بقلم : عزيز الحافظ
شاءت الأقدار والتاريخ العنيف العفونة....ان يكون العراق دائما رمزا للااستقرار...فمن يهتم بالتاريخ ويقلّب الصفحات يجدها مكتوبة في العراق بالدم واللوعة والنحيب والشجى والشجن والتحسرات والتآوهات والآحزان السحابية الهطول..
وكيف لا وقد شهدت أرض العراق مقتل رجالات وقف لهم التاريخ منحنيا بإدب لعظمة ماتركوا من إرث إنساني عالمي اطرّته من سجل بمصداقية نهضة حياتهم الباسقة المعالم... فقد قتل فيها وبإرض الكوفة الإمام سيد العرب ،علي بن أبي طالب ع وقتل بالتراجيديا التي لاتُنسى.. وبإرض كربلاء حفيد رسول الله ص الإمام الحسين ع سيد الشهداء وتوالى القتل للبارزين السطوع وللخافت ذكرهم والخامل كلٌ بما قدمّتْ يداه. سقطت في غفلة محسوبة المقادير بدقةَ متناهية، محافظة نينوى بإكبر تتويج للتهديد الوطني بعد 11 سنة على سقوط نظام العار وأصبح العراق كله مهددا بالنموذج السوري عدا الدعم الدولي... لاأريد الحديث عن نظرية المؤامرة فلستُ بارعا في لمّ كل خيوط اللعبة المتناهية الإعداد العسكري والإعلامي فنواقيس الخطر رنّت بإقصى الصوت وسقطت للارض من شدة الرنين!!
، البعث قادم يرتدي لبوسا جديدة ترتدي آزياء داعش والقاعدة والتكفير واللاتفكير ونجحت القيادات العسكرية البعثية المتمرسة والخبيرة التي كانت تحكم وتتحكم في نينوى منذ السقوط في تتويج جهدها وشقائها التعبوى في أن تظهر غاطسها... وتستولي على مدينة كانوا فيها هم الحاكمون سّرا.. هنا ظهرت الحكمة البشرية في إنقاذ الوطن من محنة عظمى وخطر مدمّر حادق بالجميع..فكانت فتوى الجهاد الكفائي للسيد السستاني ، رسمت هالة حب وسلام حول وطن إسمه العراق وبكلمات مُنتقاة مدروسة الزوايا والأبعاد والتكوين البلاغي والمعنى الهادف، أوقفت سيول المؤامرة التي احكمّتْ أسوارها وخبائثها بالنية في تفجير الإمامين العسكريين مرة آخرى لينزلق الوطن بسرعة الوميض البرقي..لمتاهات يعرف الجميع أبعادها ويتقيها سرا وعلنا وخاصة خامة العراقيين الطيبة المذاق.
تسارع العراقيون كللهم للتطوع الداعم للوطن لتلبية النداء فلم تكن الفتوى مُلزمة للشيعة مع إنهم الاغلبية السكانيةأو غيرهم كانت فتوى وطنية خالصة .
اليوم ترجّل من بهاء الوطن ،أول شهيد عراقي متطوع معانقا المجد والخلود لانه بالمفهوم الإسلامي الحقيقي شهيد من الدرجة الاولى حسب التصنيف العقائدي للشهادة أي لايُغسّل ولايُكفّن بل يُصلى عليه ويُدفن بملابسه التي أستشهد فيها. المجد والخلود لعائلة الشهيد حيدر ميثم عبد الحسين من ناحية المدحتية -محافظة بابل وكم كنت اتمنى ان تكون وسائل الإعلام حاضرة في تشييعه والتعريف بشجاعته وآمانيه فحتما تَسَابُقُ العراقيون للشهداء بزخم الفتوى يؤرق كل اعداء العراق فوطيس المعركة الحقيقي تباشير النصر العراقي فيه قادمة وستؤاد قطعا كل نيران الفتنة البغضاء وسيهرب الذين تسببوا بالمحنة وتستتروا بالمناصب وستلاحقهم لعنة العراقيين جميعا. السمو والرفعة للشهيد حيدر ولذويه الفخر والعزّة فهو أول شهيد عراقي عانقت روحه المجد بفتوى إنقاذ العراق التي لبى ندائها ببسالة وجاد بغالي ونفيس روحه الوثاّبة فداءا لترابك ياعراق ولتكن دموعنا شموعا منيرة نحو حفظ الوطن من الظلاميين.