الخميس ٢٦ يونيو ٢٠١٤ -
٣٥:
١٠ م +02:00 EET
"الدولة خلت بالها من شيرين.. وسابت الأقباط"
بقلم : نعيم يوسف
في أحد المشاهد من فيلم "زكي شان" للفنان أحمد حلمي، كان والد "شيرين" يوصيه بابنته شيرين وأبنه عمرو وكان على البطل أن يهتم بحراسة الاثنين و"خصوصا شيرين" حسب وصية والدها فرد أحمد حلمي ساخرا: "طب وبالنسبة لعمر أسيبه يتوه عادي يعني!"، وللأسف هذا هو المنطق الذي تعاملت به الدولة مع الأقباط "خلت بالها من كل حاجة حتى التحرش بالسيدات.. وسابت قضايا الأقباط عادي يعني"!.
وأصبح الرئيس يهتم بكل القضايا، ويتمم على عمل الوزراء بنفسه يوميا السابعة صباحا، ويبدأ ماراثون للدراجات بنفسه، ويذهب بنفسه إلى ضحية التحرش في التحرير، ويرسل وزير الصحة والسيدة الأولى لها، وفي نفس الوقت يترك الفتيات الأقباط يختطفون بل وصل الأمر إلى اختطاف الرجال وطلب فدية، ثم قتلهم، بل ويترك الأقباط يهجرون من مساكنهم ومحال أعمالهم في المطرية "عادي يعني"!.
ولم يقتصر الأمر على الرئيس، بل وصل أيضا إلى الوزراء والمسؤولين، فأصبحت وزارة الداخلية قادرة على استعادة الأطفال المخطوفين "المسلمين" في كل الأماكن، وأصبحت قادرة على القبض على كل الجناة والإرهابيين وخاصة الذين كانوا يستهدفون رجال الشرطة، ولكنها –في نفس الوقت- عاجزة على استعادة الفتيات القبطيات المختطفات بل وعاجزة على فرض الأمن عندما يتعلق الأمر بإطلاق اسم مدرس قبطي على مدرسة في المنيا!! وعجبي!! وفي الأخر "دول أقباط عادي يعني"!
أما بالنسبة إلى الإعلام، فهو لديه مساحات واسعة عبر صفحات الجرائد للحديث عن أزمات الطلاق بين المسيحيين وللحديث عن تصريحات الأنبا بولا وهجوم "أقباط 38" عليه ورده هو عليهم، ولديهم سرعة فائقة في تغطيات المظاهرات التي تحدث ضد الأساقفة في الكاتدرائية والصراع الدائر بين طائفتي الأرثوذكس والبروتستانت حول الترانيم، ولكن صفحاتهم تضيق جدا بمشاكل خطف الفتيات وتهجير المسيحيين، كما قام الإعلامي جابر القرموطي –كنموذج للإعلام المرئي، وليس استهدافا لشخصه- بتخصيص حوالي فقرة كاملة على مدار حلقتين لحل أزمة فريق "الجمباز" من الفتيات اللاتي تدربن على اللعبة ومن المفروض يسافروا لكي يمثلوا مصر –وهو اهتمام جيد- ولكن في المقابل لم يشير ولو في فقرة واحدة لاختطاف الفتيات القبطيات ولا لتهجيرهم وقتلهم من المطرية إلى سيناء إلى المنيا إلى سوهاج إلى قنا "ما هو دول أقباط عادي يعني"!
وللحديث بقية عن دور الكنيسة والبابا والنخبة القبطية وتعاملهم بنفس المنطق "عادي يعني"!!