الأقباط متحدون - التاريخ عِبرة وليس سكرة2-2
أخر تحديث ٠٠:٥٨ | السبت ٢٨ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ٢١ | العدد ٣٢٣٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

التاريخ عِبرة وليس سكرة2-2

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
أكمل معكم اليوم أحبائي القراء تفنيد ما ساقه لنا المحترم العزيز جمال أبوالحسن مقاله سالف الذكر في الجزء الأول من مقالي المنشور الاربعاء الماضي، حيث قال الأستاذ جمال أبوالحسن أن الجيوش العربية اعتادت الهروب باستثناءاً وحيداً وهو معركة عبور القناة في أكتوبر من عام 1973،  واستشهد بهروب جيوشنا العربية منذ النكبة وحتى النكسة، وقد فندت قدر استطاعتي وحسب ما سمحت لي مساحة المقال الماضي الفروق الشاسعة بين معارك الجيش العراقي أمام مقاتلي داعش وبين قتال الجيوش العربية وهزائمها أمام العدو الإسرائيلي

وها أنا الآن أفرد مساحة الجزء الثاني من المقال كلها لتفنيد أقصى وأقسى ما ادعاه الكاتب جمال أبوالحسن على جيوشنا العربية من اسباب تقودها لهزائمها بطريقة الفرار، إذ عاد للتاريخ واستحضر معركة الأهرام بين المماليك والفرنسين وساق لنا وصف الجبرتي لجيش المماليك وخلعه على الجيوش العربية.

وكان الوصف الذي نقله الكاتب عن الجبرتي هو "واجتمع الجند والرعايا والفلاحون، ولكن الأجناد متنافرةٌ قلوبهم، منحلةٌ عزائمهم، مختلفة آراؤهم، حريصون على حياتهم، مختالون فى رئيسهم، معتزون بحجمهم، محتقرون شأن عدوهم، مرتبكون فى رؤيتهم، مغمورون فى غفلتهم، وهذا كله من أسباب ما وقع من خذلانهم وهزيمتهم" فصار في نظر الكاتب أن هذه هي الأسباب عامةً التي أدت لكل الخسائر العربية

وهذا غير صحيح في كل مضامينه فلم يكن الجيش المصري في النكسة ولا الجيوش العربية في النكبة يحملون في صدورهم شيء من هذه الأسباب إلا شيء واحد سأقوله في نهاية المقال، لكن مسألة أن لكل منهم معتز برئيسه لم تحدث مطلقاً في نكسة 1967 فكان الرئيس واحد والقيادة موحدة، كذلك كان الحال في النكبة صحيح، دخلوا على هيئة جيوش سبع ولكن القيادة كانت واحدة والهدف واحد لم يكن منهم من هو حريص على حياته أكثر من النصر، قاتلوا للرمق الأخير، استبسلوا بأسلحتهم الخفيفة ضد طيران يحلق في السماء، فهل هذا تعتبره هذا عزيزي الكاتب جبناً

هل كانت قلوب جنود مصر والعرب متفرقة ألم يكونوا مجتمعين على تحرير أرض فلسطين ثم حماية أرض سيناء والحفاظ على وطنهم؟ فكيف تسميهم بهذا الوسم الذي لا ينطبق إلا على جيوش المماليك الذي يشهد تاريخهم على تشرزمهم وتفتتهم وانقسامهم وتقاتلهم، فكيف تخلعه على جنود جيشنا النظامي الوطني.

نعم قد يكونوا مرتبكون كما قلت ولكن لهول المفاجأة التي لم تكن قيادتهم جديرة باستنباطها لكنهم ورغم هذا لم يضنوا بحياتهم على أوطانهم وحتى مسألة المفاجأة والارتباك تتلاشى تماماً في أحداث النكبة إذ هم الذين كانوا مبادرين.

وأخيراً، نأتي لأهم سبب قد أتفق معك في الإتيان به وهو محتقرين شأن عدوهم، وهو حقاً كان حالنا  في النكبة والنكسة، ففي النكبة كنا نعتبرهم عصابات صهيونية متهلهلة، وفي النكسة كنا نحسب انفسنا أقوى جيوش المنطقة فكان العيب على القيادة التي لم تحسن التقدير وليس على الجنود الذي أفنوا حياتهم  قتالاً للوطن.

وأخيراً عزيزى الكاتب المحترم، أعوذ بك من مقارنة جيش مصر بأي جيش من جيوش المنطقة لا في الحاضر ولا في الماضي، فجيش مصر قاتل في حرب اليمن ولم يفر رغم أنه كان يقاتل عدوين كلاهما لم يختبره ولم يخبره هما الطبيعة الجبلية والقبائل اليمنية رغم هذا لم يفر ولم يترك المعركة  ثم قاتل في حرب أكتوبر فأين ذهبت أسبابك التي خلعتها على جيشنا بين ليلة وضحاها ثم قاتل في حرب تحرير الكويت وكان هو أول من تقدم للمواجهة وحررها وطهرها من مقاتلي العراق.

على الهامش الجيش العراقي قاتل مواجهاً إيران لثماني سنوات ولم يفر فكفانا تهجم على جيوشنا.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter