بقلم : د/ صفوت روبيل بسطا
بداية أتقدم إلي سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي ..وإلي كل المصريين بالتهنئة الحارة بمناسبة الذكري الأولي الغالية علي قيام ثورة (30 يونيو) والتي تستحق أن نطلق عليها (ثورة التصحيح) بعد ثلاثة سنوات تقريباً عاني فيها كل المصريين من التقلبات والتغيرات السياسية بالبلاد ، من ثورات ومظاهرات وتحديات صعبة وعصيبة ، ويكفي أصعب سنة مرت علينا كمصريين وهي (سنة حكم الأخوان) والتي كانت كابوس مخيف علي كل المصريين ، ولولا المعونة الألهية والمعجزية ووقوف قواتنا المسلحة في صف الشعب المصري بقيادة الفريق أول (عبد الفتاح السيسي) (وزير الدفاع) في حينها ، وقيامه بالعمل البطولي الرائع الذي فيه أزاح عنا هذا الكابوس الأخواني والأرهابي
ولأن الشعب المصري معروف عنه "الأصالة" وحفظ الجميل لكل مًن يقف في صفه ويحس به ، ولأنه متدين بطبعه لإيمانه القوي بالله ..لذلك.. قدم الشكر لله أولاً علي عظيم صنيعه مع مصر وكل المصريين
وحفظ الجميل أيضاً للقائد الحقيقي للثورة المصرية ، وإبن مصر البار السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي ... وأعطوه الحب والتقدير والعرفان بالجميل قبل أن يعطوه أصواتهم ليكسب إنتخابات الرئاسة بأكتساح رهيب وغير مسبوق في أول إنتخابات حرة ونزيهة حدثت علي أرض مصر
وكان " الأقباط " كعادتهم دائماً وعلي مدي الأجيال القاسم المشترك في كل الأحداث والثورات والتغيرات السياسية بالبلاد وأخرها (ثورة 30 يونيو)، وكان دورهم دائماً فعال ومؤثر جداً ، وقدموا الغالي والنفيس والشهداء والدم الثمين من خيرة أبنائهم ، بل حتي كنائسهم التي هي ملاذهم الوحيد بعد الله في مصر فإعتبروا حرقها من الأرهابيين بمثابة قربان في حب مصر ، قدموا كل شيئ وعن كل طيب خاطر من أجل أصالتهم ومحبتهم بل وعشقهم لتراب (مصر) مصر التي سالت عليها دماء شهدائنا من كاروز ديارنا المصرية (مارمرقس) الشهيد والقديس العظيم حتي لأخر شهيد في مصر
وفرحوا جداً ككل المصريين بنجاح سيادة الرئيس "السيسي " لرئاسة مصر لما أظهره من وطنية صادقة ومحبة لكل المصريين من غير تمييز أو تفرقة ، وخاصة بعد شعوره النبيل وتفهمه الصادق لمعاناة كل المصريين بما فيهم الأقباط حين قال ..(هذا الشعب لم يجد أحد يرفق به أو يحنو عليه)... ووضح هذا جلياً من أول يوم لسيادته في رئاسة مصر وموقفه النبيل جداً الذي تمًثل في زيارته للسيدة المجني عليها في حادث "التحرش" الشهير بميدان التحرير ،والمظهر الحضاري لمصر الذي أظهره في "ماراثون الدراجات" الهائل ، ثم ختمها سيادته بالمبادرة الرائعة بالتبرع بنصف راتبه ونصف ثروته من أجل مصر ليعطي المثل والقدوة الطيبة في حب الوطن والتضحية من أجله
كل هذه المواقف النبيلة من رئيسنا أثلجت صدورنا جميعاً وأعطتنا الأمل في مستقبل مشرق لبلادنا مصر في فترة رئاسة السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي
ولكن .. وبمناسبة ذكري (ثورة 30 يونيو) ودور الأقباط التاريخي وقتها وما تلاها ... نريد أن نبحث عن وضع الأقباط الأن بعد سنة كاملة من ثورة 30 يونيو ........
وسط كل هذه الأفراح والأماني والأحلام وسرعة التفاعل من سيادة الرئيس مع شعبه ، وأيضاً الجهود الطيبة من الحكومة والداخلية وكل الوزارات لإعادة الأنضباط والأمن للشارع المصري ، والعمل علي تنفيذ توجيهات سيادة الرئيس في كل المجالات
إستمر حال "الأقباط" كما هو ... محلك سر ..
وكل يوم نسمع ونقرأ خبر عن حالة ظلم جديدة تقع علي الأقباط !!؟؟؟ وكمثال وليس للحصر .........
