الأقباط متحدون - قصة ثورة
أخر تحديث ٠٧:٠٥ | الاثنين ٣٠ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ٢٣ | العدد ٣٢٣٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قصة ثورة


 بقلم : مينا ملاك عازر

حركة تمرد كانت وليدة بطش الإخوان وظلمهم، تكونت إثر التقاء حيوان منوي من نخوة مصرية وبويضة كرامة من نساء مصر، فظهر ذاك المولود الذي تضافرت كل الجهود الشعبية لإنمائه سريعاً، ودعمه بقوة، ليكن قادراً على لملمة شتات شعب فرقته الاستفتاءات والانتخابات والأحداث والحب والكره للأشخاص والمؤسسات ليصبح قادراً على الوقوف ضد ذلك الكائن المشوه الذي قفز على أكتاف الجميع في غفلة منهم، مستتغلاً صراعهم، وما أن اتحد الجميع ورائه، بدأ الكل ينفض ما على كاهله من نير ذلك المخلوق الخرافي الذي يرزح على قلوب الجميع، كانت النتيجة في البداية تؤدي إلى يأس، إذ لم يتحرك ذلك الكائن المشوه الكابس على أنفاس البلاد والعباد، ولم يهتز، فازداد الشعب إصراراً على الإطاحة به.
 
فكان المولود المتمرد يكبر وينمو ويجمع حشوداً وراءه، تجتمع كلها على قلب رجل واحد، وبهدف واحد، هو أن تخلص بلادها من ذلك الكائن الهش البادي قوياً، والذي استغل تشرزم الشعب يوماً وحاول أن
يسود عليه، وتزايدت الحشود، وتضاعفت الأعداد، وتعاظمت الأحلام، وتنامت الآمال، وعجت القلوب بأوجاع على وطن يُختطف، وشعبه يئن لفراقه وطنه لشعوره بالغربة بين جدرانه، ومع كل لحظة تمر تُسفك الدماء، ويزداد الباطشون بطشاً، والكارهون كرهاً، والمخربون عتياً، فتزداد الرغبة في الخلاص منهم تأججاً، وتستعر نيران الغضب، وينير الأمل آفاق الغد بأحلام شابة لا تعرف اليأس، تدور مع استمارات رافضة لحكم الطغيان، ليوقع عليها شعب أبي يرفض الانحناء، والقبول بأمر ارتضته وخططت له القوى العظمى الخارجية. 
 
وأخيراً، يهتز ذلك الكائن من فوق مقعده من فرط الضغوط عليه، ومن فرط شراهته وشراسته، يقترف أعمالاً تستفز الجيش، وتزيد الجيش قلقاً على مستقبل البلاد، فيتحرك قائده ويحذر وينذر، ولكن غرور الكائن وغباءه، ومن قبلهما ثقته في أنه محمي من قوى عالمية عظمى لها مصالح من بقائه ووجوده في مكانه، هذا كله يمنعه عن رؤية الواقع، فيصدر الشعب أمره ليتحرك الجيش فيلبي الجيش الذي هو جزء من الشعب النداء ويتحرك وينزل للشوارع حامياً وضامناً ثم يعود ليحذر وينذر، فلا مجيب إلا المزيد من التهديدات والتلويح في وجهه بالسلاح فيتخذ الجيش والشعب قرارهما بإنهاء حكم الأقزام، وعزل المختلين، ولأول مرة يقف الشعب بشقيه المدني والعسكري بفرعيه الشرطي والجيش يداً واحدة، منذ زمن بعيد في وجه الطواغيط ليكتبوا نهاية الديكتاتوريين، ويسطرون بداية ملحمة ثورة على كل من تسول له نفسه كتم أنفاس الشعب، وهكذا كانت الثورة.
المختصر المفيد شعب مصر إيد واحدة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter