الأقباط متحدون - ده عشم
أخر تحديث ١٩:١٧ | الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ١٠ | العدد ٣٢٢٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ده عشم


"داعش"

مينا ملاك عازر
وصول داعش قرب بغداد واستيلائها على الكثير من الأجزاء في شمالي العراق، يفتح باباً للتساؤلات المنطقية في وجهة نظري، أولها ترتيباً وليس أولوية، لماذا تفتح داعش جبهة جديدة على نفسها في العراق وهي التي لم تنجز شيئاً عظيماً في سوريا؟ كيف يقف أمامها النظام السوري؟ وهو غير معترف به من معظم دول العالم، ويعاني من القتال في عدة جبهات ضد الجيش الحر وجبهة النصرة وغيرهم

لماذا لم يسقط الجيش السوري بهذه السلاسة أمام داعش؟! كما سقط الجيش العراقي أمام قلة قليلة من المفترض أنها ليست مدربة على نفس مستوى تدريبه، فالجيش العراقي مسلح تسليح أمريكي ومدرب تدريب أمريكي بل أن أمريكا هي التي أعادت إنشائه بعد أن فككته فور دخولها للعراق في 2003، لماذا تختطف داعش أتراك وتركيا تحوى على أرضها معسكرات لهم تأوي الآلاف من مقاتليها.

للإجابة عن هذه الأسئلة تستطيع أن تعود لذلك التقارب الإيراني الأمريكي في الملف النووي لتفهم لماذا دخلت وحدات من الحرس الثوري الإيراني للعراق بسهولة للدفاع عن العراق ظاهرياً في حين إنها دخلت في الحقيقة للدفاع عن الشيعة العراقيين

كما تدافع عن الشيعة السوريين في سوريا، فنحن الآن بإزاء عدة احتمالات، أولها أن يكون ما يجري لتوريط الجيش الإيراني في جبهة جديدة غير تلك المتورط بها  في سوريا أمام داعش ومن على شاكلتها، وإن كانت الأوضاع في سوريا هدأت فلتكن جبهة العراق العوض لاستنزاف إيران على أن يسبقها تقارب في الدبلوماسية حتى لا تشعر إيران بأنها مغرر بها، والاحتمال الثاني أن يكون التقارب الأمريكي الإيراني أغضب بعض المقربين من أمريكا مثلاً فقرر حث بعض الفئات المغرر بها مثل داعش أن تهاجم إيران

وهي التي من المفترض أن تكون على علم بأن من وراء داعش ويسلحها هم أمريكا والغرب، فتكون داعش أسفيناً بين إيران وأمريكا في تقاربهم الجديد، والاحتمال الثالث أن يكون غباء داعش سول لها أنها قادرة أن تفعل شيء خارج النص المرسوم لها من قبل تركيا وقطر، ومن ورائهم أمريكا، وقررت أن تنفرد بقرارها، وهنا سيؤتي التقارب الأمريكي الإيراني ُأكله حين تتفق إيران وأمريكا ولأول مرة على القضاء على داعش

ورغم إني أستبعد الفرضية الأخيرة لسبب بسيط أن داعش حينما اقتحمت لم تقتحم إطلاقاً المناطق الكردية في شمالي العراق رغم أنها بدأت من الشمال لكن من بعد المنطقة الكردية الحاصلة على حكم ذاتي "كردستان العراق" ما يعني أن ثمة تنسيق بين داعش وقوى إقليمية ودولية ترسم لها مخططها وحدودها الجديدة بحيث تكون كردستان تبقى كردستانية، ويأتي الجزء السني حيث تستولي داعش

ثم يبقى الجزء الشيعي كما هو تحت السيطرة الإيرانية، ويكون بذلك كل طرف دولي وإقليمي حظى بما يريده من العراق، وكل الأطراف راضية بحيث تكون حصلت داعش على آبار النفط الأغنى في العراق لإمدادها بالمال لشراء السلاح للقيام بالمزيد من العمليات التخريبية في دول المنطقة وإيران راضية بسيطرتها وحمايتها للمقدسات الشيعية

وتركيا راضية بمنطقة كردستان التي ستنقل لها يوماً ما الأكراد مسببي المتاعب لها في الجنوب مع ضم لها جزء من سوريا في المستقبل بعد أن تقسم على إثر خلاصهم من الأسد بعد تقوية داعش حينما تكون وقفت على قدمها باستنادها على آبار النفط العراقي المستولى عليها، أما إيران فتكون وقفت على رمية حجر من الكويت مهددة إياها وأمن السعودية والخليج، فتضع السيسي في ورطة بعد تصريحه الأشهر "مسافة السكة" وبالتالي ينهار الجيش المصري كما يظنون ويحلمون، وتضيف داعش حرف الميم لاسمها ممثلاً عن مصر لتكون داعشم

ولكن المؤكد أن الأخيرة، ده عشم أبليس في الجنة، فلا جيشنا سينهار ولا متخذ القرار المصري سيتورط بهذه البساطة في عمليات عسكرية، وفي كل الأحوال سنترك الأيام القادمة تجيبنا عما يحدث في العراق إن كان بالاتفاق أم هو خروج عن النص.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter