حمدي رزق
يوم الاستقلال الأمريكى بالإنجليزية Independence Day، والمعروف شعبياً Fourth of July، هو عطلة فيدرالية فى الولايات المتحدة بمناسبة اعتماد وثيقة إعلان الاستقلال عن بريطانيا فى 4 يوليو 1776، وعادةً ما يرتبط عيد الاستقلال بالمسيرات والكرنفالات والاحتفالات العامة والخاصة بتاريخ وتقاليد الولايات المتحدة الأمريكية.
بصراحة وبلا مواربة، أدعو كل مصرى غيور على استقلال قراره الوطنى أن يلقن الأمريكان درسًا ويقاطع حفل عيد الاستقلال فى دار السفارة الأمريكية فى جاردن سيتى، لابد من مراعاة تاريخ وتقاليد الدولة المصرية، من يمس طرف ثوب مصر لا يستأهل أن يغبّر مصرى غيور قدميه إلى دار السفارة.
معلوم النفس أمارة بالسوء، ولكن إمارة السوء فى السفارة الأمريكية باتت ماسة بمشاعر المصريين، لا تراعى اختيارات المصريين، تصم كل فعل مصرى بما يحط من شأنه، لن نصبر كثيرًا على طعام مسموم يقدم فى ورق السفارة المفضض.
المصريون جَدّ غاضبون من إدارة أوباما، خفض المساعدات إلى مصر أخيرًا ليس إجراءً تقشفيًا كما تزعم الإدارة الممسوسة إخوانيا، إنهم يعاقبون المصريين على إسقاط الجاسوس الأمريكى محمد مرسى، واختيار قائد وطنى يؤمن باستقلال القرار الوطنى، هم يؤذون المصريين اقتصاديًا وهم يعلمون أن اقتصاد مصر بعافية، يضغطون على الجرح الاقتصادى النازف، طمعًا فى إسقاط النظام عبر ثورة ثالثة يجرى التحضير لها فى المعامل الأمريكية، وخوفاً من انطلاقة مصرية تلد زعيمًا عربيًا يطيح بأقزام وعملاء أمريكا فى المنطقة.
من يذهب إلى دار السفارة للتهنئة آثم فى قلبه، لامؤاخذة إما أمريكانى أو متأمرك، أو إخوانى أو متأخون، أو من العاملين على المصالح الأمريكية فى القاهرة، فى حضور عيد الاستقلال لهم فيه مآرب أخرى لم تعد خافية على الشعب الرافض كل مهو أمريكى.
معلوم الدعوة لاحتفالية يوم الاستقلال ستذهب لنفر معلوم، ولكن نفراً يسيراً معروفين بالاسم هم عادة من يهرولون، يرتدون فاخر الثياب، حتى السلفيون يخلعون الجلباب والسروال ويرتدون الكرافت والببيون، هذا العام الأمر جد مختلف، الإدارة الأمريكية كشفت عن وجهها القبيح جدا، تناهض ثورة 30 يونيو علانية، الإدارة تركّع مصر للإخوان، تعيث فى القاهرة عبر رجالها ذوى الياقات البيضاء على نحو جارح للسيادة الوطنية.
إدارة أوباما لا تفيق من سكرة الإخوان، فى حالة غرام جنونى بالإخوان، غرام الأفاعى، لابد أن يخيم الحداد على دار السفارة فى هذا اليوم الأمريكى الأغر، لابد أن تغرق فى بحر المقاطعة، السفارة مرفوضة شعبيًا، لكن نفرا من أصدقاء السفارة ليس فى وجوههم نقطة دم سيلبون الدعوة، لا كسوف ولا خشى، صحيح اللى اختشوا ماتوا، يستقوون بالسفارة، وسيتصورون مع السفير الجديد، إلهى يفضحكم فضيحة الإبل.
نقلآ عن المصري اليوم