إستمرار خطف وترويع الأقباط وطلب الأتاوات في كل مكان علي أرض المحروسة وخاصة بالصعيد المهمل جداً!!؟؟، وأخرها الطبيب الكبير بالعريش وطلب فدية 10 مليون جنيه !!؟؟
إستمرار التعدي علي أراضي وكنائس وممتلكات الأقباط وحرق بيوتهم بل والتحرش (السلبي)!! بهم ..أعني ..إستغلال إهتمام الدولة بقضية التحرش ، وإبتزاز الأقباط بتلفيق تُهم التحرش بهم !! كما يحدث من إستمرار "الأبتزاز" في كل شيئ
إستمرار عقد "الجلسات العرفية" خاصة عندما يكون أحد الأطراف "قبطي" !! وكمثال صاااارخ .. ما حدث في (المطرية) مؤخراً من الحكم علي الأقباط ب100 ناقة !! وخمسة عجول وقطعة أرض وبيع ممتلكاتهم وتركهم لحي المطرية خلال شهور بل وحبس عدد منهم !! مع غياب تام للقانون!!؟
إستمرار خطف البنات القبطيات وأسلمتهن !!؟ وأخرها حالة فتاة من محافظة أسيوط ويقول الخبر ..(عودة فتاة قبطية مختفية من مايو 2013 ، وبعد التغرير بها وهتك عرضها ..الضابط يحتجز أفراد أسرتها لأجبارهم علي التصالح !!؟؟
إستمرار الظلم الواقع علي الأقباط وكمثال (أمين الشرطة القبطي ) وتلفيق التهم الغريبة والعجيبة عليه !! بل وحبسه !!!؟؟
إستمرار الظلم للأقباط أيضاً في قضايا "إزدراء الأديان" !! وحبس القبطية / دميانة عبد النور ..ستة أشهر بعد أن سبق وحُكم عليها ب100 ألف جنيه !!؟؟
وحبس القبطي / كيرلس شوقي في الأقصر ست سنوات !! وست ألاف جنيه غرامة !! والسبب من أجل " لايك"!!؟؟ علي صفحة في الفيس بوك إعتبرتها النيابة قضية إزدراء !!!؟؟؟
هذه "عينة" فقط وكأمثلة حدثت في الشهر الأول فقط من حكم سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي ، والذي تحدث بكل إحترام عن الكنيسة والأقباط في أول خطاب لسيادته ، وكان قد سبق وذكر أن ..الأقباط حُرقت كنائسهم ولم يطالبوا بشيئ ولن يُطالبوا .. وبالرغم من ذلك ..مازال الأقباط يُصلون في الكنائس المحرقة !!؟ بعد سنة كاملة من حرقها !!!؟؟؟
بالطبع لا نقول ولا ننتظر من سيادة الرئيس أن يحل كل هذه المشاكل المزمنة التي يُعاني منها الأقباط في وقت قياسي أو بجرة قلم (كما يقولون) لأنها مشاكل متعمقة في مجتمع أغلبه طائفي للأسف !! ، وهذا جراء تراكمات وسنين هذه عددها من الأهمال للملف القبطي والتهميش لكل ما يخص الأقباط
كل الذي (كُنا) ننتظره من سيادة الرئيس ومع هذه البداية الطيبة جداً لحكم سيادته هو فقط أن يُظهر إهتمامه بهذه المشاكل التي تواجه الأقباط ، أو نسمع أن سيادته يرفض أو يستنكر هذا الذي يحدث للأقباط ، وأن يُصدر توجيهاته للحكومة وللمسئولين بتطبيق القانون والعدل وحل أي مشكلة طائفية والبعد عن الظلم وعن التمييز والتفرقة بين كل المصريين
وهنا أتذكر كلمات سيادة الرئيس عن "الأقباط" قبل إنتخابات الرئاسة ... في سؤال عن مشاكل الأقباط من إحدي المذيعات قال سيادته ... الأقباط لم يشتكوا من حرق كنائسهم ،وفي لقاءه مع قداسة البابا لم يطلب منه شيئاً ... وتسأل (إزاي نسيج الوطن يتألم ونحن موجودين!؟) ، وأكمل ... كل واحد دينه غالي عليه ، وعلينا أن نحترم إختيار الأخر
لذلك .. كنا نتمني أن نسمع حتي كلمة (تطييب خاطر) من رئيسنا المحبوب الذي أحببناه من كل قلوبنا وأصبح بيننا (كل المصريين) عًشم متبادل ... نعم .. لم يمضي الشهر الأول علي رئاسته لمصر ولانريد أن نحمل سيادته أحمال أو هموم أكثر .. فقط.. كنا نتمني إظهار الأهتمام بنا وبمشاكلنا من خلال تصريح أو توجيه
في حادث التحرش الشهير بالتحرير ليلة الأحتفال بتنصيب الرئيس (السيسي) الذي أغضبنا جميعاً .. وأنا أول ما سمعت به كتبت علي صفحتي بالفيس وقلت (ننتظر رد قوي وصارم من سيادة الرئيس حتي لا تتكرر هذه المهزلة مرة أخري ) .. وفي نفس اليوم سعدت جداً كما كل المصريين بموقف سيادته وزيارته للمجني عليها في المستشفي العسكري وبيده بوكيه ورد أحمر ، وتقديمه إعتذار وأسف لها نيابة عن كل المصريين
وهذا كل ما نرجوه من سيادته ..أن نسمع ونري إهتمام سيادته بمشاكل الأقباط المزمنة ، وتوجيه المسئولين بالضرب بيد من حديد لكل مًن تسول له نفسه الأعتداء أو إبتزاز أو ظلم أو عدم إعمال القانون علي كل المصريين .. كل المصريين
ورجائنا وأملنا الوحيد .. (دائماً وأبداً).. في الحي الذي لا يموت ، إلهنا الصالح ، الحق والعادل وحده ولا سواه .. وإيماننا الأكيد أن.... (الأحتماء بالرب خير من التوكل علي الرؤساء ) مز 118 – 9 ....، وفي نفس الوقت لم يمنعنا إيماننا أن نرفع شكوانا إلي الرؤساء الأرضيين وقال في ذلك بولس الرسول ..(إلي قيصر أنا رافع دعواي) أع25-12
وبمناسبة شهر رمضان الكريم
أتقدم أيضاً إلي سيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي ، ولكل المسئولين وكل أخوتنا المسلمين في كل مكان بأجمل التهاني القلبية ... وكل عام وأنتم بخير
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع