د. رأفت فهيم جندي
أولا، مبروك التفاف الشعب المصري حولك والذي رفعك على كرسي رئاسة مصر، ولقد رد لك المصريون الجميل عندما خلصتهم من كابوس بغيض جثم على صدره سنة كاملة، وفى احتفالات تنصيبك رئيسا عاد لمصر رونقها وبهاءها بعد أن كانت قد فقدته بين الأهل والعشيرة والتكتك وأم ايمن.
السيد الرئيس السيسى لقد أتت لك فرصة ذهبية لإصلاح حقيقي فى مصر لم تأتى لمن قبلك، رغبة عبد الناصر في الشعبية والجماهيرية دفعته لأخطاء جسيمة داخليا فيما بين الإصلاح الزراعي وتأميم المصانع والشركات وتخفيض إيجارات المساكن، أما عن سياسته الخارجية فقد أنجزت لمصر نكسة 67، ولكنك يا سيادة الرئيس السيسى أتيت للحكم بشعبية طاغية ولست محتاجا لقرارات شعبية فيها تدمير لمصر، كما أن كبر سنك مقارنة بعبد الناصر جعلك متحليا بالحكمة في القول والفعل وسط غضب الدول الغربية التي نظرت لمصر من خلال نظارة الإخلال بمصالحها في كسر موجة الأخوان المسلمين.
السادات خلص مصر من العدو الخارجى وانتصر لمصر في عبور 73 ومعاهدة السلام في 79 ولكنه أسقط مصر بعدها للإسلاميين ذوى الجلاليب والقباقيب وانتهى بان قتلوه، وانت يا سيادة الرئيس السيسى بدأت رسالتك باستعادة مصر من جحافل هؤلاء الجراد الذين كانوا سيأتون على الأخضر واليابس
مبارك احتقر شعبه وعقد تحالفاته مع الرأسمالين الانتهازين علنا، وأيضا مع الاسلامين سرا، وانتهى بأن الاثنين كانا من اسباب سقوطه المدوى ولكنك يا سيادة الرئيس السيسى بدأت حكمك بداية جماهيرية قوية بسبب مشاعرك وحبك للشعب معلنا أنك لست مدينا لأحد وستعمل فقط من اجل مصر.
نعلم يا سيادة الرئيس انه امامك مشاق وصعوبات، ولكن سر نجاح اى انسان هو في هذه العبارة التي قيلت عن يوسف الصديق "وكان الرب مع يوسف فكان يوسف انسانا ناجحا"
فلا تظلم أحدا تحت اى مسمى ولا تظلم أي مجموعة وانت تظن انك تحقق التوازن، فلقد اصر مبارك على اضطهاد الاقباط بسبب أنه يتوازن حتى فقد الاتزان تماما وسقط.
ولقد تنبا اشعياء عن الملك قورش الذى رد سبى بابل وقال عنه "امسكت بيمينه لأدوس امما واحقاء ملوك احل لأفتح امامه المصراعين والابواب لا تغلق" اشعياء 45. وعندما علم الملك قورش بنبوءة اشعياء عنه قبل ان يأتي قورش بـ 150 عام اجتهد لكى يحولها لحقيقة متوعدا ومهددا من يقاوم او يتردد بتنفيذ أوامره بأي شكل فى إعادة بناء هيكل اورشليم وعودة المسبيين من بابل، فهل يا سيادة الرئيس السيسى ستجتهد لكى تتحقق فيك نبوة اشعياء "وأرسل لهم مخلصا وحاميا وينقذهم" اشعياء 19، فتكون بالفعل محامى المظلومين من المصريين؟
والرب الإله هو واضع التاريخ والأشخاص، وحتى مرسى اتى بسماح من الرب الإله، وكل من له سلطان في أى مكان فقد اعطى من فوق لأسباب، ويقال عمن يتجبر بسلطان في أي مكان وفى أي إدارة انه "وتعظم قوته ولكن ليس بقوته" دانيال 8: 24. وتنطبق عليه بعدها مقولة الملك سليمان الخالدة "قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح"