الأقباط متحدون - رشا أعابيوس رساله إلى الرئيس السيسى
أخر تحديث ٠٤:٥٦ | الأحد ٢٩ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٢٣٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رشا أعابيوس رساله إلى الرئيس السيسى

حنا حنا المحامي

السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى
رئيس كل المصريين مسلمين ومسيحيين, رجال ونساء, شباب وشابات, كبار وصغار,

سيدى هذه الرساله لا أبعث بها إلى سيادتكم فحسب بل أخاطب بها ضميركم اليقظ, ضميركم الانسانى, ضميركم الذى يهفو إلى القيم والاخلاق, والعدل والعداله.  ضميركم الذى يتمسك بالحق ويجافى الباطل, ضميركم العادل أولا وأخيرا.

هل تعرف يا سيادة الرئيس أن ما يربو على خمسمائة فتاه وزوجه مسيحيات قد تم اختطافهن وبعضهن فى عهدك ؟  وإنى يا سيدى لا أخاطبك فقط من أجل الخمسمائه إنثى مسيحيه بل من أجل آخر حادث اختطاف تفتت الاكباد وتهز الضمائر حتى الميته.

هذه الضحيه يا سيدى اسمها رشا أغابيوس.  إنها زوجة رجل متوسط الحال وأم لطفله اسمها بوسى.  وهذه العائله البسيطه تقيم فى أسوان.  خرجت يوم 28 ابريل إلثامنه مساء الى الكوافير الذى يبعد عن منزلها ما لا يزيد على ثلاثمائة متر ولم تعد إلى منزلها حتى الآن. أى أن هذه الحادثه الاليمه حدثت منذ شهرين.  زوجها المكلوم أبلغ الشرطه ولكنها لم تفعل شيئا.  وبعد بضعة أيام أبلغوه أن زوجته اعتنقت الاسلام.  وبعد حوالى شهر خاطبت رشا الضحيه شقيقتها واستنجدت بها ولكن قطع خط التليفون على الفور والبادى أن مختطفها ومغتصبها قد شعربالمكالمه فمارس العنف المعروف عن مثل هؤلاء المجرده ضمائرهم.

سيدى .... لا يوجد دين أو عقيده على وجه الارض تقبل أن يعتنق أتباعها ديانتهم بهذا الاسلوب المجرد من الانسانيه أو الآدميه.  سيدى... هل تقبل أن تختطف ابنتك أو زوجتك لتكره على اعتناق المسيحيه؟  بالطبع لا ولا يمكن أن نتصور أن مسيحى واحد يمكن أن يقبل على نفسه الزواج بمثل هذه الجريمه الغير إنسانيه.

سيدى ... لقد قلت كلمه فى غاية الحكمه,  "كل واحد دينه عنده عزيز".  وإننا بصدد جريمه اختطاف وإرغام على اعتناق دين آخر وذلك بالاكراه طبعا ولو كان الغرض نبيلا لخف الخطب وهان, ولكن الغرض هو خطف الزوجه من زوجها وابنتها وحرمان هذه الطفله من أحضان أمها وحنانها وحرمان الزوج المكلوم من شريكة حياته.

سيدى .... إن شريعة الغاب لا يمكن أن ترضى بهذا الاسلوب.  فضلا عن أن مثل هذا العمل هو إساءه للاسلام قبل أن يكون إساءه إلى أى شخص أو أى دين آخر.  إن الاسلام يا سيدى دين حنيف لا يعرف الاجبار أو الاكراه فى الدين, كما أن الاسلام هو من أول الاديان التى ترعى العرض والشرف, وتحترم حق الغير فى ماله وفى عرضه.  ولكن يا سيدى دأب ضباط الاقسام يتسترون على مثل هذه الجرائم باعتقاد خاطئ وهو أنهم يخدمون ديانتهم بينما فى حقيقة الامر هم يشوهون الاسلام.  ذلك  أن أهدافهم هو إشباع شهوه جنسيه لا أكثر.  وتلك الجرائم ترتكب فى ستار الدين الاسلامى الحنيف.

سيدى .... لقد ذهب عصر مبارك والعادلى إلى غير رجعه, وقد بايعك الاقباط, كل الاقباط بلا استثناء رئيسا لكل المصريين لترعى ضمائرهم وتصون أعراضهم وممتلكاتهم فإنك يا سيدى أول من يهتم بهذه الجرائم الغير إنسانيه.  الامر يا سيدى ليس أمر اعتناق دين ولكن الخطب أن الامر يتعلق بالعرض والشرف وحياة طفله وزوج هو إنسان أولا وأخيرا وله على الدوله حق صيانة شرفه وعرضه وحقه فى أن يعيش فى سلم وأمان مطمئنا على عرضه وعلى ماله.

سيدى ..... لقد انتخبك كل الاقباط بلا إى استثناء وفى ذلك الكثير من المعانى.  أنك الرئيس الذى سوف ينقذ مصر (كل مصر) من دمار محقق, وأنك سوف تحافظ على عرض كل إنسان وماله وحقه فى الحياه والامن والامان.

سيدى أنت تعرف أن أكثر من ثمانين كنيسه قد تم الاعتداء عليها فى عهدك حتى يدعى الاقباط أنك غير كفء لحماية ديارهم العقائديه, ولكن الاقباط وعلى رأسهم قداسة البابا عبروا فى صمت عن شئ واحد وهو أن مصر للمصريين فى أمن وأمان.  وبذلك ارتد السهم إلى نحر المتآمرين على مصر.

سيدى أرجو أن تتأمل ولو للحظه أن ما حدث يعبر للغير عن عدم الاطمئنان على يومهم وغدهم.  فكر يا سيدى ولوللحظه فى ابنة المختطفه "بوسى" التى تبلغ من العمر سبع سنوان وقد حرمت من أمها بينما تلك الام على قيد الحياه.  فكر يا سيدى فى تلك الام المخطوفه التى حرمت من فلذة كبدها الطفله والبالغه من العمر سبع سنوات.  كذلك فكر يا سيدى فى الزوج المكلوم والكسير.

سيدى قرائن الحال تؤكد أن السيده المخطوفه اعتقت الاسلام بالاكراه.  وهذا الاكراه لا يعتد به لاعتناق أى دين لان المكره لا إرادة له أو على أقل تقدير إرادته معيبه لا يعتد بها.  وليس أدل على ذلك من أنها استنجدت بشقيقتها فى غفله من الحراسه المفروض أنها تخضع لها.  معنى ذلك أنها يا سيدى سجينه القهر والاجبار.  هل هناك دين أى دين يرضى بهذا القهر والاجبار؟

السيد الرئيس السيسى إناشدك الله أن ترعى هذا الامر وتضع حدا لهذه المآسى التى لم نعرفها إلا فى عهد مبارك المخلوع والعادلى المسجون بقية أيام حياته.  ذلك أن دولة الظلم ساعه ودولة العدل حتى قيام الساعه, ونريدك يا سيدى بكل الحب والثقه أن تكون رئيسا لكل مصر ولكل المصريين طوال مدة رئاستك.  والله يوفقكم وإيانا لما فيه خير مصر وأمنها وأمانها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter