مدحت بشاي
يمكن حكاية تعريف "الحزب السياسي" لازالت لدى أهل التنظير العلمي والأكاديمي متنوعة التوجه عبر تاريخ التطبيقات المختلفة للأشكال الديمقراطية ، قالوا مثلاً وفق التعريف الماركسي بإنه ينبغي أن يمثل طبقة اجتماعية وإنسانية ، وعليه استبعدوا جماعات على أسس أخرى ، وفي وجهة نظر أخرى " مجموعة من الناس اتفقوا على تبني أو اعتناق فكر ما بإيمان كبير به " .. طيب إذاكان في نفس المجتمع أكتر من جماعة لهم نفس ذات الايمان بالفكرة ، فقالوا إن الحزب تنظيم سياسي يقدم مرشحين لتمثيله في الانتخابات ..
غير أن هذا الاتجاه يغفل حقيقة إمكانية وجود حزبين أو أكثر يتقاسمان نفس المبادئ والأهداف داخل الدولة نفسها
في حين أن ماكس فيبر يقول إن: " اصطلاح الحزب يستخدم للدلالة على علاقات اجتماعية تنظيمية تقوم على أساس من الانتماء الحر والهدف هو إعطاء رؤساء الأحزاب سلطة داخل الجماعة التنظيمية من أجل تحقيق هدف معين أو الحصول على مزايا عادية للأعضاء " وبأسلوب لا يخلو من البساطة والتفصيل يعبر gorges burdeauعن تعريفه للحزب بأنه "تنظيم يضم مجموعة من الأفراد بنفس الرؤية السياسية وبالعمل في آن واحد على ضم أكبر عدد ممكن من المواطنين إلى صفوفهم وعلى تولى الحكم أو على الأقل التأثير على قرارات السلطات الحاكمة
يقدم (سيجمو نيومان) أربع مهام رئيسيه للأحزاب السياسية سواء كانت ديموقراطية أو شمولية تنظم الإرادة السياسة للشعب والتسويق لمبادئ الحزب.
أ- إدماج المواطن في الحزب وتعليمه الالتزام السياسي.
ج- ممارسة الحزب دور الوسيط أو همزة الوصل بين الرأي العام والحكومة.
د- اختيار القادة لانتخابهم من قبل الشعب الأمر الذي يستدعي مستوى من الوعي لدى المواطنين لضمان الاختيار الصحيح ويرى نيومان أن: " الديموقراطية يمكن أن تواجه أزمة شديدة في حال فشل الأحزاب من ممارسة هذه المهام مما يهيئ المناخ لصعود الحركات الراديكالية التي يصبح هدفها النضال من أجل نظام سياسي جديد"
وكفاية كده عرض لنظريات لأننا الحقيقة في مصر مش بتوع نظريات ولا تعريفات ولا قوانين منظمة .. لينا عالمنا الخاص جداً ، وبشكل خاص في دنيا الممارسات السياسية والاجتماعية ، قول حديثي عهد بالأخت ديمقراطية .. قول النظم الشمولية هدت حيلنا ولخبطت كل المفاهيم .. تلاقي جرايد طلعت لها أحزاب وأحزاب قال ايه بمرجعية دينية " وانتم زعلانين ليه هناخد أعضاء من دين تاني ، في إيه أكتر من كده علشان نثبت لكم إنها احزااب سياسية .. 90 حزب يا جبابره .. ليه؟ وإيه المناسبة؟.. ومين دول؟ ..
وعليه ، أقترح على إدارة موقعنا " أقباط متحدون" يشتغل كحزب بدون القيد في لجنة الأحزاب .. مين قد حزب أقباط متحدون كان له دور تاريخي وقضايا بيدافع عنها .. نجح في بعضها وبيحاول في البعض الأخر .. فين الحزب اللي بيلتقي على أرضه تلك الكوكبة من أهل الفكر والرأي في السياسة والاقتصاد والاجتماع .. عبر مقالات ومتابعة أخبار ونقل من مواقع الأحداث ..
برامج تليفزيونية تبث من الموقع على الهواء .. تاريخ يحمله الموقع على ظهره من الإنجازات الإنسانية ..
في مقال قادم أطرح تصوري لأدوار وطنية مصرية يمكن أن يلعبها الموقع بكل لاعبيه ورواده وناسه وحبايبه ، وياريت نستقبل مقترحاتكم لموقعكم ..
medhatbe@gmail.com