عرض/ سامية عياد
"ليس أنتم اخترتمونى بل أنا اخترتكم" ، هكذا قال السيد المسيح للرسل الذى اختارهم بنفسه ، الذين صاروا هنا وهناك يكرزوا باسم المسيح ولولاهم ما كنا نعرف الإيمان وما كنا صرنا مسيحيين.

المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث يحدثنا عن رسل المسيح قائلا ، لقد اختارهم الله من نوعيات مختلفة ومتعددة اختار بطرس الرسول الرجل القوى المندفع احيانا يكون فى كلامه حق واحيانا يخطىء ، اختار يوحنا الهادىء الناعم ، اختار توما الشكاك ، ايضا اختار يهوذا الخائن ، الله اختار أناسا بسطاء صيادى سمك ، لأنه إذا كانوا جميعا حكماء ربما إذا تكلموا كلام حكمة سيقال أن هذا الكلام منهم ، لكن إذا كانوا بسطاء وتكلموا هذا الكلام العميق ، سيعلم الناس أن هذا الكلام من الله وليس منهم.

الى جوار البسطاء كان من ضمن الرسل من كان لهم ثقافة كبيرة مثل مرقس الرسول الذى يقال عنه إنه كان مثقفا جدا وكان يتقن عدة لغات مثل العبرانية واليونانية واللاتينية ، ايضا لوقا كان يجمع بين الطب والرسم فى آن واحد ، ويمكن تقسيم الرسل لثلاث فرق أولا الاثنا عشر رسولا ، ثانيا السبعون رسولا الذين اختارهم السيد المسيح بعد ذلك الذين منهم مارمرقس ولوقا الإنجيلى وبرنابا ، ثالثا شاول الطرسوسى الذى كان مضطهدا للكنيسة وأصبح عمودا من أعمدة الكنيسة .

لقد كان الرسل يحبون السيد المسيح محبة فائقة ، وأكبر دليل على هذه المحبة ما قاله بطرس الرسول للسيد المسيح "ها نحن قد تركنا كل شىء وتبعناك" ، لقد ساروا هؤلاء الرسل وراء السيد المسيح ثلاث سنوات يسمعون عظاته ويرون معجزاته ومواقفه مع الأعداء والمؤيدين ، فكانت فترة تدريب قوية جدا مع المسيح ، وبعد القيامة مكث معهم السيد المسيح أربعين يوما يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله ، وكانت قلوبهم وعقولهم منفتحة لكلام الرب ووصاياه .

الشىء الجميل الذى اتصف به من تبع السيد المسيح أنهم تبعوه وتركوا كل شىء ، ساروا معه من بلد الى بلد ومن حقل الى حقل ومن مدينة الى مدينة ، فلم يكن للسيد المسيح بيت ويقول عنه الكتاب "ليس له أين يسند رأسه" ،ولم يسأله الرسل أين سنذهب ؟ فهذا لايهتمون به ، المهم أنهم يمشون وراءه ، وبهذا حصلوا الرسل على قوة كبيرة  من السيد المسيح سندتهم فى كرازتهم فكانوا يتكلمون ويسند الله كلامهم بالمعجزات.