعود التمثال إلى موقعه قبل أن يجف المداد، بالعند في الإخوان.
نقلآ عن المصري اليوم