بقلم : مايكل دانيال
صباحكم او مساءكم بكل الخير .. و ده طبعاً علي حسب توقيت قراءتكم للمقال اللي بحاول انه يكون مختلف عن كل مقالاتي اللي فاتت .. يمكن لانه عن كوميديا سوداء هي الشيزوفرينيا او حاله الفصام اللي أحنا عايشينها .. و قبل ما حد يقولي انت ايه اللي بتقوله ده ها اقولكم اننا فعلا وصلنا الي ان تصرفاتنا اصبحت متناقضه بشكل مخيف !
تعالوا نشوف في الشارع مثلا .. لو أنت راكب عربيتك ها تلعن سواق الميكروباص اللي واقف قدامك بيركب زبون ، و لو انت نفسك الزبون ها تلعن صاحب العربيه الملاكي اللي بيضرب كلاكسات ، و لو انت في تاكسي ها تلعن السواق اللي عمال تقوله "بسرعه يا اسطي" ، لو مشي بطيء علشان ما يخبطش حد ، و لو انت نفسك ماشي علي رجليك ها تلعن نفس سواق التاكسي و تقول عليه متهور لو حاول يجري شويه .. و ده يدل علي أننا شعب متناقض في تصرفاته !!
طيب سيبكم من الشارع و تعالي نرجع البيت .. ها تلاقي الولد او البنت قاعدين علي الفيس بوك مثلا .. بيتكلموا عن داعش في العراق او عن بوكو حرام و هم بيلعنوا العنصريه و القتل و تحس أنهم محللين سياسين في وكالات أنباء عالميه .. بعدها بربع ساعه تلاقيهم بيعملوا شير لاغاني او لصور جميلات كأس العالم !!!!!
طيب ما هو ممكن حد يقولي ان ده عادي .. ها اقولك هو عادي كده حضرتك انك تكون بتتكلم بحرقه عن ناس بتموت و متأثر بيهم جدا و بعدين تقوم تشغل أغنيه و ترقص عليها !!
ما علينا ، المهم بعد ما الشاب من دول يعمل شير لكام صورة خصوصاً لجميلات كأس العالم ، يقوم منزل بوست جامد عن المتحرشين .. و يقولك " ما أكثر الذكور و ما أندر الرجال" و كدهون يعني .. و طبعاً فخور بنفسه انه من الرجال القليلين و تلاقي كومنتاته صاروخيه علي كل اصحابه .. المهم لما يلاقي نفسه زهق من الفيس و يبص في الساعه يلاقيها مثلاً بقيت 7 او 8 بالليل .. يقوم لابس و نازل .. و في طريقه يقابل بنت حلوة و رشيقه .. يقوم يلاقي نفسه تلقائي بيصفر او بيغمز او أيحاء و ايماءات سخيفه .. و ممكن لو هو مش تمام يمد أيده علشان ياكل من التفاحة اللي هي مش بتاعته و كدهون !!
طيب فين يا عمنا الكلام اللي أنت كنت كاتبه من ساعه !!!!!!
طيب تعالوا مثلا نشوف شويه بنات و هم داخلين مطعم شيك ، و طبعاً أهم حاجة أنهم يتصوروا الاول و كل واحدة بوزها شبرين قدامها كما لو كان ده الوضع الرسمي للتصوير ..
المهم بعد ما يخلصوا اكل بالشوكة و السكينه و يحاسبوا و طبعا لازم يكون البقشيش سخي ، تطلع البنت منهم و هي مروحه علي واحدة ست عجوزه بتبيع اكسسوار او شويه لعب اطفال في الشارع او اي حاجة زي كده ، المهم بقي انه لازم و لابد أنها تفضل تفاصل في اثنين جنيه مع الست الغلبانه رغم أنها لسه من شويه دافعه اضعافهم بقشيش في المحل ،، و ممكن في الاخر ما تشتريش حاجة و تسيب الست دي و تمشي .. عادي كده يعني !!
و لو حاولنا نعمل حصر لكم المتناقضات اللي من النوع ده فعلاً مش ها نخلص و دي مجرد أمثله بسيطه و بلغه سهله و الاهم أنها فعلاً من واقع حياتنا اليوميه و ليست من وحي خيال الكاتب !
نقطة و من أول السطر :
• بعيداً عن سخريه مريرة كتبت بها مقالي هذا ، فألامر بالفعل بالغ الخطورة ، و من وجهه نظري الشخصية فأنه لغياب المعني و الهدف و الوعي دور كبير .. فالتناقض اصبح سمه عصر نحياه لأننا شوهنا معاني كثيرة كانت يوماً لنا و كانت هي الاساس لبناء شخصيه ناضجة في مجتمع واعي ، أتمني ان نعمل علي استعادتها !
علي الهامش :
كل من يعرفني جيداً ، يعرف يقيناً أنني ارفض التعميم شكلاً و موضوعاً .. فهناك امثله ناضجة و واعيه و غير متناقضة و لكن ما دفعني الي كتابه هذا المقال هو كم المتناقضات التي اصبحت جزء لا يتجزأ من واقع حياتنا اليوميه !