بقلم : د. ماجدة الغضبان
قالَ الغريب..
لا تزرعي..!
فهذه الأرض...
لا تنجبُ سوى التنهدات...
قالَ الغريب..
ومضى..
لكن ما قال..
نبتَ على أرضي..
وتنهدتُ...
ينبوعًا من دموع..!!
*****************
أينَ المفر..؟
مِن الرمال..؟،
مِن لوني الأسمر..؟،
مِن الضلال...
في بلقعها.....؟
من حصاري..
بالبيدِ والنضوب..؟
من صديدها..
المسكوب...
على جُرحي....؟
 أين المفر..؟؟؟
*******************
صمت..،
ونافذة..،
وسجائر..،
وشاعرٌ في سقيفة
من رمال!،
يتململُ في جَسدِه
الصلصال!،
يسافرُ من موطئ قدمِهِ
حتى مقتل قصيدتهِ الأولى!،
يتحركُ بينه..
وبينَ ما بقي منه،
النبتة الاستوائية
على الكُثيب الرملي
تعرف كيف يحزُ الليل
رقبة طيـّعة،
وخارج سقيفته
تدبر عساكره
في حرب..
لا يُعرَف كيف استعرتْ
سوى خرير دم
يتدفق..
*********************
كفّ حضنت ْجُرحًا،
كفـّان على مهد رضيع،
أربعة كفوف حول عناق،
عشرون كفًا تقسم،
آلاف كفوف تزرع
موتا،
ملايين منها...
بينَ أصابعها...
تنساب جدائلُ دجلة...
ويبتلُ الشاطئ...
برضاب الشهداء..!!
********************
ليلة ندا القوم
عند النافذة المُختــَلَسة
اشتافوا إليه
أبصروا العروق
كأفاعٍ
على ظاهر كفيه
أبصروا حدقتيه
تبرقان
كسحاب خــُلـّب
إنما لا تشهدان
رفاقا
هدّوا أسوارٌ تنمو
على أشفار عينيه
وأرخوا جفنيه
كي يقتنص
سماء زرقاء...!
********************
اقطفْني!
فذبولي حدٌّ
يُقامُ على الزهر
كل شتاء
ولسنا نمنع زمنا
من عبث نشأته الأولى
نحن لا نبني
صروحَ حب
بل صروحَ طغاة
يقتطفون كلينا
ليلة عرس
لا نملك نجمتها
*******************
يعبرون الشواطئ الأخرى
حاملين اللآليء
والعشقَ
يجدّفون بالحزن
ويشربون الدمع
ترياقا
ما ودعوني
لم أرفقهم
كانت مراكبُهم
ترسو على هالة الأطياف
بعيدًا عن الآثار
التي بعثرتها الريح
على صفحات الرمل
*******************
العشقُ...
يحبُ الهجرة..
حين يخضر..
ينبتُ فينا..
ننبتُ فيه..
العشقُ حينَ يهاجر
يحملُ في حقيبته
جذورًا
هي آخر ما نملك
من وطن
ودَّعنا..!
**********************
أفيقي..
أيتها السفن
المبحرة قبل حلول
الموج....،
أيتها السفنُ المقبلة
بوجهِ الريح
دونما قلوع..،
أفيقي....
ما زلتِ هنا..
كجذور النخل!
أجهل البحار والأشرعة
ووداع رائحة التراب....!
*********************
ودعتـَـني
وحسبتـُها مزحة
خطوةً لها عودة
ككل الطرقات الدائرية
التي فيها أغوص
بلا جدوى
أبحثُ...
بين أحجارها
عن بحر يموج....!
 
حسبتُ أن الأشجار
هذا الشتاء
لن تعرى
وأن الورد على شباكي
سيزهر
حسبتُ هذا الليلَ
سهرًا طويلاً
يُجهـَض بإغفاءة
....................
....................
آه......
ما أكثر....
ما حسبت....
وخطوتي....
بلا عودة.....